واشنطن: قال رئيس لجنة توجيه السياسات بصندوق النقد الدولي يوم الاثنين ان الصندوق يتطور الى quot;بيت مقاصة مركزيquot; سيساعد في ادارة الاقتصاد العالمي ويضمن أن تنسق الاقتصادات الكبرى سياسات لتجنب الازمات.

وأضاف يوسف بطرس غالي رئيس اللجنة النقدية والمالية الدولية بالصندوق وهو أيضا وزير المالية في مصر متحدثا لرويترز أن الدول أعضاء الصندوق اتفقت يوم الاحد على ضرورة تغيير دوره ليعكس حقائق جديدة.

وقالت اللجنة يوم الاحد ان تفويض صندوق النقد ينبغي أن quot;يشمل كامل نطاق سياسات الاقتصاد الكلي والقطاع المالي التي تؤثر على الاستقرار العالمي.quot;

ويتوقع البعض أن يتطور صندوق النقد الى شيء مثل بنك مركزي عالمي غير أن غالي سارع الى رفض هذا الاقتراح قائلا quot;هذه كلمة أقوى من اللازم.quot;

وأضاف في مقابلة quot;سيقوم صندوق النقد الدولي بدور بيت مقاصة للمعلومات .. للسيولة .. للتنسيق. يجب أن يحدث كل هذا في موقع مركزي .. وصندوق النقد الدولي هو المرشح الطبيعي لذلك.quot;

وقبل نحو عام واحد كان الصندوق يكافح لتوضيح صلته بالاحداث في عالم عادة ما كان يصم أذنيه عن نصائحه الخاصة بالسياسة الاقتصادية غير أن الازمة المالية العالمية أجبرت الدول الاشد تضررا على اللجوء اليه طلبا للمساعدة المالية.

وقال غالي ان استجابة الصندوق للازمة أعادت بعض الثقة التي فقدها خلال الازمات السابقة عندما طالب دولا بحاجة الى قروض بسياسات لم تنل قبولا شعبيا.

ويمنح الصندوق حاليا قروضا بشروط أقل كما طور أدوات اقراض جديدة احداها لاقتصادات الاسواق الصاعدة.

وتولى الصندوق أيضا أدوارا جديدة. ويعمل مع مجلس الاستقرار المالي - وهو ذراع تنسيق السياسة التابعة لمجموعة العشرين - بشأن نظام للانذار المبكر لتجنب الازمات كما طلبت منه المجموعة تقديم تحليل بشأن ما اذا كانت سياساتها متسقة مع نمو عالمي أكثر قدرة على الاستمرار.

غير أن قضية شائكة تلوح في الافق وهي تعديل حقوق التصويت بما يعكس القوة الاقتصادية المتنامية لاقتصادات صاعدة رئيسية مثل الصين.

وقال غالي ان التعديل لن يكون سهلا نظرا لخشية بعض الدول من خسارة قوة تصويتية أكبر من اللازم.

واتفقت الدول أعضاء الصندوق على انجاز المحادثات بشأن تغيير حقوق التصويت بحلول يناير كانون الثاني 2011.

وقال غالي quot;من الضروري أن نجلس ونتحدث. يجب أن نجلس وننظر في كيفية انجاز ذلك. انها عملية معقدة ولن أقفز الى النتائج في الوقت الحالي.quot;

واتفقت مجموعة العشرين على تعديل حقوق التصويت بنسبة خمسة بالمئة على الاقل لصالح البلدان الاضعف تمثيلا لكن الاقتصادات الصاعدة تطالب بتعديل لا يقل عن سبعة بالمئة.

وأشار غالي الى أن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تأسسا في 1944 بعد ثلاث سنوات من المفاوضات.

وقال quot;نحاول اصلاح هذا الهيكل ونريد فعل ذلك في وقت أقصر بكثير.quot;

وأضاف أنه في الوقت الذي يبحث فيه الصندوق سبلا لتجديد نفسه ينبغي عليه مواصلة مساعدة الدول التي تواجه مشكلات في موازين المدفوعات وينبغي أيضا أن يصبح quot;مجمعا للاحتياطياتquot; للدول حتى لا تشعر بحاجة الى مراكمة مخزونات هائلة من العملة لتأمين أنفسها في مواجهة الازمات المستقبلية.

وكان دومينيك ستراوس كان العضو المنتدب لصندوق النقد الدولي قد دعا يوم الجمعة الى زيادة كبيرة في موارد الصندوق ربما بمقدار تريليون دولار أو أكثر حتى تدرك الدول النامية أن بامكانها التعويل على الصندوق لمساعدتها في أي أزمة.

وقال غالي ان الصندوق يملك التمويل الكافي في الاجل القصير لمواجهة الازمة الحالية.

وأضاف quot;يملك الصندوق في الوقت الحالي الموارد التي يحتاجها. انه قادر ومستعد لمساعدة أي دولة تواجه مشكلات بسبب الازمة الحالية.

quot;الموارد الان مشكلة من الدرجة الثانية من حيث القوة. (المشكلة التي تحتل) الدرجة الاولى من القوة هي اعادة هيكلة الصندوق.quot;