نيودلهي: بدأ رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما، الذي تعهد بإيجاد مكان جديد لشرق آسيا على ساحة الدبلوماسية الدولية، ثلاثة أيام من المحادثات في الهند اليوم الاثنين، تركز على تقريب العلاقات وتعزيز التجارة.

وتولى هاتوياما السلطة في سبتمبر/ أيلول بعد 50 عاماً متصلة تقريباً من حكم الحزب الديمقراطي الحر المحافظ الموالي للولايات المتحدة، لكن نسبة شعبيته تراجعت منذ ذلك الحين إلى 50 % في مسح نشر اليوم الاثنين. وعملت اليابان، صاحبة أكبر اقتصاد في آسيا، والهند، ثالث أكبر اقتصاد على مستوى القارة، على تحسين العلاقات بينهما، منذ أن فرضت اليابان عقوبات على الهند رداً على الاختبارات النووية التي أجرتها نيودلهي عام 1998.

واستهل هاتوياما زيارته بلقاء مع رجال من قطاع الصناعة الهندي، كان من بينهم راتان تاتا، رئيس مجلس إدارة مجموعة تاتا، وموكيش أمباني، رئيس شركة ريلاينس أندستريز في فندق في مدينة مومباي، كان مسلحون قد استهدفوه في هجوم نوفمبر/ تشرين الثاني 2008. ومن المقرر أن يجري هاتوياما محادثات في وقت لاحق مع نظيره الهندي مانموهان سينغ.

وتريد الهند، التي ظلت طويلا تتلقى أكبر حصة من المعونات اليابانية التعرف إلى ملامح السياسة الخارجية لهاتوياما، خاصة سعي طوكيو إلى اتباع سياسة خارجية أكثر quot;استقلالاًquot; عن واشنطن، وتحسين العلاقات مع الصين الغريمة التقليدية لنيودلهي.

وترغب نيودلهي أيضاً في معرفة المزيد حول المكانة التي تحتلها الهند في مقترح هاتوياما بإنشاء مجموعة لدول شرق آسيا لها عملتها الموحدة على غرار الاتحاد الأوروبي.

وكتب سيدهارت فاراداراجان، وهو كبير المحررين في صحيفة quot;ذا هندوquot; يقول quot;يوكيو هاتوياما...يختلف عن أي زعيم ياباني آخر تعاملت معه الهند في السنوات العشر المنصرمة.

وأضاف أن quot;رؤية هاتوياما لتجمع شرق آسيوي، ورغبته في العمل مع الصين، توفران فرصة للهند واليابان لبناء علاقاتهما الثنائية على أساس أمتن من الرمال المتحركة المتمثلة في توازن القوىquot;، في إشارة إلى إحدى وجهات النظر السائدة في نيودلهي، القائلة إن اليابان تمثل حماية للهند من صعود الصين.

ويقول محللون إن التجارة هي إحدى طرق تعزيز تلك الشراكة التي أكدتها روابط عسكرية أوثق في الفترة الأخيرة وتأييد اليابان للاتفاق النووي المدني المهم بين الهند والولايات المتحدة العام الماضي.

واليابان هي سادس أكبر مستثمر في الهند. ومن المستهدف أن يقفز التبادل التجاري بينهما، الذي بلغ أكثر من 12 مليار دولار في 2008-2009، إلى 20 مليار دولار العام المقبل.

وقد تركز محادثات هاتوياما في الهند أيضاً على سياسات التغير المناخي، وهو موضوع تقف فيه الدولتان على طرفي نقيض، وخاصة في ما يتعلق بتوسيع نطاق الدعم الياباني لمشروعات الطاقة المتجددة في الهند.

وقال مسؤولون في الهند إن المحادثات بين الجانبين ستشمل أيضاً عرض اليابان تدريب مقاتلين سابقين، تركوا صفوف حركة طالبان الأفغانية، في إطار حزمة مساعدات يابانية بقيمة خمسة مليارات دولار لأفغانستان. ولا تزال الهند تشعر بعدم ارتياح إزاء إشراك حركة طالبان في أي هيكل للسلطة في أفغانستان.