بكين: قال محللون إن الصين أضفت طابعاً قومياً على قانونها لمنع الاحتكار، عبر تعطيلها صفقة لشراء شركة محلية مهمة (لعصير الفاكهة) من قبل مجموعة كوكا كولا الأميركية العملاقة.

ورأت وزارة التجارة الصينية أن عرض الشراء الذي تبلغ قيمته 2.4 مليار دولار، وقدمته كوكا كولا إلى شركة quot;تشاينا هويوان جوسquot;، سيضر بالمنافسة السليمة، ومنعت إتمام العملية التي كانت ستشكل أكبر صفقة شراء لشركة صينية من قبل مجموعة أجنبية.
وعلّق المستشار في مكتب المحاماة الأميركي وليام زينغ إن quot;شيبارد مولن ريشتر اند هامبتن ال ال بيquot; في شنغهاي quot;قد صدمتquot;.

ووصف المحامي quot;رفض الموافقة على استثمار بهذا الحجم من كوكا كولا بأمر يثير الدهشةquot;.
وتقول الشركة الصينية إنها تسيطر على 40 % من السوق الصينية لعصير الفاكهة الصافي. من جهته، يؤكد معهد quot;يويومونيتورquot; أن كوكا كولا تشاينا كانت تهيمن على السوق في قطاع المشروبات غير الكحولية في 2007. وعند إطلاق العرض في سبتمبر الماضي، كانت المجموعتان تسيطران على 37% من السوق الصينية، حسبما ذكرت quot;ميريل لينشquot;.

وعبّرت الشركة الصينية في بيان عن أسفها لأن الصفقة quot;كان يمكن أن تسمح بتطوير هذه الصناعةquot;.
ونفت الحكومة الصينية اليوم الخميس quot;أي حمائية تجاريةquot; في قرارها، مؤكدة أنها ما زالت منفتحة على الاستثمار الأجنبي. وأكد ناطق باسم وزارة الخارجية أن quot;رفض شراء هويوان من قبل كوكا كولا كان حكماً موضوعياً، يستند إلى قانون مكافحة الاحتكارquot;.

وقالت نينا جو لشركة دراسات السوق quot;فروست وساليفانquot; في شنغهاي quot;في المستقبل، لن يكون الاستحواذ على شركات صينية أسهل مما كان من قبلquot;.

لكن بالنسبة إلى افتتاحيات الصحف الأجنبية، تفتح الضربة التي وجهت إلى كوكا كولا فصلاً جديداً في السياسة الصينية الهادفة إلى الاصلاح والانفتاح منذ ثلاثين عاماً.
فكتبت صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; في آسيا أن quot;القرار يوجه رسالة مخيفة إلى المستثمرين الأجانب. وبدأت السلطات الصينية تبتعد عن الليبرالية الاقتصادية التي اطلقت الحراك الاقتصاديquot; في البلاد.
وفي الصين، لم تعبر الصحف ومواقع الانترنت عن الموقف نفسه، إذ أشادت بحزم وزارة التجارة في مواجهة نهم كوكا كولا.