عبدالله ناصر الفوزان: في رأيي أن أهمّ (رأس مالٍ) عند شركات الخدمات وغير الخدمات هو المصداقية.. وإذا انعدمت المصداقية وتبخرت الثقة فيصعب إعادة الأمور إلى نصابها حتى لو صرفت الشركة كل ميزانيتها في إعلانات، أو أمضى مسؤولوها كل وقتهم في مقابلات مع وسائل الإعلام، ولا أقصد من هذا القول أن مصداقية شركة الاتصالات منعدمة بالنسبة لي وأن ثقتي فيها تبخرت، ولكني أقصد أن بعض المواقف التي واجهتها وواجهها بعض من أعرفهم قد هزت مصداقيتها عندي.
الكثيرون يشتكون الآن على سبيل المثال من ضعف خدمة الإنترنت.. وعدم توفر أو ضعف سرعة الـ (D.S.L) وكثرة أعطالها.. وبالنسبة لي أسكن في حي حديث في مدينة الرياض ولكنه مكتمل والمفروض أن تكون (كابيناته) التلفونية حديثة ومكتملة أي تتوفر فيها خدمة الـ (D.S.L) وبأعلى السرعات لأنه يفترض أنه تم تركيبها حديثا، لكن الحاصل أن بعض منازل كبائن هذا الحي لا تتوفر فيها الخدمة أساسا أو على الأصح (كبائنها) لا تتسع لمزيد منها، وبعض البيوت تتوفر لها الخدمة ولكن بسرعات متدنية 256 كيلو بايت أو أقل. فإذا كان هذا هو حال مدينة الرياض فكيف سيكون حال المدن الأخرى..؟!
ومع كل هذا فنحن جميعا نتابع تلك الحملة الإعلانية الضخمة الواسعة لشركة الاتصالات التي تخاطب فيها كل فرد من سكان المملكة وتؤكد له فيها توفر خدمات الـ (D.S.L) في كل مكان وبأقصى السرعات، حتى إننا نفهم من الإعلان أن سرعة 10 ميجابايت متوفرة في كل مكان.
كان أحد الأقارب قد اشترك في خدمة الـ (D.S.L) بسرعة 512 كيلو بايت وظل يستخدم الخدمة لمدة تقارب السنتين ويعاني كثيرا، كما قال، من ضعف السرعة والأعطال، وعندما بدأت حملة شركة الاتصالات الإعلانية التي أكدت فيها توفر الخدمة بسرعة 10 ميجابايت اتصل بالشركة وطلب رفع السرعة لديه إلى 2 ميجابايت وليس 10 ميجابايت، وقال له المختص.. أبشر.. وقام بما يلزم.. ثم قال.. خلاص.. السرعة الجديدة ستكون موجودة في تلفونك خلال 24 ساعة.. وكانت الإنترنت متوفرة لديه عن طريق إحدى الشركات المتخصصة فسأل المختص في الاتصالات هل يتصل بالشركة التي تزوده بالإنترنت ويتفق معها على رفع السرعة ويدفع لها الفرق، قال نعم تستطيع ذلك، فاتصل بالشركة ورفع السرعة ودفع لها الفرق وظل ينتظر وصول السرعة الجديدة، ومرت 24 ساعة ثم مر مثلها ولم تأت السرعة فاتصل بشركة الاتصالات فاستمهلوه مزيدا من الوقت فصبر ولم تأت السرعة الجديدة، فاتصل مرة ثالثة أو ربما خامسة أو عاشرة ففاجأه المختص في آخر مرة بالقول إن طلبه مرفوض.. قال لماذا..؟! قال المختص لأن كبينتك لا تتحمل هذه السرعة.. قال ولكن زميلك قال إنها تتحمل وفهمت منه أنه أجرى كل ما يلزم واستأذنته في الاتصال بمزود الإنترنت لرفع السرعة معه ودفع فرق الاشتراك وأعطاني الإذن ولذلك فقد اتصلت ودفعت فرق السرعة، قال المختص لست مسؤولا عما قاله زميلي لكن هذا هو الواقع الآن، قال قريبي كيف أصل لزميلك قال لا أدري.. فقال.. طيب.. ما هي السرعة التي تتحملها كبينتي..؟ قال المختص لا تتحمل سوى 256 كيلو بايت، فاندهش هذا القريب كثيرا بل صعق لأن اشتراكه مع شركة الاتصالات الذي يدفع فواتيره شهريا منذ سنتين كان بسرعة 512 كيلو بايت، فعبر عن اندهاشه للمختص وأفهمه بأن اشتراكه القائم حاليا بسرعة 512 فقال له المختص اعتبر هذا خطأ، فقال القريب وتأخذون مني مبلغا ضعف ما توفرونه لي ولمدة سنتين وكان بالإمكان أن يستمر هذا إلى ما شاء الله وكل هذا عن طريق الخطأ؟ قال المختص.. هذا هو التفسير الوحيد.. قال القريب.. وما الحل..؟ قال المختص اتصل بقسم التظلمات.. قال القريب لماذا..؟؟ هل من السهل رفع قدرة كبينتي قال المختص لا.. ولكن ليعاد لك المبلغ الذي أخذ منك عن طريق الخطأ على مدار السنتين.. فتعجب القريب كثيرا واتصل بقسم التظلمات ليعرف الحقيقة فأكدوا له حصول الخطأ وطلبوا منه رفع طلب بتخفيض السرعة حتى يتمكنوا من إعادة المبلغ له، فرفض ذلك وأبدى تمسكه بالسرعة التي تم التعاقد عليها وأبدى شكه من أنهم قد عدلوها لتتسع الكابينة لزبون جديد. وفوجئ القريب بعد يومين برسالة في تلفونه النقال تقول إنه استجابة لرغبته فقد تم تخفيض السرعة وسيعاد له الفرق، واتصل القريب بكافة الأرقام التي يمكن الاتصال بها وعبر عن احتجاجه وعدم رضاه ولكن انتهى الأمر كما قال بأن فهم من جميع الردود ما معناه (اضرب راسك في الحائط) ولم يضرب رأسه في الحائط بالطبع حتى لا يتضرر أكثر، ولكن تعوذ بالله من الشيطان الرجيم وداوم على شرب النعناع واستمر في استخدام (سلحفاته) صاغرا مضطرا في انتظار بدء خدمات الشركات الجديدة التي ستنافس شركة الاتصالات في التلفون الثابت قريبا.
ولكن لماذا أقول كل هذا الآن..؟؟
أقوله لأني أطلع على تصريحات ومقابلات للمسؤولين في شركة الاتصالات في وسائل الإعلام يحاولون فيها تحسين صورة الشركة، كما اطلعت منذ يومين على لقاء على صفحتين وعلى مدار يومين في كل مرة مع مدير الشركة ونوابه وربما مسؤولين آخرين في الشركة قالوا فيها ويا للعجب إن الشركة غيرت كبائن عملائها لتوفر لهم سرعة الـ (D.S.L) التي يطلبونها... فهل يمكن لي بما عرفته وأعرفه وبما نقله لي قريبي أن أصدق إعلانات شركة الاتصالات وتصريحات المسؤولين فيها، وأقول ذلك لأن شركة الاتصالات في حملتها الإعلامية الواسعة تحض الجميع دون استثناء على شراء بطاقات الإنترنت مدفوعة الثمن التي تبيعها الشركة عن طريق بعض منافذ البيع بمختلف السرعات ولا تطلب منهم التأكد من توفر السرعة المطلوبة في كبائن منازلهم... ولهؤلاء الإخوة الذين قد يصدقون ما ورد في إعلانات الشركة على إطلاقه... أقول تأكدوا أولاً من توفر السرعة التي ترغبونها في كبائنكم (D.S.L) قبل شراء البطاقات حتى لا تتورطوا بسبب إعلان شركة الاتصالات.
- آخر تحديث :
التعليقات