جوهانسبرغ:في أول مرة ضل فيها لي ماير المسؤول التنفيذي باحد المصارف طريقه في ضاحية الكسندرا التي تضج بالعنف في جنوب افريقيا امضى نصف ساعة قلقة محاولا الخروج قبل ان يتعرض لهجوم من أفراد العصابات في المنطقة.

وبعد عدة سنوات وزوال التفرقة العنصرية أصبحت الكسندرا أكثر أمنا وعاد ماير.

وجاء ماير ومجموعة من المسؤولين التنفيذيين البيض لتعلم كيف يمكن استغلال القوى الشرائية في مناطق السود الفقراء حيث يكسب الناس رزقهم من بيع السجائر والمشروبات في هذه الضواحي.

وقال ماير بعدما التقي مع تاجر جملة محلي في متجره الصغير quot;انه امر ملهم ان تري كيف يمكن للبعض ان يحصل على مبلغ 90 راند (12.53 دولار) ويحوله الى تجارة حقيقية.quot;

وتخلى ماير ونحو 20 اخرين من المسؤولين التنفيذيين في بنك ستاندرد اكبر بنوك جنوب افريقيا عن التحليل البياني للمخاطر والنماذج المالية ليتفقدوا هذه الضاحية السوداء صباحا ويتحدثون مع رجال أعمال صغار.

ونظم معهد جوردون لعلوم قطاع الاعمال في جوهانسبرج الرحلة الميدانية ليساعد المسؤولين التنفيذيين على التعامل من يكسبون قوت يومهم ويعيشون في اكشاك من الصاج المعرج.

ويضيف quot;كشركات لم نصل لهؤلاء الناس. لا اعتقد ان هناك من امضى وقتا حقيقيا معهم.. كيف نساعدهم على الحصول على قرض.. وكيف نساعدهم على تنمية اعمالهم..quot;

واستعانت كبرى الشركات في جنوب افريقيا بمديرين سود التزاما باهداف محددة لمكافحة التفرقة العنصرية ولكن لا يوجد اي مسؤولين تنفيذيين الا في اثنين فقط من اكبر 40 شركة في جنوب افريقيا.

ولم يدخل الكثير من كبار رجال الاعمال ضواحي السود على الاطلاق ولا يفهمون كيف تعيش الاغلبية السوداء الفقيرة او اين تنفق نقودها.

وفي ظل نظام التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا تجاهلت معظم الشركات السود وركزت على بيع منتجات من ملابس انيقة وبوالص التأمين للبيض من الطبقة المتوسطة.

واليوم ادرك عدد كبير من الشركات ان بوسعها تحقيق مكاسب طائلة من الطبقة المتوسطة الجديدة والمزدهرة من السود ومن ملايين المواطنين الافقر في جنوب افريقيا الذين ربما لا يملكون مالا ينفقون ولكنهم يرغبون في شراء هاتف محمول وملابس جديدة وخدمات مصرفية اساسية.

وتصدر شركات المحمول مثل فوداكوم وأم.تي.ان مساعي حثيثة لدخول سوق ضواحي السود بمنتجات تناسب المواطنون الاكثر فقرا.

وقدمت البنوك حسابات مصرفية منخفضة التكلفة للفقراء ويفتتح تجار التجزئة مراكز تسوق في سويتو التي كان اسمها في فترة ما مرادفا للعنف وفي ضواح اخرى.

ولكن نيك بيندل الرئيس التنفيذي بمعهد جوردون يقول ان الشركات بحاجة لتمضية وقت اكبر في ضواحي ومناطق يقطنها غير البيض وابتكار منتجات جديدة ووسائل اكثر ملائمة لتوزيعها بكميات اصغر.

وينظم معهد جوردون رحلات ميدانية للمسؤولين التنفيذيين في بلدات في اطار دورات الاعمال وتسعى لحل القضايا الشائكة عن طريق الجمع بين طرفيها. فعلى سبيل المثال حين تكون المحاضرة عن الجريمة توجه الاسئلة الى مجرمين سابقين.

وصرح في مقابلة مع رويترز quot;هناك فرص هائلة في سوق ناشئة مثل تلك ولكن ينبغي ان نفهمها. ينبغي ان تعيد الشركات التفكير في المنتجات والخدمات التي تقدم للعميل في جنوب افريقيا الى اقصى حد ممكن.quot;