الياس توما من براغ : أكدت دراسة حديثة قامت بها أكاديمية العلوم التشيكية أن نصف عدد الأجانب الذين يعملون في تشيكيا يريدون مستقبلا مغادرة البلاد للعمل في دول أخرى معتبرة أن الدولة التشيكية لا تنجح في تمكين مواطني الدول التي لا تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي من إيجاد أعمال تتناسب ومؤهلاتهم العلمية وخبراتهم .

ووصفت الدراسة هذا الأمر بأنه ظاهرة تدعو إلى القلق مشيرة إلى أن مختلف التنبؤات تشير إلى أن سوق العمل التشيكي سينقصه نحو 400 الف يد عاملة متخصصة بعد 25 عاما .

وأكدت أن مظاهر النقص في توفير اليد العاملة المؤهلة بدأت تظهر منذ الآن حيث تعاني الكثير من الشركات من نقص في الأشخاص المؤهلين لشغل عشرات الآلاف من فرص العمل المختلفة رغم أن عدد الأجانب في البلاد ارتفع الآن إلى نحو 320000 أجنبي يعملون في تشيكيا بشكل شرعي .

وأشارت الدراسة إلى أن أكثر من نصف الأجانب يعملون في تشيكيا كعمال غير مؤهلين يقفون عند خطوط الإنتاج وفي أعمال البناء والمناجم مع أن كل خامس واحد فيهم كان لديهم في بلادهم أعمالا أفضل وكانوا يمارسون أعمالا تخصصية أو في مواقع عمل قيادية .

ورأت الدراسة أن العقبة في وجه إيجاد أعمال تتناسب ومؤهلات الأجانب تكمن في التعقيدات الإدارية مقتبسة مثلا عن مهندس من جورجيا قوله بان أصحاب العمل في الشركة التي يعمل بها في تشيكيا أرادوا ترقيته غير أنهم لم يستطيعوا ذلك لأنه وفقا للقانون يجب أن يعرضوا في دوائر العمل هذا المنصب لأحد من المواطنين التشيك أولا . واعتبر المهندس الجورجي الذي يحمل الدكتوراة أيضا هذا الأمر بأنه quot; تمييزي بشكل مرعب quot; .

وأشارت الدراسة أيضا إلى أن كل عاشر أجنبي أنهى التعليم الجامعي له يقوم في تشيكيا بأسوأ الأعمال واقلها رواتبا .

وترى الصحيفة الاقتصادية التشيكية بان هذا البحث لأكاديمية العلوم التشيكية يناسب توجهات حكومة ميريك توبولانيك لأنها تريد خلق الدوافع لدى الأجانب للعمل والإقامة في تشيكيا أكثر مما يجري حتى الآن ولهذا تريد العمل بنظام quot; البطاقات الخضراء quot; بدلا من تراخيص الإقامة والعمل المعمول بها حتى الآن والتي تتصف بالشدة والتعقيد وسيشمل هذا الأمر ليس فقط خريجي الجامعات وإنما أيضا أصحاب المهن المختلفة الذين يمكن لهم العمل والعيش في تشيكيا لثلاثة أعوام .

ويؤكد وزير العمل والشؤون الاجتماعية التشيكي بيتر نيتشاس بان وزارته تريد العمل بنظام البطاقات الخضراء خلال هذا العام بهدف اجتذاب المزيد من الأجانب إلى تشيكيا وتسهيل إجراءات عملهم وإقامتهم فيها .