ضربالاقتصاد من الاهداف الغير معلنة
14 مليار دولار لن تكفي لاعادة بناء لبنان

فادي عاكوم منالمنامة


لا زال الوقت باكرا لتقدير الحجم الفعلي للاضرار التي تكبدها لبنان جراء الحرب المفتوحة الدائرة الحالية، الا انه بات واضحا ان الاقتصاد اللبناني تلقى اقوى الضربات منذ انشاء الجمهورية اللبنانية بل الحال الماساوي للشعب اللبناني فاق الوضع الذي خيم خلال مجاعة الحرب العالمية الاولى ببدايات القرن الماضي، وبعيدا عن الشعارات والامال الزائفة التي تتطلقها بعض الدول خاصة تلك التي اعلنت انها ستعيد اعمار لبنان بالكامل فحجم الاضرار كبير جدا يفوق قدرة دولة واحدة لاعادة بناء ما تدمر، والتقديرات الاولية تشير الى عشرسنوات على الاقل لاصلاح ما تضرر واعادة اعمار ما تهدم، وارجاع الوضع الى ما كان عليه قبل حرب الوعد،وبات واضحا ان المنهجية التي اعتمدتها اسرائيل في ضرب الاهداف في لبنان اخذت بعين الاعتبار ضرب الاقتصاد ببناه التحتية وان هذا الامر فرض نفسهعند اتخاذ قرار الحرب على مائدة مجلس الوزراء الاسرائيلي، فالاقتصاد اللبناني يعتبرالمنافس الاكبر للاقتصاد الاسرائيلي تجاريا وسياحيا، وانكشف هذا الامر خاصة بعد ضرب مصنع البان واجبان ليبان ليه في البقاع اللبناني بعد ان فاز بمناقصة تزويد قوات الطوارئ الدولية بمنتوجاته بعد ان كان احد المصانع الاسرائيلية يزودها بهذه الامدادات سابقا .

واذا كان الوقت من ذهب بالنسبة للاقتصاد بالنسبة الى حساب الارباح، فان الوقت الحالي ماسي باعتبار ان كل ثانية تمر تحمل معها خسائر تضاف الى ما تم خسارته فالحسابات الاولية تشير الى ان الخسائر تقدر باكثر من 14 مليار دولار بسبب الحصار البري والبحري والجوي المفروض من قبل الجيش الاسرائيلي، بالاضافة الى خسارة النمو المتوقعة بـ 5% هذا العام .

السياحة
القطاع السياحي خسر للان اكثر من 4.4 مليار دولار وهي القيمة التي كانت متوقعة هذا العام دون حساب الوقت اللازم لاحياء هذا القطاع خاصة وان الموسم الشتوي سيتضرر بطبيعة الحال بالاضافة الى السياحة الداخلية التي شلت بالكامل والتي من المستبعد ان تنتعش في فترة اقلها سنة واحدة بمعنى ان الانعكاسات ستكون كبيرة لاحقا بالاضافة الىالخسائر الحالية وستفوق الست مليارات دولار .

الطرقات والجسور والبنية التحتية
مليار دولار قيمة الجسور التي طالتها الصواريخ الاسرائيلية للان لحوالي 80 جسرا موزعة على كافة المناطق اللبنانية من العريضة شمالا الى الناقورة جنوبا، 100 مليون دولار خسائر جسر المديرج - صوفر الجديد الذي استغرق العمل فيه أكثر من 4 سنوات والذي يعتبر اعلى جسر في الشرق الاوسط حيث يعلو 70متر عن الارض ، اما بالنسبة للابنية المهدمة فتقدر للان هي الاخرى بملياري دولار بمعدل 200$ لاعادة بناء المتر المربع الواحد، ويقدر الوقت اللازم لبناء ما تهدم بحوالي الخمس سنوات، بالاضافة الى مليار دولار لاعادة البنية التحتية على الاقل .

القطاع الصناعي
خسائر القطاع الصناعي تقدر بمليار ومئتي الف دولار للان وهي لا تقتصر على المصانع التي دمرت بل تتخطاها الى المصانع التي توقفت عن العمل بسبب النقص الحاصل في المحروقات والمواد الاولية من جهة وفرار العمال من جهة اخرى بالاضافة الى توقف امكانية التصدير واقفال الاسواق الرئيسية المستهلكة داخليا، خاصة ان وسائل النقل من شاحنات كبيرة وصغيرة اصبحت هدفا مباشرا


القطاع الزراعي
القطاع الزراعي وهو الشريان الحيوي لعدد كبير من الشعب اللبناني باعتبار انها تطال الشريحة الفقيرة والتي لامورد لها غير الزراعة فالموسم الحالي ضرب بالكامل مع الاخذ بعين الاعتبار ان الضرر سيكون مستمرا لفترة غير قصيرة بسبب اعتماد العاملين بهذا القطاع على ما يجنوه صيفا لصرفه شتاء وقدر الخبراء الزراعيون خسارة الموسم الزراعي الصيفي بحوالي المليار دولار ايضا .


القطاع التجاري
بلغت خسائر القطاع التجاري للان 750 مليون دولار بسبب اقفال كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، والمبلغ يزداد يوميا مع استمرار العمليات العسكرية .