بلغت طوال الشهر 13 مليار جنيه
هل أنقذت مشتريات الأجانب السوق المصري من السقوط؟؟

bull; سامي البنا: صفقات الأجانب كلمة السر.
bull; محمد سعيد: التوجه للأسهم المنتقاه دعم تعاملاتهم.
bull; عصام مصطفى: انتشال السوق ليس بفضل الأجانب فقط.


محمد نصر الحويطى من القاهرة


على الرغم من أن السوق المصري شهد نشاطاً قياسياً خلال تعاملات شهر فبراير لم يحققه منذ فترة طويلة الا أن كثيرا من المتابعين والخبراء أكدوا على ان مشتريات الأجانب كانت هى العامل الرئيسي في انتشال السوق من تراجعه وانقاذه من سقوط محقق خاصة وانها انقذته في أكثر من مرة خلال الشهر المنقضي , ففي الوقت الذي كانت فيه مبيعات المصريين والعرب تتزايد بشكل ملحوظ يوما تلو الآخر , كانت مشتريات الأجانب تقف وكأنها دعامة قوية للأسهم والتعاملات.

مشتريات الأجانب التي بلغت نحو 13 مليار جنيه خلال شهر فبراير (شباط) الماضي كان لها دور فعال في اداء السوق المصري طيلة الشهر الماضي, وحتى هذه الأيام , فما اتخذه السوق من اتجاه صعودي خلال تعاملات الشهر ليسجل أعلى مستوياته على مدار الإثنتى عشر شهر السابقين تقريباً متجاوزا حاجز 7000 نقطة ومغلقاً عند مستوى 7165 نقطة فى نهاية تعاملات شهر فبراير، كان العامل الرئيسي به ارتفاع ملحوظ فى استثمارات الأجانب التى سجلت صافي تدفقات تقدر بنحو 1.3 مليار جنيه.
صفقات الأجانب
سامى البنا رئيس فرع دمياط لشركة تداول للاوراق المالية يؤكد كان السوق المصرى قد اختتم الشهر على نمو يزيد عن 11% إلا أن التراجع الحاد الذى أصاب الأسواق الأوروبية والسوق الأمريكي خاصة الذى سجل أكبر خسائره منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 بسبب تخوفات قوية من بيانات أداء الاقتصاد الأمريكى والصينى، دفع السوق المصرى للتراجع فى أخر جلسات شهر فبراير (شباط) ليغلق الشهر على نمو قدره 7.3% مقارنة بنهاية شهر يناير (كانون الثانى).
وأضاف البنا ان ما نفذه المستثمرون الأجانب طوال الفترة الماضية من مشتريات فاق ال 13 مليار جنيه غطى على مبيعات المصرييون والعرب مؤكدا ان دخول الأجانب فى اكثر من صفقة دعم اداء السوق وساعده على تخطى شهر فبراير الذى كان يمثل quot;بعباquot; امام المستثمرين.
ويشير البنا الى ان السوق المصرى تعرض خلال الفترة الماضية الى حالات هبوط عديدة فى بداية الجلسات وجاءت مشتريات الأجانب فى منتصف تلك الجلسات لتنقذ السوق من السقوط اكثر من مرة خاصة وانها لم تقل طوال الشهر الماضى عن 15% فى كل يوم.
ولفت البنا الى ان مشتريات الأجانب تمثلت فى بعض الصفقات الشرائية بالسوق كصفقة اسيك للتعدين التى تم تنفيذها منتصف الشهر موضحا ان هناك توجها واضحا من اولئك الأجانب فى الأقبال على السوق المصرى تحديدا فى الفترة الحالية على عكس توجه العرب الذين اتبعوا استراتيجية البيع طوال المدة المنقضية واتجهوا الى المضاربة فى سوق النفط على اعتبار انه اكثر امانا لهم من البورصات وهو ما قال عنه البنا انه كان سببا فى تراجع بورصات المنطقة الخليجية خلال الشهر الماضى.
التعاملات السريعة
وعلى جانب اخر يؤكد محمد سعيد رئيس مجلس ادارة المجموعة الأقتصادية لتداول الأوراق المالية ان تحركات الأجانب دعمت حقا اداء السوق خاصة وانهم سجلوا مشتريات قوية طيلة الفترة الماضية مقابل مبيعات مكثفة للعرب والمصريين.

ويعود محمد سعيد ليؤكد ان مشتريات الأجانب تركزت على اسهم منتقاه بالسوق كالمجموعة المالية هيرمس القابضة التى نشطت مع مشترياتهم وكذلك اسهم اوراسكوم للانشاء والصناعة التى اعلنت عن صفقة انشاء مصنع لها بالسعودية فضلا عن مشترياتهم المكثفة على اسهم دولارية مختلفة كالقابضة المصرية الكويتية والبنك المصرى الخليجى والعرفة للاستثمارات المالية.

وينوه محمد سعيد الى ان الأجانب من هواة التعاملات اليومية السريعة (same day trading) خاصة وان محافظهم المالية كبيرة وتساعدهم على نحقيق مكاسب كبية فى خلال تلك التعاملات السريعة , غير انهم ايضا يسيرون فى السوق المصرى وفق ما يسمى بالأستثمار الأكاديمى والذى يركز على سهم منتقى بين كل قطاع كما حدث فى مشترياتهم على سهم اسمنت قنا داخل قطاع الأسمنت وسهم المصرية للمنتجعات السياحية داخل قطاع السياحة.
قوة الأجانب الشرائية
اما محمد بهاء النجار المحلل الفنى بشركة المروى لتداول الأوراق المالية المؤشر المصرى تحركا صعودا خلال الشهر الماضى وتخطى نقاط دعم وتجاوز نقطة 7400 واقترب ايضا من نقطة 7500 غير انه لم يستطع تخطيها نظرا لانها نقطة مقاومة قوية.

ويشير النجار ان سبب عدم تخطى السوق لنقطة المقاومة هو جنى الأرباح الكبير الذى نفذه المستثمرون الأجانب على اسهم السوق المصرى وهو ما يعنى ان مشترياتهم كان لها اثرا كبيرا فى اداء مؤشر السوق وكذلك مبيعاتهم ومن ثم فأن المستثمرون الأجانب والذين يمثلون ما يقرب من 26% من متعاملى البورصة المصرية لهم دور كبير وفعال فى تحرك مؤشرات السوق صعودا كان او هبوطا.

ويضيف النجار ان حقا تعاملات العرب كانت فى فترة من الفترات هى الأكثر نشاطا وهى محرك السوق المصرى غير ان الحالة النفسية لهم والتى تتزامن مع تراجعات العام المنقضى جعلت هناك توجها بيعيا واضحا منهم وتخوفا فى الشراء وهو ما اعطى الفرصة كاملة للاجانب فى قيادة السوق المصرى مع العلم بأن تعاملات المصريين خاصة الأفراد يعتبر جزءا كبيرا منها مضاربة سريعة وتخوفية فى نفس الوقت.
دور العرب والمصرييون
وحسب رأى عصام مصطفى خبير اسواق المال فأن مشتريات الأجانب لها دورا كبيرا فى اداء كل اسواق المنطقة العربية غير انه يستبعد ان تكون هى السبب وراء انقاذ السوق من السقوط مستبعدا ايضا ان يتعرض السوق للسقوط او احتمالية تعرضه ايضا للتراجع فى الفترة الماضية مشيرا الى ان ما حدث كان جنيا للارباح من جانب كل المستثمرين ومن ثم جاء تراجع السوق نهاية الشهر وتحديدل خلال جلسة الأربعاء الماضى.

ويضيف عصام مصطفى انه بدون ادنى شك فللمتعامين الأجانب قدرة على تحريك السوق لكن معاملات المصريين والذين مثلون ما يزيد عن 60% من السوق لها الدور الأكبر .
ويقول عصام مصطفى انه لكى نكون اكثر عدلا فأن الشهر الماضى شهد مشتريات مكثفة حقا من الأجانب غير ان مشتريات المصريين كانت ايضا كبيرة ومكثفة وساعدت ايضا فى تخطى السوق عقبته التراجعية ودعمت اداء المؤشرات وانقذته من الهبوط كما حدث فى البورصات العالمية.

وينوه عصام مصطفى الى ان هناك خطوة تعكس التزام وزارة الاستثمار بتنشيط ودعم سوق الأوراق المالية وهى الإعلان عن بدء تلقى عروض تنفيذ طرح حصة 15% من بنك الإسكندرية للعامة فى البورصة بالإضافة إلى 5% للعاملين فى البنك، مشيرا الى ان هذه الخطوة ساعدت فى اقبال الأجانب على السوق المصرى وجعلته يتخطى محنة السقوط التى كادت ان تصدمه خلال تعاملات اخر اسسبوع بالشهر الماضى.

وخلال شهر فبراير 2007 استحوذ الأفراد على 60% من المعاملات في البورصة وكانت باقي المعاملات من نصيب المؤسسات، جاءت تعاملات المصريين خلال شهر فبراير 2007 بنسبة 68% من إجمالي تعاملات السوق وكانت نسبة الأجانب 32%. وقد سجل الأجانب صافي شراء بقيمة 1.3 مليار جنيه.