لندن: سجلت اسعار النفط ارتفاعا الى مستويات جديدة الثلاثاء بعد تصريحات رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) حول عدم وجود ضمانات بشأن اي استثمارات مستقبلية في المنشآت النفطية لزيادة انتاج النفط.

واكدت وكالة الطاقة الدولية كذلك ان نمو العرض سيتجاوز الطلب حتى عام 2010 وبعد ذلك من المرجح ان تشهد السوق ازمة في الامدادات.

وفي سوق نيويورك ارتفع سعر نفط الخفيف تسليم اب/اغسطس بمقدار 1,91 دولار ليصل الى 141,67 دولارا للبرميل. وكان وصل الاثنين 143,67 دولارا للبرميل وهو اعلى سعر له على الاطلاق.

اما نفط برنت بحر الشمال تسليم شهر اب/اغسطس فقد ارتفع بمقدار 332 دولار ليصل الى 142,16 دولارا للبرميل بعدما سجل الاثنين 143,91 دولارا للبرميل.

وفي مدريد اعلن رئيس منظمة اوبك شكيب خليل الثلاثاء ان المنظمة quot;قلقةquot; من احتمال ركود الطلب المستقبلي على النفط في اشارة الى ان المنظمة لا ترغب في ضخ مزيد من النفط الخام للمساعدة في خفض الاسعار.

وقال شكيب خليل امام المؤتمر العالمي التاسع عشر للنفط المنعقد في مدريد quot;نحن قلقون بشأن امن الطلبquot;.

واشار الى وجود quot;علامات استفهام كبيرةquot; بشأن وضع استثمارات كبيرة في البنية التحتية اللازمة لزيادة الانتاج من الدول ال13 الاعضاء في المنظمة التي تضخ حاليا نحو 40 % من النفط العالمي. واضاف quot;لا اعتقد ان احد يشك في ان لدينا الموارد الكافية ولكن المسألة تتلخص فيما اذا كنا قادرين على تزويد السوق بهاquot;.

وشهد سوق النفط ارتفاعا كبيرا الاثنين بسبب توترات بشأن ايران ونيجيريا الدولتان المنتجتان للنفط في الوقت الذي انخفض سعر الدولار في مقابل العملة الاوروبية قبل الاعلان المتوقع للبنك المركزي الاوروبي عن رفع معدلات الفائدة.

وحذر محللون الثلاثاء من ان ايا من هذه العوامل قد يتسبب في رفع الاسعار مجددا خلال الايام المقبلة

وقال محللون في شركة quot;كاميرون هانوفرquot; لادارة مخاطر الطاقة quot;يبدو ان التوترات مع ايران تسوء كما انه يبدو ان نيجيريا على حافة السقوط في فوضى تامة او حتى الدخول في حرب اهلية كما يبدو البنك المركزي الاوروبي مصمما على دفع الدولار الاميركي الى الهاويةquot;.

واكد المحللون ان quot;ايا من هذه العوامل الثلاثة يمكن ان يثير موجة جديدة من الشراء في اسواق النفطquot;.

وتضاعفت اسعار النفط في العالم خلال العام الماضي وارتفعت بنحو 50 % منذ بداية 2008 عندما اخترقت حاجز المئة دولار للمرة الاولى مما اثار مخاوف من التضخم وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

وتقول الدول المستهلكة ان السبب في ارتفاع الاسعار هو قلة الامدادات وسط تزايد الطلب والاضطرابات في دول منتجة للنفط مثل ايران والعراق ونيجيريا. وتتهم خصوصا دول اوبك على عدم انتاجها ما يكفي من النفط.

الا ان المنظمة تؤكد على ان ضعف الدولار الاميركي هو السبب لانه يزيد طلب المشترين الاجانب على النفط المسعر بالدولار.

وذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقرير نشرته الثلاثاء quot;في معظم الاحيان يتم العثور على كبش فداء لارتفاع الاسعار بدلا من القيام بتحليل جدي او ربما مواجهة قرارات صعبةquot;. واضافت المنظمة ان quot;القاء اللوم على المضاربات هو حل سهل لتجنب اتخاذ الخطوات الضرورية لتحسين الحصول على الامدادات والاستثمار فيها او تطبيق اجراءات لتحسين فاعلية الطاقةquot;.

وقال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في مقابلة مع صحيفة السياسة الكويتية نشرت الثلاثاء ان على الدول المستهلكة للنفط ان تتكيف مع اسعار وادوات السوقquot;.