بعضهم يطالب بالرغيف وآخرون بحبوب منع الحمل
مليون مهجر لبناني ضحية التجاذبات السياسية


فادي عاكوم من المنامة



مليون مهجرمن الشعب اللبناني واكثر، حصيلة مغامرة الوعد التي ارجعت لبنان ثلاثة عقود الى الوراء، مليون مهجر تركوا منازلهم وارزاقهم الى المجهول، المجهول الذي بات مرتبطا بحل اممي والله وحده اعلم بتوقيت اطلاقه ومفاعيله وما سيحمله بين طياته لحل ورطة الاقتصاد اللبناني ومستقبل نصف اكثر من نصف سكان لبنان الباقين فيه للان، بدات حركة التهجير منذ اللحظة الاولى لاعلان حزب الله عن اختطاف الجنديين الاسرائيليين، وقسم انتظر الغارات واخرون فضلوا الانتظار ولم يقدروا حجم الهجوم الاسرائيلي، ومنذ الاسبوع الاول تعالت الاصوات عن التقصير باعمال الاغاثة من قبل الاجهزة الرسمية اللبنانية التي وجدت نفسها وبشكل مفاجئ امام كارثة انسانية اذا ما قورنت نسبيا بحجم الكوارث العالمية الاخيرة تعتبر من الاكبر عالميا، الجهة الحكومية اللبنانية المسؤولة عن توزيع المساعدات هي الهيئة العليا للاغاثة التابعة لمجلس الوزراء اللبناني .

الا ان الاعداد الكبيرة من النازحين فرضت واقعا على الارض تمثل بغرف عمليات مشتركة بين الاهالي والبلديات والمنظمات الاهلية، وبدات الابواق الرنانة باطلاق الاتهامات للاجهزة الرسمية بالتقصير وغاب عنهم ان الدولة كانت ممنوعة اساسا من الدخول الى المناطق التي سمّيت بالمربعات الامنية في ضاحية بيروت الجنوبية وفي قسم كبير من الجنوب وخاصة تلك المتاخمة للحدود الشمالية لاسرائيل، وهنا نجد انفسنا امام سؤال يطرح نفسه بقوة، وهو الم يكن بامكان الحزب الايراني المولد واللبناني المنشأ بان يؤمن ملاجئ ومخازن للمواد الغذائية وخطة طوارئ لاجلاء المدنيين، على غرار الملاجئ المحصنة التي يقبع فيها مقاتلو الحزب خلال المواجهات الدائرة، طالما انه تم الاعلان ان الحزب كان على علم بالضربة الاسرائيلية .

الهيئة العليا للاغاثة وبالتعاون مع المنظمات الاهلية والبلديات تقوم يوميا بتوزيع الاعانات الغذائية والادوية الا ان بعض الاحزاب الموجودة تقوم وبشكل مفضوح بنزع ملصقات الهيئة العليا وتستبدلها باخرى عليها شعارات لحزبها الذي هبطت عليه اموال مفاجئة من ايران، ومما لا يظهر للاعلام ان بعض المهجرين يرفضون الاعانات لانها مقدمة من قبل احزاب وهيئات لا يتوافقون مع اتجاهاتها السياسية.

ومن المفارقات التي علمت بها ايلاف من خلال اتصال هاتفي مع نائب رئيس بلدية احدى القرى الشوفية التي فتحت ابوابها للمهجرين ان بعضهم ثار واتهم اهالي البلدة والبلدية بالتقصير لانهم لم يزودوهم بادوية منع الحمل التي اعتبروها ضرورية، واخرون في جزين رموا الاكل الذي قدم لهم بحجة انه لا يتوافق مع معتقداتهم الدينية، وفي المقابل بدات حالة الغضب تسود بين المهجرين من الحالة التي باتوا عليها من المغامرة التي اودت بمستقبلهم .


وتوزع المهجرون على المدارس بشكل رئيسي في كل المناطق اللبنانية، وبعض الحدائق العامة والمنازل كما انتقل الميسورون منهم الى الفنادق والشقق المفروشة في المناطق الامنة للوقت الحالي كبرمانا وقرى الشوف الاعلى،وبالاضافة الى مئتي الف نازح توجهوا الى سورية، احتضنت مدينة صيدا عددا مماثلا وفي الشوف ومنطقة اقليم الخروب لجأ حوالي المئة والخمسين الف وتوزع مئة الف بين مناطق المتن وجبل لبنان الشمالي .