نهى احمد من سان خوسيه: الانذار المبكر لازمة الغذاء وصل صوته ايضا الى بلدان اميريكا الجنوبية ومنها المكسيك التي تعد من البلدان المعروفة بزراعة الحبوب على انواعها. وازمتها لا علاقة لها بالجفاف او عدم تساقط الامطار او قلة البذور . فمنذ توقيعها عام 2007 على معاهدة التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الاميركية وكندا لم ترفع المكسيك مساحات زراعتها ، وما يزرع من مواد غذائية للاستهلاك الداخلي لا يكفي من اجل اطعام شعبها وكميات كبيرة من الخضار والفاكهة تصدر بمئات الاطنان سنويا الى البلدين اكثر ما يباع في اسواقها. وهذا جعلها بلدا اكثر عرضة لضغط القوى السياسية الداخلية المعارضة والاكثر تعرض لهزات الشعبية والمظاهرات التي تنظمها النقابات العمالية.
ومن اجل معالجة الوضع قررت الحكومة المكسيكية شراء من الولايات المتحدة لوحدها سنويا ما قيمته عشرة مليارات دولار من المواد الغذائية يمكن للمزارعين المكسيكيين انتاجها بانفسهم بكل سهول لو اتيحت لهم الفرص لذلك. الا ان الحكومة الاميريكية تعيق ذلك لكي تواصل ربط الاستهلاك الداخلي في المكسيك باسواقها. وهذا يعني ان الاكلة الشعبية تورتياس مازالت مكسيكية فقط لانها ما زالت تأكل من المكسيكيين ، اذ ان المواد التي تصنع منها مستورة من الولايات المتحدة. فالذرة التي تصنع منها تشتريها المكسيك من المزارعين الاميريكيين بسعر اقل من سعرها في المكسيك نفسها لان هذا النوع من المواد الغذائية يتمتع بدعم حكومة واشنطن ومعالج جينيا. ولقد دفعت سياسية الحكومة المكسيكية الى ترك الفلاحيين في المناطق الشمالية اراضيهم النزوح الى الداخل او الى الولايات المتحدة الاميريكية بعد تدمير زراعتهم من الذرة وغيرها. وكانت معاهدة التجارة الحرة مع جارتها الغنية قد وعدتهم بالرخاء وترويج مزروعاتهم الا ان العكس قد ثبت.
لكن توجد مناطق مكسيكية يمكنها الدفاع عن منتجاتها الزراعية الا انها لا تتعدى اصابع اليد، وهي في نفس الوقت غنية بموارد طبيعية اخرى. ومن اجل مواجهة الوضع الصعب تحضر نقابات الفلاحين لسلسلة من المظاهرات مثل تلك التي خرجت الشهر الماضي في العاصمة مكسيكو ، اذ ان سعر الذرة التي تصنع منه الاكل الشعبية تورتياس ارتفع حوالي 35 في المائة وطالبت الحكومة بمراقبة اسعار المواد الغذائية الاساسية والغاء معاهدة التجارة الحرة مع كندا والولايات المتحدة. ويستورد البلدان من المكسيك ايضا الذرة من اجل رفع انتاجهما من الوقود العضوي مثل الايتانول، الا ان الاحتجاجات لم تؤثر على خط الرئيس فيبليبه كالديرون.
- آخر تحديث :
التعليقات