عمان: اختارت رنا الريس (26 عاما) أحد جبال عمان مكانا لإقامتها في الأردن منذ إبريل (نيسان) الماضي بعد أن غادرت ضيعتها اللبنانية الصغيرة حملايا، الواقعة في منطقة المتن الشمالي ..وأرادت الريس أن تكون عمان محطتها للاستقرار والوظيفة على المدى المنظور .. في معرض بحثها عن تجربة حياتية مختلفة يغلفها فضول اكتشاف بلد آخر وتراث عريق وشعب طيب ينعم في ظل ظروف أمنية واقتصادية مستقرة كما تقول.
ولم تخف الريس سعادتها بقرار إلغاء التأشيرات بين الأردن ولبنان ليشكل حافزا لدعوة عائلتها الصغيرة بداية تموز المقبل لزيارة الأردن الذي وصفته ببلد النهضة الاقتصادية والعمرانية والاستثمارية غير المسبوقة .
ومنذ بداية الصيف الحالي يلحظ التجار وأصحاب الفنادق ووكلاء السياحة والسفر توافد العديد من اللبنانيين إلى الأردن سواء كسائحين أو تجار أو مقيمين مؤقتا عند بعض العائلات من أقاربهم ..
ومن البديهي أن إلغاء التأشيرات سيضاعف من أعداد القادمين اللبنانيين وفقا لرئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر بشارة صوالحه الذي توقع رقما جيدا هذا الصيف إذ وصلت أعداد القادمين صيف عام 2000 الذي شهد قرارا مماثلا إلى 64 ألف لبناني كما يقول .
وشاطر عماد مخامرة وهو مدير شركة سياحية ، صوالحه توقعه بعد ان لمس تزايدا ملحوظا لقدوم الأشقاء اللبنانيين منذ أوائل الموسم الصيفي مقارنة بصيف العام الماضي .
أحد العاملين في قطاع السياحة، أشار إلى أن انخفاض كلفة التأشيرة على الأردني واللبناني على حد سواء سيضاعف بالضرورة السياحة البينية،فيما أكد مدير طيران الشرق الأوسط في عمان محمد شعيب أن الحجوزات على طيران الشرق الأوسط من قبل اللبنانيين كاملة في اغلب الأحيان إذ أن معظم القادمين أو المغادرين على متنها هم ممن تربطهم صلات بالأردن سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، إلا إن إلغاء التأشيرات قد يفتح شهية المزيد من السياح اللبنانيين لزيارة الأردن بحسب اعتقاده.
وينشط التعاون الاستثماري والاقتصادي بين الأردن ولبنان على صعيد مؤسسات مالية وشركات اقتصادية كبرى بحسب المحلل الاقتصادي الدكتور إبراهيم سيف فيما يرى المتخصص في الشؤون الاقتصادية الدكتور فهد الفانك "أن الاستثمارات اللبنانية في المملكة لا توفر فرص عمل للأردنيين إلا إذا تعددت أشكالها كإقامة المصانع مثلا وتجاوزت مسألة التركيز على الأسهم أو إنشاء البنوك".
ويبلغ عدد الجالية اللبنانية في المملكة سبعة آلاف لبناني بحسب رئيس لجنة الجالية المهندس فؤاد أبو حمدان الذي يجزم "بان الأردن محطة دائمة للبنانيين وان إلغاء التأشيرات سيعزز من توافد اللبنانيين إلى المملكة إذ لا يشعر اللبناني بغربة في الأردن ..فالعلاقات التاريخية الأردنية اللبنانية شاهدة على احترام الشعبين أحدهما للآخر".
وتتمنى رنا معتز (23 عاما) الموظفة في محل تجاري في وسط العاصمة عمان والذي يشهد إقبالا متزايدا للوفود السياحية اللبنانية أن يكون الترحال بين الدول العربية بلا حواجز أو تأشيرات على غرار ما جرى بين الأردن ولبنان منذ بداية (يونيو) حزيران.
التعليقات