ايلاف من المنامة: أثني التقرير الدولي الذي حمل اسم (النمو لحقبة ما بعد النفط) - الصادر عن منظمة كونفرنس بورد (مجلس المؤتمرات) وهى منظمة للبحوث غير ربحية مقرها الولايات المتحدة الأميركية - علي تجاوز الاقتصاد البحريني العديد من العقبات الاقتصادية الشائعة في منطقة الخليج مؤكدا أن الاقتصاد البحريني يعد الأكثر تنوعا واستدامة بين دول مجلس التعاون الخليجي وذلك لكون القطاعين المالي والصناعي من أكبر القطاعات المساهمة في اقتصاد البلاد بينما يساهم إنتاج النفط والغاز بما تقدر نسبته بأقل من 20 بالمائة من النمو في الناتج المحلي الإجمالي . وتوقف القرير عند تنوع مصادر الدخل البحرينية والاعتماد على القطاعات ذات الإنتاجية العالية وذلك على العكس من دول خليجية أخرى تعتمد على قطاعات ذات إنتاجية ضعيفة كقطاع الإنشاءات والبناء (على سبيل المثال)، كما استعرض التقرير التميز الذي يتصف به النمو الاقتصادي البحريني من حيث استدامته، إذ تعد الزيادة المتسارعة الملحوظة في إنتاجية العمال هي العنصر الأساسي للنمو الاقتصادي في البحرين إذ كشفت البيانات أن النجاح الذي حققته البحرين لم يكن عائدا لوفرة في رؤوس الأموال فيها وهو ما شجع بالتالي المنظمة على الاستنتاج بأن البحرين تمتلك إمكانيات غير موظفة بعد لتحقيق نمو في الإنتاجية، وتعزى هيمنة البحرين وتفوقها في هذا المجال إلى عاملين رئيسيين بشكل كبير وهما العامل الأول ويرتبط بإعادة تنظيم سوق العمل والإصلاحات الاقتصادية الانفتاحية التي تم إجراؤها في السنوات الأخيرة التي خلقت بيئة مثالية للاستثمار


,و يعتبر هذا النمو عائد للزيادة إذ أن هذه الجوانب الهامة بوصفها اشتراطات أولية لا بد منها لتحقيق النجاح الاقتصادي مستقبلا لاقتصاديات دول الخليج كما اظهر التقر ير و علي الجانب الآخر, حققت دول الخليج الأخرى معدلات نمو ثابتة بسبب أن هذا النمو راجع للزيادة المتسارعة في حجم القوى العاملة وهو مصدر غير مستدام للتقدم والتنمية. وعلق الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية علي التقرير قائلاquot; أن هذه النتائج تعكس ثمار النهج الذي اتبعته البحرين في سبيل تحقيق التنوع الاقتصادي وكذلك إصلاح التعليم وسوق العمل وأضاف أن البحرين تعتز بسجلها كوجهة رائدة للأعمال التجارية والمالية ونحن سنواصل سعينا لتحقيق اقتصاد متنوع وحيوي وعلى أتم الاستعداد للاستجابة لاحتياجات ومتطلبات الاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرينquot;. والجدير بالذكر أن ما حققته البحرين من نجاح اقتصادي يرجع إلي ما تمتلكه من خصائص ومزايا اجتماعية واقتصادية في المنطقة إذ أن الاقتصاد البحريني هو الأكثر حرية وتنوعا في منطقة الشرق الأوسط بحسب مؤشر الحرية الاقتصادية .
.