مع ان عيد هالويين هو عيد ايرلندي في الاصل وانتقل الى الولايات المتحدة الاميركية مع المهاجرين الايرلنديين مطلع القرن ال19 واصبح عيدا تقليديا مهما هناك، الا انه وضع منذ سنوات على قائمة الاعياد الاكثر شعبية في المانيا. ففي ليلة ال31 من الشهر الجاري تقام الحفلات التنكرية في الكثير من المنازل والفنادق والمراقص بحضور الاصدقاء والاقارب صغارا وكبارا، وله البهجة نفسها كما هو الحال مع عيد القديس مارتن للاطفال الذين يحملون فيه الالعاب والشموع المعلقة على قضبان ويلبسون لباسا تنكريا جميلا ويدقون على كل باب للحصول على بعض المال والحلوى. كما ان عيد هالويين يصادف موسم حصاد القرع في المانيا الذي يكون ركيزة الزينة في المنازل والمحلات التجارية.

برلين: لعيد هالويين طابع مميز يختلف عن عيد القديس مارتن، فالناس يتنكرون بلباس مخيف مثل الساحرات ذات الاسنان الكبيرة والملابس السوداء والاشباح، اي يلبس الناس كل ما يثير الخوف وكل ما هو بشع، كما يصنعون من القرع الكبير رأس ساحرة ويضعون في داخله بعد تفريغه من محتواه شمعة مضيئة، ولا تكون الليلة ممتعة للصغار فقط بل وللكبار بالتحديد. فهم يستغلون هذه الليلة لاقامة الحفلات الصاخبة حيث لا تعرف المتعة حدودا فيها. وتكثر في هذا الليلة ما يسمى بحفلات الهالويين في الفنادق والمطاعم، اضافة الى العروض الفنية المختلفة، وهذا يعود بالفائدة الكبيرة على قطاع التجارة والمحلات التجارية التي تخصص اجنحة فيها لعرض كل ما يلزم لليلة الهالويين.وفي بعض المدن يبدأ الحفل مع حلول ظلام الليل فتقام مسيرات صغيرة للمقنعين بملابس الساحرات والاشباح ومصاصي الدماء، يصرخون quot; حلو او حامضquot; اي يطلبون من المحلات والمارة اما مأكولات حلوة ام حامضة الطعم، وتكون واجهات المحلات التجارية مزينة ايضا بالقرع المضيء الذي يكثر بيعه في هذه المناسبة ويكون عادة في قمة موسمه ويستخدم للطبخ ايضا.

وقدر حجم ما صرف من اموال من اجل عيد هالويين في المانيا بحوالى 130 مليون يورو، فمنذ التسعينات تحول هذا العيد الى جزء من التقاليد الشعبية ما جعله كما اعياد الميلاد ورأس السنة موسما تستعد له المحلات التجارية لتحقيق اعلى حجم من المبيعات خاصة بين الاولاد والشباب.وحسب بيانات المكتب الاتحادي للتجارة بالتجزئة حققت المحلات التجارية لوحدها ايرادات هذا العام وصلت الى 28 مليون يورو من مبيعات الملابس التنكرية والشعر المستعار( البروكات) والزينة مثل القبعات، وهو القدر نفسه كما العام الماضي رغم الازمة الاقتصادية، حيث بيع 188 الف قطعة ملابس تنكرية للراشدين لوحدهم، و125 الف قطعة ملابس تنكرية للاطفال و138 الف شعر مستعار و270 قبعة.اضافة الى ذلك باعت محلات الحلوى أطنانا من الحلويات المختلفة التي تصنع خصيصا لهذه المناسبة ولها اشكال معينة وصلت ايراداتها الى مليوني يورو، كما سجل بيع القرع رقما قياسيا وصل الى 4600 طن.

وبهذه المناسبة تنظم المطاعم والفنادق ومراكز الملاهي حفلات خاصة بمناسبة عيد هالويين، كما تمدد ساعات العمل فيها. وتلفت الانظار الاحتفالات في حدائق الملاهي كما هي الحال في الغابة السوداء، حيث زينت ب150 الف قرعة ووضع على طول خمس كلم شموع مضاءة و200 هيكل عظمي من البلاستيك من اجل تسلية الزوار منذ بداية هذا الشهر ووصلت تكاليف هذا الزينة الى ثلاثة مليون يورو.

واللافت ما اشار اليه استقراء للرأي بان كل واحد من ثلاثة في المانيا يحتفل بعيد هالويين، لذا تتحول مواقع كثيرة على الانترنت منذ مطلع تشرين الاول( اكتوبر) الى مواقع لتقديم المشورات والنصائح عن الاماكن التي يمكن قضاء حفل هالويين فيها وبأي اسعار وماذا يجب لبسه واي انواع الحلى الاصطناعية يمكن ان تتماشى مع هذه الملابس التنكرية،كما يكثر بيع اخر صرعات للملابس التنكرية او لاين، وسجلت ايرادات وصلت الى 10 ملايين يورو. ولا تتردد المطاعم عن تقديم عروضها التنكرية التي لا تكون رخيصة بل عالية الثمن لانها تتضمن ديكورات للطاولة لها علاقة بالعيد.

ففاتورة العشاء في احد المطاعم ليلة عيد هالويين في ميونخ على سبيل المثال ويجب دفعها مع وجبة الطعام تتضمن التالي: 8 يورو ديكور للطاولة حيث توضع العاب على شكل وطواط من الحلوى، شموع عليها صور صغيرة للاشباح ثمن الشمعة يورو واحد، وتحتاج الطاولة عادة طوال السهرة الى اكثر من عشرين شمعة. هذا من دون وجبة الطعام التي تكون على اساس القرع، وتصل حتى الخمسين يورو، لكن طالما ان الجميع يريد بعض المرح فلا بأس من نسيان الناحية المادية.