خلف خلف من رام الله: قالت مصادر إسرائيلية اليوم الأحد، إن مليارديرين من دول عربية، من المرجح أنها سعودية، وكذا أصحاب رؤوس أموال من أصل فلسطيني يشترون في الأشهر الأخيرة منازل في حي العجمي في خط شاطئ يافا المحتل عام 1948، ويدور الحديث عن أملاك نادرة توجد على مسافة أقل من 100 متر عن البحر.

وتقول صحيفة يديعوت: quot;صحيح أن المنازل مهجورة، بل وبعضها مرشح للهدم، إلا أن طاقتها الكامنة تكمن في ضوء قربها من خط المياه. وعلى الرغم منالطلب العالي، يرفض أصحاب الأملاك، بعضهم من الكادحين، بيع منازلهم لليهود. أما الآن فإنهم يبيعونها لأصحاب الأموال من الدول العربية، ممن يبدون الاستعداد لدفع ملايين الدولارات نقدًا لقاءهاquot;.

ويقول مسؤول كبير في بلدية تل أبيب ndash; يافا: quot;هذه ظاهرة جديدة في يافاquot;، وquot;الألفية العليا في أوساط عرب إسرائيل والفلسطينيين فهموا بأن خط المياه في يافا يساوي ذهبًاquot;.

عاموس جلزار، مدير عام آنجلو ساكسون تل أبيب ورجل عقارات قديم، يؤكد بأنه يمثل في هذه الأيام عددًا من المليارديرين العرب من خارج إسرائيل ممن يبحثون عن أراض في العجمي. وحسب أقواله ليديعوت فقد اتصلوا بهم من خلال محامين من باريس ولندن.

وهو يروي فيقول: quot;يبدو أنهم من الخليج ومستعدون لأن يدفعوا كل ثمن على ارض خاصة في العجمي. يبحثون عن ارض ليست للمديرية أو للبلدية، إذ واجهنا في الماضي مشكلة نقل الأراضي في الطابو على أسمائهم.

quot;في هذه اللحظة تجري مفاوضات متقدمة على نصف دونم يطل على البحر مع حقوق بناء مقابل 700 ألف دولار. وهم مستعدون أن يدفعوا نقدًا ولا يساومون على السعر، ويدور الحديث عن سعر أعلى بنحو 30 في المئة من سعر السوق. واضح أنه يقف خلفهم مال كبيرquot;.

ايرز كوهين، رئيس مكتب تخمين أراضي، يعرف هو الآخر الظاهرة فيقول: quot;اعلم أنه في السنة الأخيرة يوجد أصحاب أموال عرب يضربون عيونهم على الأراضي في يافا، ولا سيما تلك التي توجد في المواقع الأولى قرب البحر. وهم لا يعملون بشكل مباشر بل عبر شركات مسجلة أوروبية وفي حالات عديدة لا يمكن معرفة هويتهم الحقيقيةquot;.

وتقول يديعوت: quot;في أزقة يافا باتوا يتحدثون عن الشيوخ السعوديين الذين يبعثون إلى يافا بمندوبيهم لتنفيذ الصفقات بدلاً عنهم. وهكذا مثلا يتحدثون عن ملياردير عربي من لندن اشترى مؤخرا منزلا من طابق واحد على مساحة 300 متر، تمامًا على الشاطئ، ولم يتردد في دفع 2 مليون دولار نقدًا، على الرغم من أن البيت مرشح للهدم وهو في حالة مزرية على نحو خاص.

والمال الكبير والاحلام بالثراء السريع يشوش عقول أصحاب الأملاك. في يافا يروون عن بناء قرب العجمي حصل مالكه على عرض لبيع بـ 1.7 مليون دولار. فوافق وحصل على المال، ولكن بعد يومين تلقى عرضًا آخر: هذه المرة من رجل أعمال فلسطيني يسكن في خارج البلاد، عرض عليه 1.9 مليون دولار مقابل الملك ذاته. وقرر صاحب المبنى الاستجابة لهذا العرض أيضًا، والآن يتصارع quot;الملاكانquot; الجديدان بينهما على الملك.

كما أن مواطنين إسرائيليين عرب يبدون الاهتمام. رجل أعمال من أم الفحم اشترى مؤخرًا ملكًا في شارع كديم يعتزم أن يقيم عليه منزلاً فاخرًا. رجال أعمال من الناصرة يبدون اهتمامًا في إقامة فنادق في يافا.
ويقول أحد سكان المنطقة: quot;يخيل أنه لا يبعد اليوم الذي سنرى فيه الفيلل التي تقام على خط شاطئ العجميquot;، ويضيف: quot;المسألة هي كيف سترد السلطات في إسرائيل في ضوء الظاهرة الجديدة، وهل ستسمح للمليارديرين العرب مع جواز سفر أجنبي إقامة مواقع سكنية لهم هناquot;.

ويقول مسؤول كبير في بلدية تل أبيب: quot;هذه نتيجة استثمار نحو مليار شيكل في العشر سنوات الأخيرة في تطوير يافاquot;، ويضيف: quot;يافا اليوم تبث اعتبارًا حقيقيًا مثل شمال تل أبيبquot;.

ويذكر أن مستثمرين إسرائيليين ndash; يهود يحاولون على مدى السنين شراء المزيد من الأملاك في يافا، التي أصبحت هدفًا. وتقول يديعوت: quot;مباني شقق فاخرة بنيت هنا وهناك، ولكن معظمها ndash; مثل مشروع جفعات اندوميدا المطل على الميناء، ليست على أراض عربية، بل على أراض للكنيسة الارمنية أو اليونانيةquot;.

إضافة إلى أن أصحاب الأملاك العرب لا يسارعون إلى بيع منازلهم لمستثمرين يهود. الظاهرة موجودة أيضًا في الجانب الآخر: أصحاب الأملاك اليهود لا يبيعونها للعرب. quot;مثلت رجل أعمال عربي إسرائيلي معروف اهتم بشقة فاخرة في يافاquot;، يروي عاموس جلزار من انجلو ساكسون. quot;كان مستعدًا لأن يدفع فيها 800 ألف دولار، ولكن المالك لم يكن مستعدًا حتى في الشروع في المفاوضات، لأن الشاري عربيquot;.