في مقابلة غير منقوصة مع مجلة quot;دير شبيغيلquot; الألمانية
فايمان: النمسا تسعى بإيجابية لمواجهة الأزمة الإقتصادية
أشرف أبوجلالة من القاهرة: في حوار مطول وصريح مع مجلة quot;دير شبيغيلquot; الألمانية بعددها الصادر اليوم الثلاثاء، تطرق المستشار النمساوى فيرنر فايمان، 48 عامًا، إلى مناقشة مدى تأثير الأزمة الاقتصادية التي تعصف بكافة دول العالم على بلاده، حيث يتعرض قطاعها المالي للقروض المحفوفة المخاطر داخل أوروبا الشرقية.
وأكد في مستهل حديثه أن وسائل الإعلام الأجنبية كانت غير منصفة مشيرًا إلى أن الحقائق المتجمدة ترسم quot;صورة إيجابية للغايةquot; في مثل هذه الظروف الاقتصادية بالغة الصعوبة. ونعرض في التقرير التالي ملخصًا لأهم النقاط التي ركزت عليها المجلة في حوارها مع فايمان:
شبيغيل: في وجهة نظرك سيادة المستشار، أين يكمن الخطأ في هذه الأزمة التي تمر بها بلادكم خلال هذه الأثناء، وبسببها تبدو أنت غير قادر على إدخال البهجة والارتياح في نفوس المواطنين؟
فايمان: من الضروري أن نقوم في تلك الأزمة بتعبئة قوانا من خلال التعاون بعيدًا عن تمييز أنفسنا على حساب الآخرين. وبالتأكيد علينا أن نعرف إلى أين نحن ماضون ndash; مع الاهتمام بتحقيق الأمن الاجتماعي والعدالة، والقيام كذلك بمواجهة البطالة من خلال تدريب الخريجين أو الإقدام على تنفيذ خطط التحفيز الاقتصادية. وفي مثل هذه الظروف، يكون العمل الجماعي أفضل دائمًا من المواجهة، الأمر الذي سبق لي وأن عايشته في الحكومة السابقة.
شبيغيل: أرجع سابقك، ألفريد غوسينبور، نتيجة فشله للفرضية الجدلية التي تقولإن الائتلافات الكبرى تحتاج إلى مشاريع ضخمة كي تنجح. هل هذا يعني أن الأزمة الاقتصادية أتت في الوقت المناسب بالنسبة لك؟
فايمان: لدينا عدد كبير من المشاريع الكبيرة من دون الأزمة الاقتصادية. وتتضمن هذه المشاريع مثلاً على توطيد شبكة الأمان الاجتماعي وإعادة بناء نظام الرعاية الصحية، لذا يمكن للجميع أن يتلقي المعاملة. كما يكتسب الإئتلاف الكبير أهمية أيضًا لتحقيق هذه الأهداف. لكن الأزمة الاقتصادية تهيمن على باقي الموضوعات.
شبيغيل: لقد فقدت النمسا تصنيفها كمقترض من الدرجة الأولي، تعليقك؟
فايمان: إذا قارنا نفسنا بجارتنا، ألمانيا، كما يحلو لنا أن نفعل، سنجد أن فرصنا ما زالت أفضل على الرغم من كل الخسائر. كما أننا في وضعية أفضل عندما نتطرق إلى قضية البطالة.
شبيغيل: البطالة... التي ارتفعت على الرغم من ذلك بنسبة 24 % في بلادكم خلال شهر شباط/فبراير الماضي مقارنة ً بالنسبة نفسها التي شهدها الشهر نفسه من العام الماضي؟
فايمان: بغض النظر عن ذلك، نحن ما زلنا في ثاني أفضل مرتبة بالقارة الأوروبية، حيث كانت المعدلات أقل من 4 % العام الماضي، ما يعني أننا في حالة عمالة كاملة من الناحية التطبيقية.
شبيغيل: نظرا للدور الذي لعبته الأزمة الاقتصادية في تعكير الصورة وقيمة الديون المعدومة للبنوك النمساوية في أوروبا الشرقية، بقيمة تقل بقليل عن 300 مليار يورو (396 مليار دولار) وهو ما يكاد يعادل الناتج المحلي الإجمالي، ما تعليقكم على ذلك؟
فايمان: هذه مبالغة. فتلك القيمة تقترب من 200 مليار يورو (264 مليار دولار) ونحو 70 % من الناتج المحلي الإجمالي.
شبيغيل: سبق لكريستوف ليتل، رئيس الغرفة التجارية النمساوية، أن قال إن الألمان لا يجب أن quot;يفتحوا أفواهم من فرط السعادة التي تغمرهم لما يحدث في النمساquot; ndash; ما رأيك في ذلك؟
فايمان: على الشخص الذي يستعين بالاستعارات العسكرية أن يدهش عندما يتلقى الرد الملائم. وقد ناقشت الأمر من جانبي مع وزير الخارجية الألماني شتاينماير، وقد أخذت انطباع بأنه غير مهتم هو الآخر بنشوب حرب للتراشق اللفظي بين النمسا وألمانيا عن طريق استخدام اللغة العسكرية.