مشعل الحميدي من الخبر: عاد الريال السعودي إلى الساحة البحرينية بقوة خلال الأيام الأولى من عيد الفطر، عقب الشح الذي عانى منه سوق الصرافة البحرينية خلال شهر رمضان الماضي، مع ارتفاع الطلب عليه بسبب إقدام العديد من البحرينيين والمقيمين على أداء العمرة.

وارجع العاملون في السوق هذه الظاهرة التي تتكرر كل عام خلال رمضان بصفة خاصة إلى عدم تواجد السعوديين بكثرة خلال رمضان كما هو الحال في الأشهر الأخرى من العام حيث يحرص عدد كبير من السعوديين على زيارة البحرين بشكل شبه يومي مما يساهم في تسييل العملة حيث يتم التعامل مع الريال السعودي في السوق البحرينية بقيمة نظيره الدينار البحريني وبدون فرق يذكر، غير ان هذا التواجد الملحوظ للسعوديين في الشوارع البحرينية اختفى خلال شهر رمضان الماضي.

مما سبب في ركود القطاع المصرفي في البحرين الذي يعتمد وبشكل مباشر على كثرة زيارة السعوديين والخليجيين له خلال الأشهر العادية .
وأكد جعفر الحواج أحد الصيرفيين أن سوق الصرافة تعاني من شح في توافر الريال السعودي بسبب قلة تواجد السعوديين خلال شهر رمضان الماضي، مشيرا ً إلى أن هناك تسييل للعملة السعودية في السوق البحرينية طيلة العام بسبب تواجد السعوديين بكثرة في البحرين ولكن بسبب قلة تواجدهم في شهر رمضان ادى ذلك الى ضعف توافر هذه العملة في رمضان.

وأشار الحواج إلى أن هذا النقص في الريال لا يمثل مشكلة بسبب توافر العملة بحسب الطلب ولكن وجود الريال في السوق البحرينية يقلل من حجم طلبه من الأسواق السعودية.

ولفت الحواج الى ان قيمة سعر صرف الريال السعودي لم تتغير في مقابل سعر الدينار البحريني وان الأمور لا تزال تسير في وضعها المعتاد بالنسبة للأسعار.

موضحا أن معدل الطلب على الريال السعودي كبير ووصل الى 80 في المئة الأيام الأخيرة من رمضان بسبب إقدام عدد كبير على أداء العمرة الرمضانية.

وقال أن الطلب الكبير على الريال السعودي من قبل البحرينيين خلال موسم العمرة، حيث توجه آلاف البحرينيين لأداء العمرة هذا العام، الأمر الذي يعطي مؤشرا قويا على ارتفاع الطلب على الريال وعلى الصعيد ذاته تحرك الطلب على الريال السعودي في تعاملات شركات الصرافة المصرية خلال الأيام الماضية حيث تلقت الشركات طلبات كثيرة من المعتمرين ، لشراء كميات كبيرة من الريال استعدادا لموسم الحج.

وذكرت مصادر في سوق الصرافة في البحرين أن السوق تعرضت لمضاربات على نطاق واسع خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى وجود عدد من تجار العملة السعوديين والمصريين في البحرين، الأمر الذي أثر نوعا ما على سوق الصرافة، حيث من الممكن حال استمرار الوضع كما هو عليه نشوء سوق سوداء .

وشهدت شركات الصرافة خلال شهر رمضان المبارك إقبالاً كبيرا بلغ ذروته مع اقتراب العيد، حيث قدر بعض أصحاب هذه الشركات زيادة الطلب على العملات بما يفوق 50 في المئة مقارنة بالأيام العادية.

وأكد عدد من مسؤولي شركات الصرافة، أن الطلب على العملات في ارتفاع مستمر ويقدر بنسبة 30 في المئة سنويا بسبب النهضة الاقتصادية والعمرانية التي تشهدها السعودية واستقطابها العديد من الشركات العالمية والعمالة الوافدة، لافتين إلى أن شهر رمضان والأعياد يشهدان إقبالاً كبيرا على العملات، خاصة على الريال السعودي بسبب الذهاب لأداء العمرة، إلى جانب الإقبال على عملات بعض الدول العربية والآسيوية بسبب تحويلات المقيمين لذويهم بمناسبة العيد.

ويرى مسؤولو الصرافة، أن زيادة أعداد المعتمرين تعد أحد أسباب ارتفاع سعر الريال، مشيرين إلى أن ذروة ارتفاع سعر صرف الريال تكون دائما في شهر رمضان وموسم الحج، كما ساهم الإقبال على العمرة مبكرا، في زيادة الطلب على الريال ومن ثم ارتفاع سعره، حيث إن حركة عرض الريال السعودي كانت قد تراجعت بعد انتهاء موسم الصيف والإجازات وعودة السياح السعوديين.