واشنطن: أفادت تقارير صحافية بأن شركة ماجنا إنترناشيونال الكندية-الأسترالية لصناعة قطع غيار السيارات قد quot;توصلت إلى اتفاقquot; من حيث المبدأ لإنقاذ الفرع الأوروبي لجنرال موتورز الأميركية المالكة لكل من شركتي أوبل وفوكسول. وأضافت التقارير أنه تم التوصل إلى الاتفاق بين ماجنا إنترناشيونال وجنرال موتورز، إلاَّ أن الصفقة ما زالت بحاجة إلى موافقة الحكومة الألمانية عليها قبل إقرارها بشكل نهائي، لأن ألمانيا هي الجهة التي ستقدم التمويل إلى المالك الجديد لفرع الشركة في أوروبا.

وقد جاء الإعلان عن هذه الخطوة بعدما كانت شركة فيات الإيطالية لصناعة السيارات قد أعلنت أنها قد قررت عدم حضور اجتماع اليوم الجمعة في برلين لاختيار الجهة المفضلة من بين المتقدمين بعروض لشراء الفرع الأوروبي لجنرال موتورز.
وكانت فيات قد قالت في إعلانها إنها ما زالت ترغب بشراء الفرع الأوروبي لشركة جنرال موتورز، وإن وصفت الحكومة الألمانية بأنها quot;غير منطقيةquot; في طلبها تمويلاً إضافياً منها (أي من فيات).

هذا ومن المقرر أن يُعقد اجتماع آخر في برلين اليوم الجمعة تحضره المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والوزراء والمسؤولون المعنيون من المقاطعات الألمانية التي تستضيف منشآت تابعة لجنرال موتورز على أراضيها، وذلك لمناقشة ما إذا كانت ألمانيا ستقر الصفقة أم لا. ولن يحضر ممثلون لماجنا إنترناشيونال ولجنرال موتورز الاجتماع، وذلك على الرغم من أن الدعوة ستوجه إلى الشركتين لاحقاً للمشاركة في اللقاء.

يُذكر أن وسائل الإعلام الألمانية كانت قد تحدثت عن اقتراحات مفادها أنه قد يكون من الأرخص ربما للحكومة الألمانية أن تدع الفرع الأوروبي لجنرال موتورز يعلن عن إفلاسه بدل أن تسمح ببيعه لجهة جديدة. وكانت الحكومة الألمانية قد عبَّرت عن أملها بالتوصل قريباً إلى قرار نهائي بشأن الجهة التي سيرسو عليها الاختيار لشراء فرع جنرال موتورز، لكنها قالت إنه يتعين عليها الانتظار للحصول على المزيد من المعلومات من الولايات المتحدة بعدما كانت جنرال موتورز قد طلبت أموالاً إضافية لتمويل عملياتها.

وانتقدت برلين كلاً من وزارة الخزانة الأميركية وجنرال موتورز بعدما أخبراها في اللحظة الأخيرة بأن الفرع الأوروبي للشركة سيحتاج مبلغ 415 مليون دولار أميركي إضافي كتمويل على المدى القريب. في غضون ذلك، يجتمع وزراء الصناعة في دول الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة في بروكسل لمناقشة مستقبل الفرع الأوروبي لشركة جنرال موتورز. وقد تمت الدعوة إلى الاجتماع بعدما قالت بعض دول الاتحاد الأوروبي التي يوجد فيها منشآت تابعة لجنرال موتورز إن ألمانيا تحظى بنصيب أكبر مما ينبغي من عملية صنع القرار المتعلق بتحديد مستقبل الفرع الأوروبي للشركة.

إلا أن وزير الاقتصاد الألماني، كاري-تيودور زو جوتينبيرج، رفض الآراء القائلة إنه يضع الإبقاء على الوظائف الألمانية في أعلى سلم أولوياته عندما يتعلق الأمر بنقاش قضية مستقبل الفرع الأوروبي لشركة جنرال موتورز، قائلا: quot;إن المصالح الأوروبية بمفهومها الأوسع تقع في صلب اهتماماتناquot;.

يُشار إلى أن نصف الموظفين الـ 50 ألف في الفرع الأوروبي لجنرال موتورز يعملون في ألمانيا، بينما يعمل 5.500 آخرون من موظفي الشركة في بريطانيا، حيث يقع مقر شركة فوكسول.

أما الشركة الأم، ومقرها مدينة ديترويت في الولايات المتحدة، فقد اقتربت خطوة آُخرى من إشهارها إفلاسها وطلب الحماية من قبل وزارة الخزانة الأميركية، إذ يجتمع مجلس إدارة الشركة في وقت لاحق اليوم بغرض إعداد ملف إفلاس الشركة. ومن المتوقع أن تشهر الشركة إفلاسها في نيويورك يوم الاثنين المقبل، الأمر الذي سينجم، فيما لو حدث فعلا، عن أضخم عملية إفلاس لشركة أميركية حتى الآن. وقد حددت الحكومة الأميركية موعداً نهائياً لجنرال موتورز، هو الأول من يونيو المقبل، لكي تعيد هيكلة نفسها، أو تعلن عن إفلاسها بشكل رسمي. يُشار إلى أن رفض المساهمين في جنرال موتورز لخطط الشركة المستقبلية قد جعل من أمر إعلان إفلاسها الخيار الأكثر احتمالاً.

وعزا المسؤولون سبب فشل محادثات أوبل إلى الكشف عن حاجة الشركة إلى 415 مليون دولار بشكل عاجل. وكانت المحادثات التي تواصلت طوال ليل الأربعاء في برلين بشأن تحديد مستقبل شركتي أوبل وفوكسول قد انهارت دون التوصل إلى نتيجة، وذلك بعد تحديد الحكومة الألمانية الشروط التي ينبغي توافرها في الجهة التي يمكنها أن تشتري الفرع الأوروبي لشركة جنرال موتورز.

كما كانت شركة الاستثمار الأميركية quot;ريبلوود القابضةquot; قد انسحبت قبل ذلك، وتركت السباق على شراء فرع جنرال موتورز لكل من ماجنا إنترناشيونال وفيات، قبل انسحاب الأخيرة.