المنشات الصناعية تكبدت ملايين الدولارات
الضربات الجوية الإسرائيلية تزيد أوجاع الاقتصاد الفلسطيني


سمية درويش من غزة


لم تكتف الضربات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، بتكبيد الفلسطينيين خسائر بشرية كبيرة، بل تعدت لإلحاق الأضرار الجسيمة أيضا بالاقتصاد الفلسطيني الموجوع منذ سنوات. وقد تلقت الـمنشآت والورش الصناعية في قطاع غزة، ضربات قاصمة لاستمرار استهدافها من قبل المقاتلات الإسرائيلية التي لا تفارق أجواء القطاع، حيث قدرت الخسائر بعشرات ملايين الدولارات.


وشن سلاح الجو الإسرائيلي سلسة غارات على القطاع، استهدف خلالها الورش الصناعية ومحلات الحدادة، بزعم تسهيلها مهمات مهندسي الصواريخ التي تطلق على البلدات اليهودية. وعطل القصف الإسرائيلي أعمال المنشات الصناعية وورش الحدادة في قطاع غزة، بعدما أصبحت مصانعهم في دائرة الاستهداف اليومي للطائرات الحربية الإسرائيلية، في حين حرم مئات العمال من قوت يومهم بعدما توقفت أعمالهم.


محمد عبد الله خبير اقتصادي، يرى بان الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، تحمل عدة رسائل، من بينها تدمير ما تبقى من الاقتصاد الفلسطيني، لافتا إلى ضرورة قيام السلطة الوطنية بحملة إعلامية لتحميل إسرائيل المسؤولية عن نتائج القصف اليومي والذي طال العشرات من المنشات الصناعية.


وتقدر عدد الورش الصناعية التي تم قصفها خلال الانتفاضة الحالية بنحو 350 ورشة، غير أن الاتحاد العام للصناعات يعمل على مخاطبة وزارة الـمالية والـمؤسسات الـمصرفية الـمرتبطة بمعاملات مالية مع أصحاب الورش الـمدمرة من أجل تقديـم التسهيلات اللازمة لتخفيف الأعباء الـمترتبة على أصحاب الورش.


وكان الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، قد استكمل قبل بضعة أيام الترتيبات اللازمة للبدء بتنفيذ مشروع يستهدف تطوير قدرات القطاعات الصناعية، وتأهيل عشرات الشركات الصناعية للحصول على شهادة الجودة وتحسين نظم الإنتاج، غير أن الغارات الجوية المتواصلة على ما يبدو ستعطل تلك المشاريع.