واشنطن: انتهت مهرجانات واحتفالات تنصيب الرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما الذي يستعد يوم الاربعاء للعمل على تحقيق اهدافه المعلنة وهي انعاش الاقتصاد ووضع مسار جديد لحربي العراق وأفغانستان وصياغة توجه للصراع في الشرق الاوسط.

ووعد أوباما باتخاذ اجراءات سريعة وجريئة للتعامل مع أسوأ أزمة مالية عالمية منذ الكساد العظيم في الثلاثينات. كما طلب من الامريكيين الصبر في التعامل مع التحديات الخارجية والداخلية التي تحتاج الى وقت لحسمها.

ومع انهيار أسواق المال وارتفاع أعداد من خسروا وظائفهم يلتقي أوبام يوم الاربعاء مع مستشاريه الاقتصاديين الذين يعملون بالتعاون مع الكونجرس الذي يقوده الديمقراطيون لوضع خطة انقاذ مالي تتكلف 825 مليار دولار.

كما يبحث أوباما عن توجهات جديدة لاصلاح النظام المالي المعطوب ويدرس عددا من الافكار منها انشاء بنك تديره الدولة يشتري الاصول الفاسدة من البنوك الامريكية الخاسرة.

والهدف هو اعادة تحفيز قطاع الائتمان حتى تتمكن مشروعات الاعمال والمستهلكون من الحصول على قروض.

أما العراق وأفغانستان فيحتلان رأس قائمة قضايا السياسة الخارجية لكن أوباما صرح أيضا بانه سيقوم بدور نشط في مسعى حسم الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

وقد يسارع أوباما الى تعيين مبعوث خاص للشرق الاوسط وهو منصب مرشح له بدرجة كبيرة جورج ميتشل السناتور الامريكي السابق والخبير المخضرم في حل النزاعات الدولية.

والى جانب الاجتماع الاقتصادي سيجتمع أوباما اليوم مع كبار المسؤولين العسكريين لمناقشة العراق وأفغانستان.

وكان أوباما قد اعلن انه يفضل سحب القوات الامريكية من العراق خلال 16 شهرا من توليه الرئاسة لكن مسؤولين امريكيين قالوا انه خلال اجتماعه مع القادة العسكريين سيبحث أيضا امكانية تسريع هذا الجدول الزمني.

كما سيبحث أوباما أيضا خططا لتعزيز القوات في أفغانستان خلال اجتماعه مع وفد من وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) برئاسة وزير الدفاع روبرت جيتس والاميرال البحري مايك مولن رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة.

كما يحضر اجتماع يوم الاربعاء الجنرال ديفيد بتريوس القائد السابق للقوات الامريكية في العراق الذي ينسب له الفضل في منع سقوط العراق في أتون حرب أهلية. ويصل بتريوس الى واشنطن جوا من أفغانستان.

ومن المقرر ان يصوت مجلس الشيوخ يوم الاربعاء على ترشيح أوباما للسناتور هيلاري كلينتون لشغل منصب وزيرة الخارجية.

لكن أوباما يبدأ فترة ادارته الجديدة بدون وزير للخزانة. فمرشحه للمنصب تيم جيتنر سيخضع لاستجواب لجنة من مجلس الشيوخ بشأن عدم دفعه لبعض الضرائب.

وصرح جيتنر بأن مشكلة الضرائب نبعت من خطأ وقال عدد من اعضاء مجلس الشيوخ ان المسألة لن تمنع الموافقة على تعيينه.

ولقيت دعوة أوباما في كابيتول هيل مقر الكونجرس الامريكي لاتخاذ اجراءات تحفيزية لمساعدة الاقتصاد اذانا صاغية ويأمل في الحصول على دعم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لخطة الانقاذ المقترحة.

لكن الجمهوريين أثاروا بعض التساؤلات بشأن الخطة عن مدى سرعة انفاق المال وما اذا كانت هناك مشروعات بعينها ستحفز الاقتصاد فعليا.

ويضغط أوباما من أجل تمرير الخطة بحلول منتصف فبراير شباط