واشنطن لاستبدال الشرعية الدولية بشريعة جديدة تجيز سيطرة حفنة من الدول على ثروات العالم
موسكو
اقترح فريق من أساتذة الجامعات والمفكرين والسياسيين الأمريكيين بمن فيهم هنري كيسنجر وزبيغنيف برجينسكي وفرانسيس فوكوياما وستوب تلبوت، على حكومة الولايات المتحدة الأمريكية أن تعتمد إستراتيجية جديدة تجيز استخدام القوة ضد دول quot;مارقةquot; ودول quot;فاشلةquot;، أي ضد أي دولة لا تروق سياستها للولايات المتحدة.
ودعا واضعو ما يسمى quot;مشروع بناء عالم الحرية والشرعيةquot; إلى نبذ القانون الدولي العام الذي تعتمد عليه منظمة الأمم المتحدة، وتشكيل quot;حكومة عالميةquot; تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، من حقها تأديب أي دولة لم تحصل على العضوية في quot;نادي الديمقراطياتquot;.
ويرمي المشروع في حقيقة الأمر إلى السيطرة على الثروات الطبيعية الكامنة في أراضي البلدان الأخرى. وربما كان أقرب مثال لهذا هو حثّ الولايات المتحدة للحكومة العراقية الجديدة على سن قانون يجيز استقدام الشركات الأجنبية إلى الصناعة النفطية العراقية على أساس اتفاق للمشاركة في الإنتاج يمكن أن تصل مدته إلى ثلاثين عاما (وهي مدة كافية لاستخراج كل النفط من باطن الأرض في العراق).
وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة سعت إلى تنفيذ سيناريو مماثل في روسيا في تسعينات القرن العشرين، حيث سارع الرئيس الروسي يلتسين إثر حل البرلمان في عام 1993 إلى توقيع عدد من القرارات منها القرار بشأن اتفاق المشاركة في الإنتاج. ومهد القرار لتوقيع اتفاقيتين مع شركات متعددة الجنسيات تجيزان للأخيرة وضع اليد على حصة الأسد مما سوف تستخرجه من النفط والغاز في جزيرة ساخالين الروسية وفي المياه المحيطة بها.
- آخر تحديث :
التعليقات