الاحتياطي الفدرالي يبقي على نسبة الفائدة وسط اضطرابات فيالأسواق الماليَّة
تكهنات بإنقاذ مجموعة آيه.إي.جي للتأمين تنعش وول ستريت

نيويورك، واشنطن:بعد أن شهدت أكبر هبوط لها في سبع سنوات، تحسّنت بورصة نيويورك بشكل ملحوظ الثلاثاء بسبب الآمال في أن تتدخّل السلطات في الولايات المتّحدة الأميركيَّة في إنقاذ شركة التأمين الأميركيَّة quot;آيه.إي.جيquot; حيث حقق مؤشر داو جونز ارباحا بزائد 1,30% ومؤشر نسداك بزائد 1,28%. وفي سياق متّصل، أبقى الاحتياطي الفدرالي الاميركي على معدل الفائدة الرئيسية وسط اضطرابات كبيرة تسود الاسواق المالية.

منذ صيف العام 2007 وبداية الازمة المالية التي نجمت عن انهيار سوق التسليفات العقارية الاميركية المشكوك في تحصيلها (الرهن العقاري)، خفض الاحتياطي الفدرالي معدلات فوائده سبع مرات، ومرات عدة بصورة قوية (0,5 او 0,75 نقطة مئوية).

الابقاء على معدل الفائدة عند 2%
واجتمع الاحتياطي الفدرالي في اطار المخاوف المتعاظمة حيال الاسواق المالية غداة اعلان افلاس quot;ليمان براذرزquot; رابع بنك للاعمال في الولايات المتحدة وبيع منافسه quot;ميريل لينشquot;، وفي حين تسابق مجموعة quot;ايه آي جيquot; للتامين التي كانت حتى الان اكبر مجموعة للتامين في العالم، الزمن للافلات من اعلان افلاسها. وفي الصباح، ضخ الاحتياطي الفدرالي 50 مليار دولار في السوق المصرفية بواسطة عملية استثنائية لاعادة التمويل اضافة الى عشرين مليار دولار كانت متوقعة اصلا، واعلن انه على استعداد للمزيد في حال الضرورة. وبعد السبعين مليار دولار الممنوحة الاثنين، قد يكون هذا المبلغ اليوم اشارة الى رغبة المصرف المركزي في تفضيل هذا النوع من العمليات بدلا من خفض معدلات الفائدة.

وقررت لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي في ختام الاجتماع عند الساعة 18,15 ت غ الابقاء على معدل الفائدة من دون اي تغيير، اي عند نسبة 2%. وكان الاقتصاديون يتوقعون في غالبيتهم ان يقرر البنك المركزي الابقاء على معدل الفائدة عند هذا المستوى، وهو الادنى منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2004، لكن الكثيرين لم يستبعدوا ايضا خفض المعدل لتهدئة الاسواق المضطربة.

واثر الاجتماع، وحوالى الساعة 18,20 ت غ، انهارت المؤشرات قبل ان تتدارك لاحقا بسرعة. وخسر مؤشر داو جونز للاسهم الصناعية 54,22 نقطة ليصل الى 10863,29 نقطة، في حين فقد مؤشر ناسداك للاسهم التكنولوجية 16,52 نقطة ليصل الى 2163,39 نقطة. وتراجع مؤشر quot;ستاندارد اند بورز 500quot; بنسبة 0,68%، اي 8,12 نقطة ليصل الى 1184,58 نقطة. إلا أنَّ هذه الأسهم عادت وانتعشتبسبب الآمال في أن تتدخّل السلطات في الولايات المتّحدة الأميركيَّة في إنقاذ شركة التأمين الأميركيَّة quot;آيه.إي.جيquot;

تحسن في وول ستريت
وكسب داو جونز اندستريال افيراج 141,51 نقطة بعد ان فقد اكثر من 500 نقطة الاثنين لتضاف الى 11 الف و059,02 نقطة ومؤشر نسداك التكنولوجي في الاساس 27,49 نقطة تضاف الى الفين و207,90 نقطة. وربح مؤشر ستندارد اند بورز 500، 1,75% (20,90 نقطة) تضاف الى الف و213,60 نقطة.

وبعد انخفاض كبير يوم أمس الإثنين في نهاية جلسة متقلّبة ركّزت على مصير مجموعة quot;آيه.إي.جيquot;، انتشل تقرير صدر في أواخر الجلسة السوق من وهدتها. ويشير التقرير الذي جعل المؤشرات تستقرّ في الاخضار في نهاية الجلسة إلى أنَّ مجلس الاحتياطي الاتحادي يدرس تقديم قرض الي اميركان انترناشيونال.

وتعافت الاسهم المصرفية التي كان يوم الاثنين اسوأ يوم لها على الاطلاق وقادت مكاسب السوق بعد تقرير لتلفزيون بلومبرج عن تدخل محتمل من مجلس الاحتياطي الاتحادي لتسوية أزمة (ايه.اي.جي). وشهدت مجموعة quot;ايه.اي.جيquot; التي تخوض سباقا ضد الساعة لجمع 75 مليار دولار تلزمها لتفادي الافلاس، مؤشرها ينخفض بنحو 21,22% الى 3,75 دولار بعد انهيار بنحو 31% الجمعة و61% الاثنين.

وكان الاحتياطي الفدرالي خفض بعد ستة ايام من الاعتداءات التي استهدفت مركز التجارة العالمي، معدلات فوائده 0,5 نقطة، لكن معدل الفائدة الرئيسية في تلك الفترة كان 3%. ولو عمد الاحتياطي الفدرالي على خفض فوائده لكان جازف بالحد من هامشس المناورة في حال استمر نمو الاقتصاد الاميركي في التدهور اكثر.

وفي هذا الاطار قالت المحللة في بنك quot;ناتيكسيسquot; السا دارجان quot;ان الاحتياطي الفدرالي قد ينتظر تدهور النمو اكثر لتبرير خفض فائدتهquot;. واثناء اجتماعها الاخير، اختارت لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفدرالي عدم مس معدل فائدتها الرئيسية للمرة الثانية على التوالي، وبدت وكأنها بين فكي كماشة: مخاطر تراجع النمو وتواصل الضغوط التضخمية القوية. وكان معظم المحللين يتوقعون ان يتبنى البيان الختامي للاجتماع لهجة اكثر هدوءا حيال التضخم، ما قد يفتح الباب امام تخفيضات مستقبلية على معدل الفائدة.