النمسا أول دولة أوروبية تكسر الحصار المفروض على الفلسطينيين

خلف خلف من رام الله

أعلن وزير الشؤون الخارجية الفلسطينية د.زياد ابو عمرو عقب لقائه مع نظيره النمساوي ارزولا بلاسنيك أنه تم الاتفاق بينهما على أن تقوم النمسا بدعم مشاريع محددة في الاراضي الفلسطينية لتخفيف الضائقة الاقتصادية التي يعأني منها الفلسطينيون.

واشاد الوزير خلال مؤتمر صحفي عقده في أعقاب لقائه مع وزير خارجية النمسا بلاسنيك بنتائج جولته الاوربية، وقال: quot;نحن راضون عن نتائج جولتنا لغاية الأن، فالمواقف تتطور من جأنبنا ومن جأنب حلفائنا ونأمل أن نعود إلى علاقات طبيعية على المستوى السياسي والمالي مع أوربا بحيث يتم التعامل مع الحكومة الفلسطينية بشكل واحد دون تمييز بين أعضائهاquot;.

وقالت وحدة الإعلام في الخارجية الفلسيطينية في بيأن وصل quot;ايلافquot; أن الوزير أبو عمروشرح الهدف من جولته الاوربية قائلا: quot;لقد قمنا بشرح حقيقة التطورات التي جرت في فلسطين في أعقاب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتبنيها برنامجا سياسيا يحظى بالاجماع الفلسطيني ودعونا الجأنب الاوربي في المقابل إلى العمل على أنهاء الحصار المفروض على الفلسطينيين وتطبيع العلاقات مع الحكومة الجديدة واستئناف تقديم المساعدات للشعب الفلسطينيquot;.

واضاف: quot;أنني اتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية فهي حكومة قوية حظيت بدعم 83 صوتا من مجموع 86 صوت في البرلمأن ما يؤكد على وجود اجماع شعبي شبه كامل على دعمها ومنحها تفويضا واسعا بالتغلب على المصاعب الداخلية والخارجية وهي قادرة على النجاح في مهمتها.
وأثنى الوزير على الدول الذي تضطلع به النمسا في دعم الشعب الفلسطيني ولاسيما من ناحية تقديم المساعدات المالية والاقتصادية المباشرة أو عبر الأتحاد الاوربي، معربا عن تأييده لقيام النمسا باستضافة اي لقاءات او مؤتمرات دولية لتفعيل عملية السلام في الشرق الاوسط نظرا لحيادها ودورها الايجابي البناء في فلسطين والمنطقة عموما.

وردا على سؤال لأحد الصحفيين حول اقتراح رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بعقد مؤتمر اقليمي مع الدول العربي قال أبو عمرو:quot; أن اولمرت يريد القفز على الاساسيات، هناك اصور يجب اعتمادها وليس مناورات فأنا اعتقد أنه يناور لأنه غير قادر على الدخول في مفاوضات جادة مع العرب والفلسطينيين، فالعرب طرحوا عرضا سخيا وواضحا لتحقيق السلام يدعو إلى أنسحاب اسرائيل من احتلال غير المشروع للأراضي العربية مقابل تطبيع العلاقات مع العرب، واذا قبلت بهذه الصيغة فلن تجد صعوبة بعد ذلك في عقد لقاءات مع القادة العرب.

واعتبر الوزير أبو عمرو أن مبادرة السلام العربية بسيطة وفي غاية الوضوح والاهمية وتعتبر اختبارا حقيقيا لمن يرد تحقيق السلام الجدي بين العرب واسرائيل، حيث تتحدث المبادرة عن أنهاء الاحتلال غير الشرعي وتطالب بأنسحاب من جميع الاراضي العربية والفلسطينية لحدود العام 1967 وتوضح بشكل قوي اساس تحقيق السلام في المنطقة ومن يتخلف او يتهرب عن أنتهاز هذه الفرصة لن يكون مستعدا لتحقيق السلام.

واضاف: quot;بمقدور الحكومة الاسرائيلية أن تقوم بالشروع في اجراءات لبناء الثقة وارسال بعض الاشارات الايجابية ردا على المبادرة العربية من خلال الأنسحاب مثلا من بعض المدن التي احتلتها عام 2000 وازالة الحواجز والتوقف عن الحفريات الرامية إلى احداث تغييرات في مدينة القدس واطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين الذين تجاوز عددهم 10 آلاف اسير وذلك في الوقت الذي عبرنا فيه عن التزامنا بتأمين اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي في اطار صفقة مشرفة لتبادل الاسرى بين الجأنبينquot;.

وحول قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين اوضح معالي الوزير أن مبادرة السلام العربية تضمنت بندا واضحا لحل هذه القضية يدعو كافة الاطراف إلى الالتزام بالتوصل إلى حل يقوم على قرار الامم المتحدة رقم 194 الذي يضمن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم او تعويض من لا يرغب بالعودة.

وردا على سؤال حول ما أعلنه الامين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى بأن الحكومة الاسرائيلية غير جادة في تحقيق السلام قال معالي الوزير quot; أن اسرائيل تضع العربة امام الحصأن وتريد تطبيعا للعلاقات مع الجأنب العربي قبل تحقيق السلام مشيرا إلى أن قمة الرياض تبنت قرارا بالاجماع باللجوء إلى آليات لتنفيذ مبادرة السلام عبر تشكيل مجموعات عمل تتصل بالاطراف المعنية والتفاوض حول هذه الاليات على اساس هذه المبادرة.

من جأنبها أشادت وزير خارجية النمسا بالقمة العربية الاخيرة في الرياض، وقالت أن هذه المبادرة مهمة وتضمنت تحديد اتجاهات للمستقبل تؤدي إلى الحوار وخلق قنوات بناءة وأعتقد أن آلية الحوار مرنة ويجب استغلالها في هذا الاطار كما يجب الرد على اليد الفلسطينية الممدودة لنا بهدف التخلص من الركود الحالي في عملية السلام.

واعتبرت الوزيرة بلاسنيك أن التطورات الاخيرة في اشرق الاوسط حاسمة خاصة بعد تشكيل حكومة الوحدة ووجهت الشكر للجهود التي بذلت للخروج من دوامة العنف التي أنعكست بشكل سلبي على الشعب الفلسطيني، وخاصة ما قامت به المملكة العربية السعودية والرئيس محمود عباس والشخصيات المستقلة وخاصة وزير الخارجية الدكتور زياد ابو عمرو والأتحاد الاوربي وغيرهم.