ارض السلام شكرت ارض الخير

السعودية اعادت التوازن بين لبنان واسرائيل


فادي عاكوم من المنامة




كثرت ردود الفعل على الخطوة الجبارة التي قامت بها المملكة العربية السعودية دولة وشعبا بمساعدة لبنان بشرا وحجرا، منها من اشاد ومنها من اعتبرها طبيعية من دولة اعتادت على خطوات كهذه ومنها طبعا من استخف بها ولم يعقب عليها، لكن من الثابت ان هذه الخطوة ومع كل ما تحمله من معاني انسانية اتت في وقتها المناسب لتعيد التوازن المالي والاستراتيجي ولتبقي الثقة بالقطاع المالي والاستثماري بلبنان موجودة، فاسرائيل ومهما تكبدت من خسائر مادية وتكاليف يومية من جراء الحرب التي تقارب المئة مليون دولار يوميا ستتقاضى البدائل من الولايات المتحدة الاميركية حليفها الاستراتيجي على غرار العادة بالاضافة الى ان هذه الحرب اتت بموافقة اميركية لصنع الشرق الاوسط الجديد، اي ان التكاليف مدفوعة وبالكامل، ومما يغيب عن بال البعض ان المجتمع الاسرائيلي اساسا مجتمع حرب فالخسائر المادية والبشرية تكون دائما في قائمة الخسائر المتوقعة باي وقت، لذا فمهما تكبدت اسرائيل من خسائر ولو فاقت الخسائر اللبنانية فانها لن تحسب لمجتمع قائم على الحرب والمساعدات والدعم المالي من اللوبي الاسرائيلي المنتشر والمسيطر على اقتصاد اكثر من دولة في العالم .

والدعم السعودي الذي لم يتوقف اساسا منذ العام 1975 سيساند القطاع المالي ويساعد على رفع معنويات الشعب اللبناني, كما ان تأثيره المعنوي ايجابي في السوق المالية، كما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني على الصمود وبالتالي يساهم في اعادة اعمار ما تهدم، وهذا مما دفع مؤسسة ستاندرد أند بورز الى الاعلان عن تعزيز الثقة بالنظام المالي اللبناني، وأن مبادرة الملك السعودي عبد الله للدولة اللبنانية والبالغة قيمتها 1.5 مليار دولار، ما يدل على التزام السعودية المستمر تجاه الاستقرار الاقتصادي والسياسي في لبنان. كما تساعد على دعم تصنيف لبنان في المدى القريب.

وأشار بيان المؤسسة إلى أن تصنيف الدين السيادي في لبنان وضع تحت المراقبة في 13 تموز ,2006 نتيجة تأثير الوضع المستجد على الناحيتين الاقتصادية والمالية. وقد خصص خمسمئة مليون دولار من هذا الدعم لإعادة إعمار البنى التحتية المهدمة ومحاولة تخفيف وطأة التأثير المالي للحرب.

ورأت المؤسسة أن التزام الملك السعودي بوضع وديعة بقيمة مليار دولار لدى مصرف لبنان، يدل على تضامن المملكة السعودية مع لبنان، واستعدادها لمد يد العون للاقتصاد اللبناني والنظام المصرفي، حيث عززت السيولة بالعملات الأجنبية في وقت تعاني فيه الليرة اللبنانية من ضغوط.

وأكدت أنه على الرغم من أن الطلب على الدولار قابله تدخل مريح من قبل مصرف لبنان، حيث بلغت موجوداته الخارجية زهاء 12.9 مليار دولار قبيل التطورات الأخيرة، فإن المليار دولار الإضافي المودع من قبل السعودية، سيساعد على تعزيز ثقة المودعين بالنظام المالي اللبناني.

وزير النقل اللبناني

أشاد وزير الاشغال العامة والنقل اللبناني محمد الصفدي بالمبادرة السعودية لمساعدة لبنان في عملية اعادة الاعمار، وقال في تصريح له quot;لقد اثبتت المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا انها كما في كل مرة تكون السباقة الى دعم لبنان واحتضان شعبه وطمأنته.

فمنذ الايام الاولى للعدوان الاسرائيلي تحركت الدبلوماسية السعودية لوقفه، كما بادرت المملكة الى تخصيص خمسين مليون دولار للهيئة العليا للاغاثة، ثم انطلقت في الوقت نفسه ثلاث مبادرات سعودية بتوجيه من جلالة الملك. فتم تخصيص هبة بقيمة 500 مليون دولار لانشاء الصندوق العربي والدولي لاعادة إعمار لبنان، كما خصصت وديعة بقيمة مليار دولار لدعم العملة اللبنانية، وانطلق الشعب السعودي في حملة تبرعات بعنوان quot;دائما معك يا لبنانquot; وهي مبادرة تلاقي تجاوبا كبيرا في صفوف السعوديين وتستحق منا الشكر والتنويهquot;.


الخسائر والمساعدات الاميركية لاسرائيل

تلقت تل ابيب من واشنطن منذ عام 1990 مساعدات بقيمة 45 مليار دولار، معظمها لأغراض عسكرية، مع الاشارة على ان إسرائيل ظلت ملزمة بصرف حوالي 85% منها كطلبات تنفذها المصانع الحربية الأميركية، ما يخلق حوالي 50 ألف وظيفة للمواطنين الأميركيين، ومع استمرار الحرب الجديدة تنوي الحكومة الإسرائيلية زيادة الموازنة العسكرية البالغة 4,4 مليارات حالياً بمقدار 250 مليون دولار.

وبالاضافة الى تعطل مختلف قطاعات الاقتصاد والخدمات، تقدر خسائر الاقتصاد الإسرائيلي بمئة مليون دولار يومياً. وفي اليوم الثاني للحرب هبط المؤشر الإسرائيلي للفيش الزرقاء TA-25 بمقدار 25 ,4%، ومؤشر TA-100 بمقدار 13 ,4. وقد هبط سعر صرف الشيكل الإسرائيلي بنسبة 17 ,1% ليصبح سعر الدولار الأميركي 358 ,4 شيكل، ومن المتوقع ان تتدفق الاموال الاميركية الى اسرائيل لتعويض كل الخسائر بالاضافة الى العتاد الحربي الذي لم يتوقف .


تاثير حرب لبنان على الاسواق العالمية


لم يقتصر التاثير على اسواق المال العربية والخليجية التي انخفضت بشكل ملحوظ بل ان هذه المخاوف انعكست منذ اليوم الثاني للحرب على لبنان تراجعاً في أسواق أوروبا الغربية وتراوح انخفاض المؤشرات المالية في بريطانيا وفرنسا وألمانيا بين 7 ,1% و 3 ,2%، كما أنها هزت أعصاب نشطاء السوق الأميركية، حيث فقد مؤشر داو جونز 100 نقطة في ذلك اليوم وهبط إلى ما دون 11000 نقطة، وهبط مؤشر ناسداك بنسبة 35 ,0% ليصل إلى 9 ,2028 نقطة. وفي هذا الوضع لم يصمد مؤشر ptc الروسي أيضا والذي انخفض بمقدار 18 ,4% لينحدر إلى 51 ,1487 نقطة.

وفقد المؤشر المالي التركي ISE-100 في اليوم الثاني للحرب 25 ,2%. وهبط سعر صرف الليرة التركية في المعاملات الصباحية لذلك اليوم بنسبة 5 ,2%، ثم عاد وارتفع قليلاً.


وفي الأسبوع الأول للحرب واستمرار ارتفاع الأرقام القياسية لأسعار النفط تواصل الأسواق الآسيوية الهبوط. وقد لحق الضرر قبل كل شيء بشركتي تويوتا وسامسونغ. وعموماً فقد هبط المؤشر الإقليمي العام بنسبة 8 ,1% حيث خسر 1 ,6% منذ بداية الحرب وحتى 18 يونيو، أما البلدان الأكثر تضرراً فهما اليابان وكوريا، حيث خسر مؤشر نيكاي 8 ,2% و KOSPI 1.7% . كما هبطت المؤشرات في استراليا ونيوزلندا والهند وهونغ كونغ. الأسواق الأخرى سجلت نمواً، خصوصاً في الصين ارتباطاً بالمعطيات حول أكبر معدل نمو اقتصادي حققته البلاد خلال السنوات العشر الأخيرة.