الرياض: واصل سوق الأسهم السعودية انخفاضاته للأسبوع الثاني على التوالي بعد حركة من التذبذبات التي شهدها خلال هذا الأسبوع مغلقا دون مستوى 9500 نقطة، بتراجع 1.8 في المائة ليهبط المؤشر إلى النقطة 9491، وذلك بعد أن شهد هذا الأسبوع عددا من الأحداث المؤثرة وكان من أبرزها إدراج سهم quot;إعادة للتأمينquot; في مطلع هذا الأسبوع ضمن قطاع التأمين ليزيد بذلك عدد شركات القطاع بشكل كبير وفي فترة وجيزة نسبيا، مما يزيد من حدة المنافسة بين تلك الشركات وهو الحدث الذي صاحبه تراجع كبير في قطاع التأمين حيث تصدر تراجعات القطاعات لهذا الأسبوع، إضافة إلى انتهاء اكتتاب بنك الرياض بهدف زيادة رأس ماله، وهو من أكبر الاكتتابات التي مر بها السوق، وكذلك إدراج سهم مجموعة محمد المعجل ضمن قطاع التشييد والبناء، حيث استحوذ هذا السهم على نسبة ملحوظة من قيم التعاملات في الجلسات الثلاث الأولى له في السوق.


وكان من أهم أحداث هذا الأسبوع أيضا الإعلان عن إدراج مصرف الإنماء يوم الثلاثاء الماضي الذي كان يترقبه المتداولون في السوق وهو ما دفع عددا من المحللين إلى التأكيد على أن مصرف الإنماء هو السبب في نقص السيولة في السوق بسبب توجه المستثمرين إلى تسييل محافظهم استعدادا لإدراج كبرى شركات هذا السوق، حيث أكد يوسف قسنطيني المدير التنفيذي لشركة خبراء البورصة للتدريب أنه سيكون هناك ضغط على السوق، وأنه سيتم بيع بقية الأسهم لشراء سهم مصرف الإنماء، وتوقع قسنطيني أن يسحب بنك الإنماء سيولة عالية من السوق، كون كثير من المتداولين مهتمين بشراء كميات من أسهم البنك.
وقد تصدر قطاع التأمين تراجعات القطاعات لهذا الأسبوع حيث انخفض بنسبة 9.25 في المائة ، ولم يفلح الوافد الجديد (سهم إعادة للتأمين) لهذا القطاع أن يغير من مساره الهابط، وذلك بتأثير من سهم quot;ملاذ للتأمينquot; الذي شهد تراجعا حادا في سعره خلال هذا الأسبوع وشهد هذا القطاع في الفترة الأخيرة انخفاضا في المستويات السعرية لمعظم أسهمه حيث وصل بعضها لأدنى سعر لها منذ إدراجها ويقترب البعض الآخر من أدنى سعر له، وقد أكد الفوزان أن أسعار قطاع التأمين تبين أن هناك تباينا كبيرا في القطاع حيث إن بعض الأسهم بـ 200 ريال وبعضها 100 ريال وآخر 90 ريالا ثم 18 ريالا وهو يعكس الخلل الهائل الموجود في قطاع التأمين وعدم التناغم أو التناسق في القطاع.


وحل قطاع المصارف في المرتبة الثانية من حيث تراجعات القطاعات بنسبة 4.78 في المائة، ويأتي هذا الانخفاض مع الإعلان عن إدراج بنك الإنماء في السوق يوم الثلاثاء المقبل إضافة إلى اكتتاب بنك الرياض الذي انتهى بنهاية هذا الأسبوع، وقد أرجع الفوزان هذه الانخفاضات التي يشهدها قطاع المصارف إلى أن الارتفاعات السابقة، التي حدثت في هذا القطاع لم تكن مؤسسية ولا تستند إلى أي أسس صحيحة، وكانت هناك عمليات بيعية أكثر من العمليات الشرائية لأن حدة الصعود دائما تعكس عملية هروب أكثر منها دخولا.
وقد نجحت سبعة قطاعات في إنهاء تداولاتها الأسبوعية على ارتفاع مخالفة بذلك الاتجاه العام للسوق يتصدرها قطاع الطاقة بارتفاع 1.7 في المائة مدعوما من سهم quot;الكهرباءquot; الذي ارتفع بنسبة 1.96 في المائة، تلاه قطاع النقل بارتفاع 1.15 في المائة وذلك بدعم من سهم النقل البحري الذي ارتفع بنسبة 2.4 في المائة خلال الأسبوع.
أما بالنسبة لتحركات أسعار الأسهم المدرجة في السوق التي تم تداولها خلال الأسبوع، فقد كان أداؤها في المجمل سلبيا حيث بلغ عدد الأسهم التي شهدت تراجعا 79 سهما، في حين سجل 31 سهما ارتفاعا، بينما لم يطرأ أي تغير على أسعار 8 أسهم.
وقد اعتلي سهم quot;إعادة للتأمينquot; ارتفاعات الشركات خلال هذا الأسبوع بارتفاع 85 في المائة، تلاه سهم مجموعة محمد المعجل بارتفاع 20 في المائة، وهذان السهمان هما الأحدث بين أسهم السوق حيث تم بدء تداولهما في هذا الأسبوع فقط، في حين جاء سهم quot;الزاملquot; في المرتبة الثالثة من حيث ارتفاعات الشركات بنسبة 8.30 في المائة.


أما بالنسبة للشركات المتراجعة فقد تصدرها سهم ملاذ للتأمين بانخفاض 19.90 في المائة حيث شهد السهم تراجعا حادا هذا الأسبوع ليغلق في آخر جلسات الأسبوع على انخفاض بالنسبة الدنيا المسموح بها، تلاه سهم quot;أنعامquot; بنسبة 18.40 في المائة ويواصل هذا السهم تراجعاته للجلسة الخامسة على التوالي ليغلق في آخر جلستين بالنسبة الدنيا المسموح بها.
وعن نسب القطاعات من قيم التداولات فقد استحوذ قطاع التشييد والبناء على 24 في المائة منها وذلك بفضل الوافد الجديد (مجموعة المعجل) لهذا القطاع، حيث استحوذ هذا السهم على نسب ملحوظة من قيم التعاملات منذ إدراجه في السوق يوم الإثنين الماضي، كما استحوذ قطاع الصناعات البتروكيماوية بنسبة 24 في المائة من قيم التعاملات، بينما استحوذ قطاع التأمين على 9 في المائة منها، فيما استحوذ قطاع الاتصالات على 8 في المائة ، والاستثمار الصناعي على 7 في المائة ، بينما استحوذ باقي القطاعات على 28 في المائة من التعاملات.

أهم الأحداث في هذا الأسبوع:
1- إدراج شركة إعادة للتأمين ضمن قطاع التأمين.
2- إدراج مجموعة محمد المعجل ضمن قطاع التشييد والبناء.
3- انتهاء الاكتتاب في بنك الرياض الذي يهدف إلى زيادة رأسمال البنك إلى 15 مليار ريال.
4- الإعلان عن إدراج مصرف الإنماء بداية من جلسة الثلاثاء المقبل علما بأنه سيتم تداول السهم اعتباراً من الساعة 10:15 صباحاً وحتى الساعة 3:30 عصراً وذلك لليوم الأول الثلاثاء 29/5/1429هـ الموافق 3/6/2008م.
5- تمديد عقد الالتزام المبرم بين الحكومة والشركة السعودية للنقل الجماعي لمدة خمس سنوات اعتباراً من تاريخ 1-7-1429هـ.
6- تقييم شركة هيرمس للسعر العادل لمجموعة صافولا عند 37.2 ريال، مع توصية بالتراكم على المدى القصير ومحايد على المدى الطويل.
التوقعات المستقبلية
هناك تباين في آراء المحللين حول توقعاتهم لما يكون عليه السوق في الفترة المقبلة ففي حين يرى البعض أن السوق سيظل في حركة تذبذبات ونقص في السيولة حتى إدراج مصرف الإنماء وبعدها سيتحدد الاتجاه العام للسوق وسيتلاشى أثر العامل النفسي السلبي مما يؤهل السوق للعودة للأداء الإيجابي خلال الفترة المقبلة، يرى البعض الآخر أنه لن يكون لإدراج بنك الإنماء تأثير كبير في السوق كون 70 في المائة من أسهمه يملكها الأفراد وموزعة على 8.8 مليون مواطن سعودي.
وقد قدرت شركة جدوى للاستثمار القيمة العادلة لمؤشر تداول العام عند مستوى 10.000 نقطة أي أعلى من مستواه الحالي بصورة طفيفة، كما توقعت أن يتخطى مؤشر تاسي قيمته العادلة منهيا العام عند مستوى 12.000 نقطة مما يعني تحقيق زيادة في قيمته تزيد قليلا على 20 في المائة فوق مستواه الحالي.
كما توقعت quot;جدوىquot; كذلك أن يأتي النمو في الأرباح قويا في قطاعي التطوير العقاري والتشييد والبناء وذلك بفضل قوة الطلب المحلي الذي يتيح للشركات العاملة في هذين القطاعين زيادة أرباحها.
وكذلك توقعت quot;جدوىquot; أن تتقلص أرباح شركات قطاع التأمين حيث أعلنت كبرى الشركات العاملة في هذا المجال وهي شركة quot;التعاونيةquot; انخفاضا كبيرا في أرباحها للفصل الأول نتيجة الخسائر التي منيت بها محفظتها الاستثمارية.