اجرى الحوار محمود عبدالرزاق
بهدف الاستفادة من مرونة القوانين الاستثمارية، وجدت الكثير من رؤوس الاموال الكويتية طريقها نحو البحرين لتعمل في مختلف الانشطة الاقتصادية هناك بالحرية التي تتيحها تلك القوانين مقارنة مع البيروقراطية التي تتسم بها القوانين والاجراءات الكويتية الحكومية.
وقد حمل لواء تلك الرسالة مجموعة من الشباب الكويتي الذين وجدوا ان المناخ الاستثماري في البحرين مشجع للعمل المصرفي الاستثماري، فأسسوا بنك أدكس للاستثمار الذي بدا نشاطه قبل نحو اربع سنوات.
يوسف شملان العيسى، الرئيس التنفيذي لبنك أدكس، قال لـ raquo;الوطنlaquo; ان الكويت لم تتمكن من مواكبة دول الخليج الاخرى من حيث الحرية الاقتصادية واجتذاب رؤوس الاموال الاجنبية، بسبب عدم وضوح الرؤية والسرعة في إنجاز المعاملات، ما دفع الكثير من هذه الاموال الى البحث عن قنوات استثمارية في الخارج.
واعرب العيسى عن امله في أن يتوجه اعضاء مجلس الامة المنتخب حديثا نحو وضع القوانين التي تخدم المصالح الاقتصادية وان ينأوا بانفسهم عن المشاحنات والمصالح الشخصية. دون ان يبدي تفاؤلا بحل مشكلة مشروع الكويت لتطوير حقول الشمال الذي قال انه بات مسيسا.
وعن أسعار النفط قال العيسى انه يعتقد انه ليس من مصلحة الكويت ان يتجاوز سعر النفط 100 دولار.ودعا الى استخدام الفوائض النفطية في تعزيز البنى التحتية في البلاد وخصوصا المدارس والمستشفيات التي قال انها في حالة يرثى لها مع ضرورة الاستثمار في العنصر البشري.
واشاد العيسى بقرار بنك الكويت المركزي فك ربط الدينار بالدولار في مايو 2007 قائلا ساعد على تعزيز قوة الدينار وانه خطوة تمنت البنوك المركزية الخليجية الاخرى ان تتخذها ولكنها لم تفعل لاسباب خاصة بها. ولكنه اشار الى ان معدلات التضخم ستوالي ارتفاعها في ظل ارتفاع أسعار السلع العالمية.
وتحدث العيسى عن بنك أدكس فقال ان نسبة مساهمة الكويتيين فيه تبلغ%45، وعن بعض مشاريعه قال ان البنك اشترى مشروعا في أمريكا بسعر منخفض بلغ 100مليون دولار كما تقوم الشركة الفندقية التي انشأها بتنفيذ 20 فندقا بتكلفة تصل الى 400 مليون دولار بالاضافة الى العديد من المشاريع وذلك بالاضافة الى صندوق استثماري في الفن وفيما يلي التفاصيل :
* هل تؤيدون الرأي القائل أن الكويت باتت سوق طاردة للاستثمارات وما هو تعليقكم على اقدام بعض الشركات الكويتية الكبرى في الاونة الاخيرة على نقل مقارها الرئيسية من الكويت الى دول اخرى في الخليج ومنها شركة الاتصالات المتنقلة raquo;زينlaquo;؟
ـ نعم هذا للاسف صحيح وقد اصبح واقعا ملموسا، فكثير من الشركات الكبيرة والمستثمرين عموما احسوا في الفترة الاخيرة ان الجو العام في الكويت بات غير مشجع، وبدأوا يوجهون استثماراتهم الى خارج الكويت واستطيع القول ان الكويت فعلا اصبحت مناخا طاردا للاستثمارات.
* هل ترون ان الإصلاحات الاقتصادية التي تم اتخاذها في الكويت حتى الان كافية لاستقطاب الاستثمارات الاجنبية المباشرة؟
ـ مع ان الجو العام في الكويت والمنطقة مشجع من حيث النمو الاقتصادي الا اني ارى ان جو الاستثمار في الدول المجاورة اكثر تشجيعا وجذبا للاستثمارات الاجنبية مما هو عليه في الكويت وذلك لاسباب عديدة منها البيروقراطية وغياب الانفتاح الاقتصادي كما تفتقر الكويت نسبيا الى سرعة إنجاز المعاملات وتنفيذ المشاريع الحكومية ووضوح الرؤية الاقتصادية مقارنة مع دول اخرى كالإمارات او قطر اوالسعودية.ويمكن القول عموما ان جميع دول الخليج تجتاز مرحلة إصلاحات اقتصادية في الوقت الحالي الا ان الكويت ابطؤها في هذا المضمار.
الإصلاحات الاقتصادية
* ما توقعاتكم للكيفية التي سينظر بها مجلس الامة الذي انتخب في مايو الماضي الى الإصلاحات الاقتصادية وتحرير السوق؟
ـ نتمنى ان يكون اداء المجلس الجديد افضل من اداء المجالس السابقة وان يبتعد الاعضاء عن المشاحنات والتأزيم والمزايدات ويهتموا بمشاريع التنمية وان يصار الى التركيز بدلا من ذلك على النمو الاقتصادي وتطوير القوانين والبلد بشكل عام ولكن حتى الان لم نر شيئا على ارض الواقع.
* هل تعتقد ان مشروع الكويت لتطوير حقول الشمال سيرى النور في عهد هذا المجلس بعد انتظار طويل؟
ـ لا اعتقد ذلك لان هذا المشروع كغيره من المشاريع الاخرى التي اصبحت مسيسة حيث ان الكثير من اعضاء المجلس للاسف يستعملون اسلوب المزايدات من اجل تمرير القوانين تنفيذا لمصالح متبادلة. وكل هذا يتم على حساب البلد بلا شك وبالتالي فلست متفائلا ازاء هذا الوضع.
إدراة الاستثمارات
* هل ترون ان الهيئة العامة للاستثمار تحسن ادارة واستثمار الفوائض المالية الكويتية على النحو الامثل؟وهل تؤيدون الاستثمار الكويتي في شراء الاسهم في البنوك العالمية التي تضررت بأزمة الاقراض العالمية؟
ـ في رأيي ان الهيئة العامة للاستثمار تعتبر من اقدم الهيئات الحكومية التي تستثمر في الاسواق العالمية، واعتبرها من المؤسسات الجيدة في الكويت ولها باع طويلة في الاستثمارات العالمية وعندها كفاءات ممتازة من الشباب الكويتيين وغير الكويتيين نعتز بهم. ولكن السؤال عن ادارة الفوائض المالية اكبر من الهيئة لانها ليست مسؤولة عن ادارة كل هذه الفوائض صحيح ان الهيئة لها دور معين من اهم ملامحه تنويع الاستثمارات وادارة الاستثمارات في الخارج وصندوق احتياطي الاجيال المقبلة. ولكن يجب انتهاز فرصة وفرة هذه الفوائض لتطوير البنى التحتية الاساسية فالبلد بحاجة الى شوارع وجسور ومطارات ومناطق جديدة فضلا عن المدارس والمستشفيات التي هي في حال يرثى لها حيث يحسب من يزورها انه في افريقيا وليس في الكويت التي تمتلك الفوائض المالية الضخمة.
وارى انه يجب استثمار هذه الموارد في امتلاك احدث انواع التكنولوجيا وارقى المدارس والمؤسسات التعليمية والمستشفيات بالاضافة الى الاستثمار في الموارد البشرية والارتقاء بمستواها الفني والمعرفي في قطاعات التعليم والصحة وغيرها.
ونتمنى ان يتم التركيز على هذه الامور لانه في غياب استثمار الحكومة في فتح اسواق ومناطق جديدة فقد اصبحنا نعاني من التضخم ومن الامثلة على ذلك ارتفاع أسعار قطع الأراضي الصالحة لبناء البيوت السكنية لانها اصبحت محصورة في مناطق معينة.
فك الربط
* هل ترون ان فك ربط الدينار بالدولار خطوة على الاتجاه الصحيح لكبح جماح التضخم المستورد كما ذكر البنك المركزي عند اتخاذ القرار في مايو 2007 وهل تعتقدون ان دولا خليجية اخرى ستتخذ مثل هذه الخطوة؟
ـ نعم لقد احسن بنك الكويت المركزي صنعا عندما فك الربط مع الدولار لانه اعطى نتيجة جيدة اكسبت الدينار الكويتي قوة مقابل العملة الأمريكية ولولا هذه الخطوة لكانت معدلات التضخم اعلى مما هي عليه الان.
واعتقد ان بنك الكويت المركزي ـ من منطلق الرؤية الواضحة والتجارب السابقة في هذا الشان ـ بادر بجرأة لم تتوفر لدى البنوك المركزية الاخرى في المنطقة، والتي تبدو تواقة إلى مثل هذا الاجراء ولكن ايا منها لم يقدم عليه حتى الان لاسباب يراها البعض سياسية وان كنت اشك في ذلك لانهم ليست لديهم الرؤية الواضحة كما هي الحال مع المركزي الكويتي.
البنوك والمضاربة
* ما رأيك في قرار منع البنوك الكويتية من المضاربة في العقارات وتمويلها؟
ـ كما تحدثت عن الكفاءات في الهيئة العامة للاستثمار، فان بنك الكويت المركزي من المؤسسات التي هي محل اعتزاز وفخر لقدرة القائمين عليها على اتخاذ القرارات فيما يتعلق بالسياسة النقدية على نحو واضح وسليم.ويمكن القول انه اذا لم يكن افضل بنك مركزي في المنطقة فهو من بين افضلها بلا شك. صحيح ان هذا القرار اثر على السوق ولكن البنك بالطبع لديه اسبابه في منع هذه المضاربات خشية من التضخم بعد ان اصبح المواطن العادي عليه ديون والتزامات تفوق طاقته، كما يخشى على البنوك من تعثر هذه الديون.
وحل الأزمة الإسكانية في الكويت يستدعي فك احتكار الدولة للأراضي وطرحها على الشركات لتطويرها وعندما يتوفر عرض كاف فان الطلب سيتراجع والأسعار ستنخفض، وهذه من ابجديات الاقتصاد الحر.
* هل تعتقد ان معدلات التضخم ستواصل ارتفاعها في المنطقة؟
ـ اتوقع ان يستمر الوضع خلال الفترة المقبلة في ضوء ما يشهده العالم من ارتفاع في الأسعار ولا ارى في الوقت الحاضر فرصا لتغيير الأوضاع على المدى القريب على الاقل.
بنك أدكس
* قمتم ومجموعة من المستثمرين الكويتيين في عام 2003 بتأسيس بنك أدكس للاستثمار واخترتم البحرين مقرا له، فما مبرراتكم لمثل هذا الاختيار بديلا عن الكويت؟
ـ بشكل عام يعتبر جو الاستثمار في البحرين مشجعا، كما ان اجراءات البنك المركزي في البحرين وقوانينه سلسة وتتصف بالمرونة.
ومنذ فترة طويلة تلعب البحرين دور المركز المالي في المنطقة حيث تعمل فيها عشرات البنوك والمؤسسات المالية منها الكثير من الاموال الكويتية لان الجو الاستثماري في الكويت غير مشجع فضلا عن صعوبة تأسيس شركات الاستثمار او البنوك مثل بنك أدكس ناهيك عن اشتراط نسبة من الموظفين الكويتيين في هذه البنوك. وانا لا اتحدث فقط عن الكويت فقط في هذه الناحية بل عن معظم الدول الخليجية لان البحرين اسهلها على الاطلاق في هذا المجال.
الخطط الاستثمارية
* ما خططكم الاستثمارية للفترة المقبلة على المديين المتوسط والطويل وهل تنوون الانتشار في دول او مناطق اخرى؟
ـ يعتبر بنك أدكس مصرفا استثماريا اقليميا، والخليج وجهته الاولى ومن ثم نعتزم تركيز استثماراتنا في الوطن العربي وبعده منطقة الشرق الاوسط ككل. والدليل على ذلك ان اول مشروع بدأنا به وهو فندق هوليداي اكسبرس ـ شركة اشراق العقارية ـ لتطوير 20 فندقا في 6 دول عربية خليجية بالاضافة الى الأردن وقد تم افتتاح اول فندقين في دبي وسيفتتح فندقان آخران في غضون سنة وهناك فندق خامس في البحرين تحت التطوير. وتقدر تكلفة الفندق الواحد بحوالي 20 مليون دولار.
* كيف كان مستوى نتائج البنك؟
ـ بدأنا بتحقيق الأرباح منذ السنة الاولى حيث بلغت مليون دولار ثم ارتفعت في السنة الثانية الى 3.5 ملايين دولار وفي السنتين الثالثة والرابعة بلغت أرباح البنك 12 مليون دولار و20 مليون دولار على التوالي، وفي ديسمبر 2007 تمت زيادة رأس المال وارتفع اجمالي حقوق المساهمين الى 120 مليون دولار.
* بعد الزيادة الاخيرة في رأس المال التي امتلكت شركة الواحة كابيتال الإماراتية بموجبها %42.5 من رأس مال البنك، هل اصبحت الشركة صاحبة الحصة المسيطرة على قرارات البنك؟
ـ لم تصبح المسيطرة ولكن صار لها 4 اعضاء يمثلونها من اصل 8 اعضاء في مجلس الادارة بمن فيهم رئيس المجلس.
مساهمة الكويتيين
* ما هي نسبة مساهمة المستثمرين الكويتيين في رأسمال البنك؟
ـ تبلغ حصة المساهمين الكويتيين %45 موزعة بواقع %20لشركة ايفا و%10 لعمر المطوع و%50 لكل من صلاح الفليج، وجاسم زينل، وعيسى المزيني.
* اين تتوزع استثمارات بنك أدكس وفي أي قطاعات؟
ـعندنا استثمارات مختلفة في قطاع الفنادق وأدكس القابضة للتعليم أدكس للاعلام وشركة أسسناها أخيراً في ابوظبي باسم شركة سراج للتمويل العقاري الاسلامي براسمال قدره مليار درهم وشركة جوردان دبي كابيتال في الأردن وحصتنا فيها كبيرة ونقوم بتأسيس هذه الشركات وتتراوح حصة البنك فيها بين 10 و%20 من رأس المال ونطرح الباقي على عملائنا. وعندما نرى الفرص الجيدة مواتية بعد ايجاد فريق الادارة الكفء في الشركة يمكن ان نتخارج منها مع العملاء.
السوق الأمريكية
* وماذا عن استثماراتكم العقارية في الولايات المتحدة مثلا؟
ـ نحن في أدكس لم نفوت فرص انخفاض أسعار العقارات الأمريكية نتيجة أزمة الرهون العقارية فقد دخلنا في مشروع عقاري بسعر مغر جدا بسبب الانخفاض الحاد في أسعار العقارات وقد اشتريناه بسعر لا يتجاوز 30 سنتا للدولار وتبلغ قيمته حوالي 100 مليون دولار وهو مشروع منتجع وملعب للغولف في موقع راق بولاية فلوريدا الأمريكية ويشتمل على ارض فضاء مساحتها حوالي 2 مليون متر مربع سيقام حول الملعب 400 بيت سكني ونحن الآن بصدد اشراك عملائنا للانضمام الينا في المشروع نظرا لان الشركة المالكة كانت تعاني من ضائقة مالية واضطرت الى بيعه بسعر متدن جدا. وتبلغ نسبة حصة بنك أدكس %25 من القيمة فيما سيساهم عملاؤنا بالباقي وعند التنفيذ في المرحلة المقبلة سيصار الى جمع اموال من مختلف المصادر المتاحة.
صندوق الفن
* ما هي مشاريعكم على المدى القريب؟
ـ سنطرح في اول شهر سبتمبر المقبل صندوقا هو الاول من نوعه ويستثمر في الفن العربي كالرسم والنحت وهو قطاع واعد لا سيما ان الفن مجال واسع للاستثمار في الغرب وفي الهند والصين حيث بدأت انظار العالم تتجه للفن العربي وتستثمر فيه وهناك شركات عالمية متخصصة بالفن بدأت تدخل الفن العربي وتشتري اللوحات لفنانين من المنطقة وتسجل أسعار اللوحات ارقاما قياسية تتجاوز المليون او المليوني دولار للوحة الواحدة.
وقد دخلنا هذا المجال الاستثماري من باب التنويع والابتكار فضلا عن تشجيع الفنانين ووجدنا ان ذلك امر مهم جدا. وسنتعامل ببيع وشراء اللوحات من خلال المزادات او من غيرها ، اما عن رأس مال الصندوق فمن المتوقع اعلانه في وقت لاحق.
إدراج البنك
* هل تم إدراج البنك على أي من بورصات الدول الخليجية؟
ـ لا، لم يتم الإدراج حتى الآن وما زال وضع البنك كشركة خاصة ونحن مرتاحون بهذا الوضع وليس من خططنا ان نقوم بالإدراج في الوقت الراهن على الرغم من استيفاء البنك كافة شروط الإدراج منذ فترة.
* هل يسمح لكم بموجب القوانين المطبقة في البحرين تقديم الخدمات المصرفية الاسلامية واذا كان مسموحا فهل تعتزمون تقديمها لعملائكم؟
ـ نعم ان كثيرا من الشركات التي أسسناها تعتبر متوافقة مع الشريعة الاسلامية ويمكننا تقديم هذه الخدمات، والشركة التي أسسناها في ابوظبي اسلامية كما ان شركة نزل لتطوير الشقق الفندقية، وتنتشر في 22 دولة، تعمل وفقة للشريعة الاسلامية ايضا.
أسعار النفط
* كيف تنظرون الى ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية وتأثير الفوائض المالية الضخمة في الاقتصاد الكويتي؟
ـ صحيح ان السوق يخضع لعوامل العرض والطلب بالاضافة الى الدور المؤثر الذي بات المضاربون يلعبونه ولكن مع ذلك ارى من وجهة نظري انه ليس في صالح الكويت ان ترتفع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل لانها في هذه الحالة، وكما حدث في السبعينات ستؤدي الى تباطؤ او ركود في النمو الاقتصادي وهذا ما نشهده اليوم بدءا من الاقتصاد الأمريكي الى الاقتصادات الآسيوية وهو ما سينعكس علينا في نهاية الامر من خلال تراجع الطلب على النفط، كما ان الدول المستهلكة ستواصل ابحاثها ومساعيها للحصول على مصادر بديلة للنفط كالطاقة الشمسية او الطاقة المولدة من الرياح او غيرها، وقد يحدث هذا تاثيرا عكسيا في أسعار النفط على المدى الطويل.
الفوائض النفطية
* هل تم في نظركم استخدام الفوائض النفطية الحالية في دول المنطقة بطريقة واقعية وعلى نحو افضل مما كانت عليه في الطفرات الماضية؟
ـ نعم هناك تحسن في استخدام هذه الفوائض، غير ان الصورة لم تتضح تماما، حيث ان لكل دولة من دول الخليج سياسة خاصة بها حول كيفية استثمار مواردها النفطية، ولكن نتمنى ان يكون هناك تركيز على الاستثمار في مشاريع البنى التحتية والتعليم والاستثمار في الإنسان وتطوير الخدمات، وبشكل عام اعادة هيكلة اقتصادات دول الخليج، وألا يكون الاعتماد كليا على الحكومة ومؤسساتها، وتطوير القطاع الخاص في الوقت ذاته بشكل افضل.
التكامل الخليجي
* هل تم في رأيكم تحقيق إنجازات ملحوظة على صعيد التكامل الاقتصادي الخليجي ؟
ـ اود القول ان ما تم تحقيقه من نجاحات في هذا المضمار ما زال متواضعا ولا يرقى الى مستوى طموحات المواطن الخليجي، كما ان الاجراءات على هذا الطريق بطيئة جدا. ولكن المبشر انه نتيجة جهود القطاعات الخاصة في دول المجلس بدأت الاقتصادات الخليجية تتكامل على مستوى القطاع الخاص قبل القطاع العام، وبدأ الكويتيون يستثمرون في الإمارات والسعودية وقطر والبحرين وعمان، والعكس صحيح بالنسبة لمواطني هذه الدول، الذين نشروا استثماراتهم في بقية الدول الخليجية الاخرى، وذلك على الرغم من الاجراءات البيروقراطية والتعقيدات الحكومية. ولكن اذا طبقت تسهيلات على معاملة ابناء الدول الخليجية في كل من هذه الدول كمعاملة المواطن في مجالات الاعمال والاستثمار، فان الامل معقود على تسارع هذه الخطوات لتساهم في تحقيق التكامل المنشود.
العملة الخليجية
* كيف ترون مستقبل العملة الخليجية الموحدة وهل يمكن ان ترى النور في الموعد المحدد لها؟
ـ لا ارى فرصة لولادة وشيكة للعملة الخليجية الموحدة واعتقد بانها ستؤجل لبعض الوقت، ولكن لا استطيع الجزم بهذه المدة التي قد تصل الى خمس سنوات، حيث هناك العديد من الصعوبات التي تعترض هذا المشروع والمشاكل التي تواجهها بعض هذه الدول، ومنها ضعف قيمة الدولار في الوقت الحالي ومسألة ربط العملات الخليجية ـ عدا الدينار الكويتي ـ به، وكذلك معادلة أسعار عملات الدول الاعضاء والامور الفنية الاخرى، ناهيك عن اعلان بعض الدول الخليجية نيتها عدم الانضمام الى المشروع.
حصانة البنوك
* هل ترون ان البنوك العربية محصنة ضد المخاطر الناجمة عن أزمة الرهونات العقارية الأمريكية في ظل الخسائر الضخمة التي تكبدتها كبريات المؤسسات المصرفية في العالم وعلى رأسها يوبي اس وسيتي غروب وميريل لينش وغيرها؟ وما هي البنوك العربية الاكثر تضررا من الأزمة؟
ـ نحن في النهاية جزء من الاقتصاد العالمي ونتأثر بما تتأثر به البنوك العالمية، ولكن علينا توخي الحيطة والحذر وان نتعلم من اخطاء الآخرين، مع الاعتماد على تنويع الاستثمار والتركيز على ادارة المخاطر لتقليصها الى ادنى حد، وهو امر ضروري.