إيلاف من الرياض: حذر عقاريون من انتشار ظاهرة عدم المصداقية في العروض العقارية الدائرة حالياً في السوق ومدى خطورتها بشكل سلبي على تضرر القطاع العقاري ككل، وهجرة كثير من المستثمرين عن التوجه للعقار بسبب ما يواجهونه من عروض وهمية وغير صحيحة. ولفت العقاريون إلى أن هناك عروضا عقارية يتم الإعلان عنها في بعض وسائل الإعلام بأسعار منخفضة على أساس وجودها في مناطق مشاريع، فيما يتضح لاحقاً وجودها في أماكن بعيدة وخارج المناطق المعلن عنها.
وطالب العقاريون أنفسهم بوجوب وجود عقد ملزم بين البائع والمشتري، أو استصدار بطاقة خاصة لكل قطعة أرض تصدق من الأمانات أو اللجان العقارية في الغرفة التجارية الصناعية تضمن التزام جميع الأطراف بالعروض المقدمة لهم من قبل المكاتب أو الوسطاء العقاريين. وقال الخبراء العقاريون إن الفرصة ما زالت سانحة أمام المستثمرين ومن لديهم سيولة نقدية للشراء في القطاع العقاري، معتبرين الوقت مناسباً لدخول هذا القطاع الذي من المنتظر أن يزدهر في غضون الأشهر الستة المقبلة.
وأوضح لـ quot;الاقتصاديةquot; إبراهيم الحناكي المستثمر العقاري أن الحركة العقارية بدأت تنشط في الفترة الأخيرة في مدينة جدة، وأضاف quot;يمكننا ملاحظة عودة النشاط العقاري في جنوب وشرق المدينة أكثر من شمالها، أما بخصوص زيادة الأسعار فهي لا تكاد تذكر حيث راوحت ما بين 3 إلى 4 في المائة فقطquot;. وعدّ الحناكي الفرصة ما زالت ملائمة للاستثمار في العقار في الفترة الحالية، داعياً من تتوافر لديهم سيولة عدم تفويتها واقتناص الفرص المتاحة وانخفاض الأسعار، مبينا أن المصداقية نادرة اليوم في السوق العقاري وتزايد العروض الخاطئة والوهمية، مدللاً على ذلك بعرض أحد الوسطاء مجموعة من الأراضي عليه تعود ملكيتها في الأصل إلى الحناكي نفسه، وأردف quot;لطالما اقترحنا إصدار بطاقات خاصة بكل أرض تكون مصدقة من الأمانة أو اللجنة العقارية في الغرفة التجارية تثبت صدق العروض وتطمئن المستثمرين، لكن للأسف حتى الآن نعاني غياب المصداقيةquot;.
إلى ذلك، حمل شهوين الشهوين رئيس مكتب الشهوين العقاري بقسوة على بعض العقاريين ممن يضللون المستثمرين العقاريين عبر بعض الإعلانات في وسائل الإعلام تتحدث عن أراض عقارية بأسعار منخفضة في منطقة شمال جدة، بينما توجد هذه الأراضي في مناطق بعيدة جداً، وقال quot;يجب ألا يغرر بالناس عبر هذه الإعلانات quot;المضللةquot; مشيراً إلى أن عدم المصداقية سبب كثيرا من المشكلات في الفترة الأخيرةquot;.
ووافق الشهوين على كلام إبراهيم الحناكي حول انتشار عروض عقارية غير صحيحة مما أضر بالمتعاملين في السوق، واستطرد quot;في الأصل السوق العقاري لا يعاني ركودا لكن عدم مصداقية العروض العقارية جعل كثيرا من الناس يعزفون عن الشراء بعد أن تعرضوا لكثير من المشكلات، فعندما تأتي لكتابة العدل لتصديق العقود تجد البعض يفسخ البيعquot;.
ورأى الشهوين وجوب إلزام مختلف أطراف البيع والشراء بعقود رسمية حتى تختفي هذه الظاهرة ولا يتضرر منها مزيد من الناس في المستقبل، وعن أسعار العقار أفاد شهوين الشهوين وجود ارتفاع قد يصل في بعض الأحيان إلى 10 في المائة في الآونة الأخيرة، مرجعاً سبب ذلك إلى زوال الخوف النفسي لدى المستثمرين الذي ولدته الأزمة المالية العالمية.
التعليقات