غادة الزبيدي من الدمام: هو مدير لحاضنة الأعمالفي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومحاضر لمقررات الإدارة والتسويق.وقد درس مقررات التسويق ودراسات الجدوى والأعمال الدولية ،ويشارك في اللجنة التنفيذية لإدارة وادي الظهران للتقنية، وهو منظومة متكاملة تهدف إلى دعم توطين التقنيةوتساهم في تعزيز تحول اقتصاد السعودية من اقتصاد تقليدي الى اقتصاد معرفي .وحاصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 1401 هـ ( 1981 م ).وحصل على برنامج التأهيل للدراسات العليا في معهد الاقتصاد في جامعة كولورادو في بولدر في الولايات المتحدة الأميركية عام 1402 هـ ( 1982 م ) .


خالد الزامل متخصص في حاضنات الأعمال التقته quot;إيلافquot; على هامش فعاليات منتدى المرأة الاقتصادي 2008في المنطقة الشرقية،وقد أطلعنا على قصة مثيرة لشاب سعودي ابتعث من شركة سابك لمتابعة برنامج للتحكم في التصنيع في شركة حديد ،وكان يقتضي الأمر أن تتم متابعة المورد لمدة سنة في النمسا .فعندما أقام هناك وجد أنها فرصة لإكمال دراسته وأخذ شهادة الماجستير في هندسة البرمجيات ،وبالفعل أكمل الماجستير والدكتوراه في السنة والنصف التي تواجد فيها هناك .وهنا طرحت عليه بما أن لديه أفكارا لما لا يدخل الحاضنة التي لديهم في النمسا وبالفعل دخل الحاضنة وحصل على دعم متكامل رغم أنه سعودي وليس نمساويا ولا حتى أوروبيا،وأقام شركته ،ودعم داخل الحاضنة ،وذلك لتقديم خدماته للشركات الأوروبية في ما يسمى التكامل التنظيمي بين مختلف أنظمة الحاسوب وهذا ما كانت تقدمة شركته وبدأ ينتج خدمات لعشرات الدول الأوروبية من شركته الصغيرة .وقد استقطبته نحن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ليكون أحد الشباب الذين يساعدوننا في مجال حاضنات الأعمال.

وفي حوارquot;إيلافquot; مع الزامل تحدث عن حاضنات الأعمال ودورها في عملية تنمية المشاريع الصغيرة وتطويرها،وأثرهافي الاقتصاد.

بداية،ما هو تعريف حاضنة أعمال؟

حاضنة أعمال هو منقول من قضية الاحتضان كما هي موجودة في القطاع الصحي وذلك حينما يولد الطفل دون النمو الكامل، فإنهم يحتضنونه طبياً حتى يكتمل نموه ثم يطلقونه للحياة الطبيعية بعدما أعطي كل مقاومات الحياة الطبيعية بالمبدأ نفسه عندما تأتي الفكرة غير ناضجة أي مشروع غير مكتمل النمو يتم احتضانه حتى تستكمل جوانب النمو فيطلق للسوق، وهو مكتمل النمو. ففكرة الحاضنة هي إيجاد بيئة مساعدة للنمو حتى يتمكن المشروع الجديد أو الفكرة الجديدة وللتحول من فكرة إلى مشروع بشكل متكامل..

ومن يقدم خدمة حاضنات الأعمال؟
بالنسبة إلى من يقدم خدمة حاضنة أعمال..تتفاوت في دول العالم فكرة حاضنة الأعمال وفي البداية انطلقت من الجهات الرسمية كالجهات الحكومية حينما تريد أن تعمل تنمية اقتصادية في مكان ما أو قطاع ما أو في بيئة ما يتم تبني هذه الفكرة فمثلاً إذا كانوا يريدون تنمية قطاع المعلوماتية كقطاع يتم تقديم احتضان الأفكار المعلوماتية هنا ستقوم شركات الحاسب والابتكارات المعلوماتية ونحو ذلك أو إذا كانوا يريدون تنمية موقع أو مدينة أو منطقة أو جغرافية معينة ستقوم ما يسمى بالحاضنة الجغرافية لتحتضن كل المشاريع لتنمية تلك المنطقة والتي تدخل في النمو الاقتصادي لتلك المنطقة وهكذا.

وبالنسبة إلى من دخل في هذا الحيز في العشرين سنة الماضية، فقد بدأت تدخل الشركات التجارية لأنها تحتضن ما يكمل إنتاجها أحيانا وما يدعم إنتاجها، فنجد بعض الأحيان أن الشركات الكبيرة تحتضن بعض المشاريع الصغيرة فبدأت العملية تأخذ منحى آخر بدأت تأخذ التكاملات الاقتصادية من خلال القطاع الخاص ليس بالضرورة الحكومة.

كيف تساهم حاضنات الأعمال في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة؟
دور حاضنة الأعمال دور محوري وأساسي ، فحين يأتي شاب أو شابة بفكرة وهو مجرد فكرة، هذه الفكرة وحدها لا يمكن أن تتحول إلى مشروع، ولكن تحتاج إلى عدة أشياء فتحتاج في الجانب الأول إلى أن يعمل لها دراسة فإذا كان المتقدم لا يدرك كيف تتم دراسة الجدوى والدراسات الاقتصادية للأفكار هنا تقوم الحاضنة بتقديم الدعم لعمل الدراسة ، ولكن ماذا لو أتى بالفكرة وعمل لها دراسة هنا قد يكون يحتاج إلى تصنيع الجزء الأول منها وفحصه فمثلا أن تكون هناك فكرة برمجيات معينة تحتاج إلى تجهيزات معينة فبالتالي تقوم الحاضنة بتوفير خبراء في ذلك المجال كخبراء الحاسب الإلكترونيات أو خبراء بعض القطاعات الميكانيكية فيقومون بالمساعدة بتصنيع ذلك القطاع وبناء عليه يتم فحصه وتساعد الحاضنة في عمل ذلك.

ماهي أبرز تجارب حاضنات الأعمال في العالم؟
في الحقيقة هي كثيرة فقد بدأت بوتيرة متصاعدة في التسهيلات ولكن لعلنا نشير هنا إلى أمر مهم جداً إلى جملة ما لدى الدول العربية كلها مجتمعة لا تمثل 20في المئة مما لدى إسرائيل وحدها .فهي تعتبر كدولة من أسرع دول العالم في احتضان الأفكار ودعمها ،وهي تدعم الشاب أو الشابة أصحاب الفكر الاقتصادي النير والأطروحة العلمية النيرة وتقوم بمساعدته واحتضانه ليتمكن من عمل مشروعه ضمن هذا الإطار ،فبالتالي إسرائيل تعطي دعما لا متناهيا لذلك جنحت أيضاً الجامعات العريقة مثل الـ MIT و استام فورد في الجوانب الهندسية إلى دعم هذه العملية كما أصبحت الدول الصناعية تتحول إلى هذا الطرح بشكل واضح جداً كبريطانيا وألمانيا وفرنسا والنمسا.


هل حاضنة الأعمال في قيد التنفيذ في السعودية..؟
نعم السعودية بدأت منذ خمس سنوات في المحاولات الجادة لإيجاد حاضنات الأعمال على أرض الواقع هي حقاً محدودة جداً ،لكن لا أريد أن أتحدث عن الآخرين ولكن سأتحدث فقط عن تجربتي كمدير لحاضنة أعمال في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وأنا أحتضن الآن خمس شركات كلها متميزة ، ولعلي هنا أعطي نبذة عن نوعين من الاحتضان فهناك الاحتضان الصناعي وهي الأفكار المكملة للجوانب الصناعية ، فمصنعو بعض الصناعات الكبيرة يحتاجون إلى قطع صغيرة تدخل في تصنيعهم فتم استقطاب طلابنا للتفكير في هذه القطع بأشكال مختلفة ودعمهم علمياً ،والآن لدينا ما يسمى بأسلاك التشبيك تستخدم في الأجهزة والكمبيوتر وغيرها، أما الفكرة الثانية هي فكرة إبداعية متميزة من ثلاثة شباب وهي quot;لماذا نعتمد على البلايسيتشنquot; فقاموا بابتداع وخلط بين الألعاب الترفيهية للأطفال والشباب واليافعين و الفكر النير في خلق سلوكيات سليمة فابتدعوا برنامجا متميزا يقوم من خلال تفاعل المرح في اللعبة يكتسب المتسابق مع الفريق الذي يلعب معه خصالا وصفات وسمات متميزة كالعمل الجماعي والقدرة على القيادة والإدارة والتحكم في الوقت فيتم تصوير هذه السلوكيات من خلال تفاعل مباشر في هذه اللعبة وهذه إحدى الشركات الصغيرة المحتضنة لدينا وهم الآن يقومون بتطوير برنامج آخر لأننا بصدد دعم السياقة الوقائية في أطروحة في السعودية نحن وشركة ارامكو وبهذا البرنامج نكون مضاهين للبرامج التقليدية مثل quot;استريت أوف لندنquot; التي تشاكس الشرطة وتقاطع الطرق وهذا البرنامج يقوم بإعادة تشكيل اللعبة بل ويعطي نقاطا أكثر وفوزا ساحقا لمن يحقق الهدف ويصل بسرعة دون أن يتجاوز إشارة المرور أو صدام السيارات إذا هو يبني سلوكيات إيجابية لدى المتلقي.

ما هو مدى استفادة المرأة من حاضنة أعمال..؟
جميل جداً هذا السؤال فأنا لا أخفيكم بأني أنا شخصياً أحتضن ابنتي وقد أنهت الثانوية العامة من مدارس تحفيظ القرآن وكان لديها شغف كبير بالكمبيوتر لذا قمت بتشجيعها على دخول قسم الحاسب الآلي في الجامعة وكانت السنة الأولى بالنسبة إليها سنة مأسوية لأنها لم تدرس المواد العلمية ولكن ولله الحمد تعدت العقبة الأولى ونجحت بتميز ، وهي ولله الحمد خرجت ببرمجيات ضبط برامج النشاطات النسائية التفاعلية عبر عدة أندية وتطور شركة الخدمة هذه حتى تكون برامج تفاعلية عبر الشركة وقد تلقتها احدى الشركات الداعمة وأبدت استعدادها لتنفيذ المشروع بما يزيد عن 350,000 ريال سعودي لهذه الفكرة وهذا على المستوى الشخصي.

وأما بالنسبة إلى استفادة المرأة في السعودية من حاضنة الأعمال فنعم أعتقد أن حاضنة أعمال هي الأرض الخصبة للمرأة فنحن في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وإن كنا جامعة رجالية في المقام الأول وفي الحاضنة التي أديرها تقدم الخدمة هذه للرجال والنساء، بل استغلينا في مجال النساء هدية ثمينة تلقيناها من ولي عهد السعودية الأمير سلطان بن عبد العزيز وأسس لنا مركز سلطان للعلوم والتقنية الواقع على شاطئ الخبر في المنطقة الشرقية وداخل هذا المكان أو هذا المركز الحافل بالعلم والتقنية للأولاد والبنات صغاراً وكباراً فتحنا الأبواب لهم لتبني أفكارهم.

وماذا تقدمون لهم..؟
نقدم المحاور الرئيسة فنحن نقدم الخدمات اللوجستية كتقديم المكتب واستعمال الاتصالات ونقدم أيضا الخدمات الإدارية والاستشارات القانونية وندعمهم باستشاريين وهذه كلها خدمات مجانية ثم نقدم الدعم الفني للمشروع ونتلافى في حاضنة الأعمال هذه أن ندخل في مشاريع لا تجيدها جامعة البترول ولكن كل ما يتعلق بالبتروكيماويات أو المعلوماتية أو التصاميم أو الهندسة فهذه نشجعها وندعمها مباشرةً والأولية هي للأفكار التي تهتم فيها جامعة البترول.

ما هي نشاطات حاضنة أعمال جامعة الملك فهد للبترول والمعادن..؟
من نشاطات الحاضنة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بأنها أطلقت أول منافسة وطنية لخطط العمل وفكرة المنافسة أن نساعد الشاب والشابة من 17 إلى 30 أن يتعلموا كيف يستطيعون عمل دراسة لمشروع ومن ثم نقوم على الأخذ بيدهم خطوة فخطوة .وقد قمنا بتدريب 16,000 شاب وشابة في أقل من شهر في أنحاء السعودية في 65 موقعا من خلال البث الفضائي والتفاعل المباشر،وذلك بأن هيأنا لهم استشاريين يردون على اتصالاتهم ووزعنا 50 ألف حقيبة تعليمية.

كما عملنا مسابقة لهذه المشاريع ولكن حجبت الجائزة الأولى لأنه لم يستطع احدهم الحصول على ما نسبته 90 في المئة من النقاط ،لكن الجائزة الثانية كانت لصالح شابة من الجوف حصلت على ما نسبته 89.8 في المئة من النقاط وحصلت على جائزة مقدراها 100,000 ريال لها ومول مشروعها من صناديق المشاريع الصغيرة التي لدينا دعمها من كل مناطق السعودية ،كصندوق المئوية بنك التسليف و، صندوق حمد الزامل لخدمة المجتمع، وصندوق التنمية الصناعي وغيرها أما الجائزة الثالثة فهي قسمت بين أربعة متنافسين اثنان منهم فتاتان.