قطاع العقار والتشييد في الاقتصاد الخليجي ذو دور أساسي

الكويت

قال رئيس مجلس ادارة شركة المتخصص العقارية فرج الخضري اليوم ان دور قطاع العقار والتشييد في الاقتصاد الخليجي يعد دورا أساسيا لا يستهان به في ظل الطفرة الاقتصادية والتنموية التي تشهدها دول المنطقة بشكل عام .

واضاف الخضري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه لا بد من أن تحظى الاثار السلبية الناجمة عن ارتفاع تكلفة وأسعار العقار باهتمام كبير من قبل بعض الدول الخليجية لاسيما في الكويت التي تصل فيها أسعار العقارات الى مستويات مرتفعة جدا.

واوضح أنه مع ارتفاع أسعار قطاع العقار في الكويت لا يستطيع قطاع كبير من المواطنين وخاصة الشباب الحصول على مسكنهم الخاص وبداية تكوين حياتهم المنفردة ناهيك عن الوافدين الذين يعانون ارتفاع أسعار ايجار العقارات بالاضافة لاعباء المعيشة.

وأكد ضرورة أن تولي الدولة الاهتمام الخاص بانشاء المزيد من المشاريع السكنية اضافة الى انشاء صناديق دعم تنمية عقارية يمكن من خلالها أن نرى بوادر لحل أزمة ارتفاع أسعار العقارات.

وشدد على أهمية دور البنوك الذي يجب أن يتجاوز تمويل المشاريع العقارية ذات الطابع الاستثماري والتكلفة العالية الى تمويل تلك المشاريع الاسكانية التي تهم شريحة واسعة من المواطنين والوافدين أيضا.

واشار الى أن ذلك التوجه من شأنه أن يجنب حدوث أزمة يمكن وقوعها حيث ان الاموال المستثمرة في تشييد معظم العقارات الاستثمارية تم تمويلها عبر القروض المصرفية ومن ثم فان أي تعثر في سداد المبالغ أو الاقساط المستحقة للبنوك في حينها سيخلق صدمة في سوق العقار تنتهي الى امتلاك المصارف عقارات مقيمة دفتريا بأقل من قيمتها السوقية الفعلية.

وحول حركة العقار في دول الخليج أوضح الخضري ان هناك ارتفاعا عاما في الاسعار الذي يمكن بدوره أن يشكل قضية أساسية في السنوات الخمس المقبلة التي لم تكن مطروحة بهذا الشكل في السنوات الخمس الاخيرة وبات شراء أصول جامدة مثل شقة أو منزل أفضل وسيلة تحوط تجاه التضخم .

وأفاد الخضري بأن مدينة مراكش المغربية شهدت كذلك خلال السنوات الخمس الاخيرة الماضية ارتفاعا مضطردا في وتيرة البناء مع ارتفاع كبير جدا في أسعار العقار فاق كل التوقعات وهو الارتفاع الذي أرجعه عقاريون الى عوامل عدة أهمها الاستقرار الذي يعرفه المغرب عموما واقبال الاجانب على اقتناء مساكن والاستقرار بمراكش.

وقال ان مراكش تتميز بالمكانة التي تحتلها على مستوى السياحة الوطنية والدولية الى جانب أن وتيرة البناء والاقبال على اقتناء شقق ومنازل فردية من طرف مغاربة من مختلف المدن المغربية الى جانب سكان المدينة كلها عوامل تفسر الارتفاع الضخم لاثمان العقار فيها.

وعن الاوضاع العقارية في باريس اوضح الخضري أن وكالة التنمية الاقتصادية لمنطقة باريس (باريس.أل.دو.فرانس) التي تعد أكبر سوق للتطوير العقاري في أوروبا استقطبت استثمارات بقيمة 67ر1 مليار يورو من مستثمرين في منطقة الشرق الاوسط عام 2006 .

واشار الى أن منطقة باريس تعتبر احد أبرز أسواق العقارات في أوروبا اذ انها تضم ما يزيد عن 100 مليون متر مربع من العقارات التجارية موضحا انها شهدت زيادة ملحوظة في الاستثمارات العقارية وارتفعت الى مستوى غير مسبوق بوصولها الى 6ر18 مليار يورو وهو ما شكل زيادة قدرها 56 في المئة مقارنة بالعام 2005.

واوضح ان منطقة باريس تتمتع بحيوية بالغة وهي تستقطب استثمارات كبيرة من الشرق الاوسط وقد أسهمت عناصر مختلفة مثل تنوع الطلب على استئجار العقارات ووفرة السيولة النقدية والشفافية والامن في بناء سجل انجازات يتسم بالنجاح موضحا ان معدل تدفقات الاستثمارات الداخلية بلغ 4ر11 مليار يورو خلال السنوات الخمس الماضية.

وأفاد بأنه خلال تلك الفترة شهدت الاستثمارات القادمة من الشرق الاوسط نموا ملحوظا حتى باتت تمثل تسعة في المئة من الاستثمارات الكلية في منطقة باريس وهي نسبة قريبة من نسبة الاستثمارات الالمانية البالغة 13 في المئة والبريطانية البالغة نسبة 10 في المئة.