50% من المشاريع الصغيرة تفشل في السنة الأولى
نحاس ل'إيلاف' يجب منح المرأة مساحة أكبر في مناطق العمل

غادة الزبيدي من الدمام
رغم هروب عدد من المتحدثات في منتدى المرأة الاقتصادي الأول الذي اقيم تحت شعار: laquo;نحو دعم وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطةraquo; شرق السعودية،من التصريح لوسائل الإعلام ،إلا أن الإعلامية والمنظمة المشاركة نورة الهاجري ذات الوجه الجميل والتعامل الرفيع، استطاعت جذب الاستشارية ولاء نحاس مسؤولة برنامج المشاريع الصغيرة في وحدة خدمة المجتمع بالبنك الأهلي التجاري، لتمنح الإعلاميات الفرصة لأخذ التصريحات لمطبوعاتهن،وسط ضحكات وابتسامات الجميع وأولهن نحاس.

وكان أول تصريح لنحاس من نصيبquot;إيلافquot; ومن منطلق منصبها الاستشاري في خدمة المشاريع الصغيرة،كان السؤال حول رأيها في دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تعزيز الاقتصاديات الجزئية وانعكاسها على الاقتصاد الشامل،فقالتquot;أن المنشآت الصغيرة لها دور كبير لأنها في المتوسطة سوف تكون منشآت كبيرة....والمنشآت الصغيرة هي منشآت داعمة للمنشآت المتوسطة والكبيرة،وهذه الأخيرة هي معتمدة اعتماد كبير على الموردين ،وهنا يأتي دور المنشآت الصغيرة بالتماس احتياجات المنشآت الكبيرة من موارد وخدمات والبدء منها.

وحول تقييم التجربة الاقتصادية للمرأة السعودية في الحضر والريف قديماً وحديثاً،قالت نحاسquot;لا أتصور بأن لدينا الآن امرأة حضرية وامرأة ريفية لأن التعليم والعلم والمعرفة أصبحت تشمل المجتمع السعودي كاملاً ولم يعد هناك أعداد أو بيئة يقل فيها التعليم عن الثانوية العامة ،ولا يهم إن كانت المرأة ريفية أو حضرية بأهمية كمية المعرفة التي تصل إليهاquot;. وأضافتquot; بحكم تجربتي الشخصية حول مدن السعودية وجدت أن أغلب السيدات سواء في مدن نائية صغيرة أو كبيرة فهن يستطعن إثبات ذاتهن ، ومن لا تستطيع إثبات ذاتها عن طريق العمل بسبب قلة فرص العمل الوظيفية فإنها تتوجه نحو المشاريع الصغيرة والمشاريع المنزلية، وهنا يحتجن هؤلاء السيدات دعم كالدورات التدريبية يتعلمن منها كيفية عمل دراسة الجدول أو التسويق أو التسعير وغيرها وهنا يأتي دور الجهات الداعمة وليس فقط الدعم المادي بل الدعم التدريبي والتأهيلي كما يعمل البنك الأهلي في عمليات التدريب لأصحاب المشاريع الصغيرة.

وشددت نحاس على أنه يجب أن يكون هناك سماح كبير لتواجد المرأة في مناطق العمل لتحسين اندماج المرأة بشكل أكبر،وقالت quot; الآن بدأنا نرى منشات كثيرة تعمل مراكز للمرأة فيما يناسبها،وهناك منشآت تتطلب وجود المرأة لأن هذا المنشآت رأت اتجاه الدولة يحبب تواجد المرأة كالرجل في مناطق العمل. كما يجب على صاحب العمل إعطاء المرأة الفرص والدورات التدريبية التي تحتاجها لتصبح قادرة على اتخاذ القرار بشكل صحيح.

وسألت quot;إيلافquot; نحاس إذا ما كانت ترى أنه من الضروري أن تكون المشاريع النسائية مقصورة فقط على ذات الجنس دون الاندماج مع الجنس الآخر؟هنا أجابت مبتسمة وقالتquot;سأعكس السؤال لأن الوضع الآن ليس مشاريع نسائية فقط ونبحث عن مدى اندماج الرجل فيها،ولكن لنقل أن هناك مشاريع كبيرة رجالية فهل تدمج المرأة فيها أو لا..؟ خاصة في مجال التسويق فالمرأة تتمتع بموهبة ربانية تمنحها. وأضافتquot;لوكانت المرأة إدارية فهي تعرف متى تستخدم لغة الإدارة؟ ومتى تستخدم لغة العاطفة؟، ومتى يحتاج الموظفون للحافز وللدعم المعنوي؟، ومتى يحتاجون للدعم المادي؟. فالمرأة تستطيع أن تعلم متى تكون موجودة ومتى تتكلم ؟وفي أي مكان تتكلم ؟ومتى تبدأ وتسوق لمشروعها أو لأي مشروع آخر؟. وتمثل نحاس مثال أخر عندما يطلب من المرأة التسويق فهي تعلم بالأماكن التسويقية على الرغم من حصرها في الأماكن التي تذهب إليها ،لذلك بدأت السيدات بالعمل من بيوتهن ،وأيضا عند زيارتنا للبازارات نجد بأن كمية البازارات لدينا مهولة ونجاحها ملحوظ وكبير، وغالبية مشاريعها مشاريع منزلية صغيرة ونادراً ما نجد مشاريع كبرى ولها مكانة في السوق.

وقالت نحاس طالما أن المرأة الإمكانيات المناسبة والقدرات والدورات المناسبة التي تؤهلها أن تكون صاحبة قرار يجب ويلزم صاحب العمل أن يثق في قدرات المرأة ،و يجب أن يعطيها الحق مثلها مثل الرجل بغض النظر عن الجنس، لأن الإمكانيات لا يحددها الجنس أو سواء امرأة أو رجل .

وكانت نحاس قد أشارت في كلمة ألقتها ضمن فعاليات المنتدى بأن هناك دراسات تنذر بأنquot; 50 في المئة من المشاريع الصغيرة التي تقام في السوق المحلية تفشل خلال السنة الأولى لإنشائها، وترتفع النسبة إلى 90في المئة خلال الثلاث سنوات الأولى من بداية المشروع، بل أن حوالي 60في المئة من هذه المشاريع تبدأ بدون إعداد دراسات جدوى اقتصادية لمشاريعها، فيما تفتقر 80في المئة منها إلى أساسيات التخطيط، وتعاني من مشاكل في التسوق والتمويل وتقوم بإبرام العقود والصفقات دون استشارة خبراء قانونيين، وحوالي 82 في المئة من المشاريع الصغيرة عليها ديون مستحقة متراكمة لدى الغير، وثلاثة أرباعها تقوم بتسعير منتجاتها على أساس السعر السائد في السوق .

وقالت في عرضها أن نصف هذه المنشآت تعاني من ظاهرة تراكم المخزون وأكثر من ثلثها تملك فائضا من السيولة لا يتم توظيفها، ووجدت في عرضها أن 91في المئة لا تلجأ إلى القروض البنكية في تمويل احتياجات نشاطها، كما أن 80في المئة من المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الرياض المعروضة للبيع تتراوح أعمارها التجارية بين سنة و 3 سنواتquot; .. وإن 90في المئة من رأس المال المستثمر في هذه المنشآت أقل من مليون ريال، وإن 80 ndash; 90 في المئة من أصحاب هذه المنشآت من أصحاب الدرجات العلمية أقل من البكالوريوس، فضلا عن أن 80في المئة منهم لا يملكون خطة عمل واضحة, و70في المئة منهم لا يجيدون استخدام التقنيات الحديثة.

وعن ابرز المعوقات التي تواجه المنشآت الصغيرة قالت نحاس أن حوالي 65 في المئة من المعوقات مصدرها الإجراءات الحكومية، و 59 في المئة منها عقبات في التمويل و53 في المئة منها عقبات تسويقية، و44 في المئة عمالة، و41في المئة مشاكل فنية 33 في المئة مشاكل تنظيمية وإدارية، 32 في المئة توفر المعلومات.وأكدت على أن محور العراقيل التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة تتمثل في المعرفة التي تشمل تحديد المبلغ المطلوب للمشروع من خلال دراسات الجدوى (وهو ما تشترطه اغلب الجهات التمويلية إن لم يكن جميعها ) والإدارة الداخلية للمشروع والتي تقتضي اكتساب المهارات الريادية والقيادية لصاحب المشروع حيث أثبتت العديد من الدراسات أن نقص الكفاءة الإدارية هي من أهم سباب فشل المشروع الصغيرة، وأخيرا التسويق والذي يشمل جمع المعلومات التسويقية عن المستهلك وفرز الطرق المحتملة للوصول له.

وأكدت نحاس على أهمية التدريب للحد من عشوائية للحد من عشوائية المشاريع الصغيرة، ولتأهيل الإدارة الناجحة لقيادة المنشآت الصغيرة، ولفتح مجالات التكامل بين المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. مؤكدة على أن التدريب يساعد المنشآت الصغيرة والمتوسطة على الإجابة على العديد من الأسئلة مثل :quot; كيف اختار المشروع المناسب لقدراتي وللبيئة المحيطة؟، وهل يتوافر راسم المال اللازم للتمويل؟، وما هي الوسائل المتاحة لدي؟، وكيف أسوق منتجات المشروع؟quot; واقترحت آلية للتدريب تتمثل في إقامة دورات قصيرة وعملية لرفع مستوى المنشآت الصغيرة ، و الزيارات الميدانية، والاستفادة من الخدمات الاستشارية.