علي خلفية الأزمة العالمية

تراجع دخل تشيكيا من السياحة

الياس توما من براغ: انعكست الأزمة الاقتصادية العالمية على مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية في تشيكيا بأشكال مختلفة بما فيها قطاع السياحة الذي كان يؤمن دخلا سنويا عاليا للبلاد بالنظر لكون براغ ومعها العديد من المدن الأخرى كانت مقصد ملايين السياح من مختلف دول العالم .وتشير المعطيات الجديدة لمكتب الإحصاء التشيكي إلى أن عدد السياح الذين وصلوا البلاد في الربع الأول من هذا العام كان اقل من نفس الفترة من العام الماضي بمقدار 17 بالمئة أما عدد الليالي التي قضوها في فنادق البلاد فقد تراجعت بنسبة 19 بالمئة. ويعتقد مدير شركة ماغ للاستشارات يارومير بيرانيك بان هذا التراجع استمر أيضا في شهري نيسان ابريل وأيار مايو من هذا العام .

وتوقع أن يصرف الأجانب في تشيكيا هذا العام مبالغ تقل عن العام الماضي بنسبة الخمس مشيرا إلى أن دخل البلاد من العملات الصعبة العام الماضي بلغ نحو 131 مليار كورون أي نحو 6,894 مليار دولار .وقد تراجع عدد الأجانب الذين يزورون البلاد من تسعة دول من اصل عشرة كانوا الأكثر ترددا أما الانخفاض الأكبر فقد سجل لدى السياح من هولندا وأسبانيا في حين ارتفع العدد من بولندا المجاورة .وقد ظهر تراجع عدد السياح بالشكل الأكبر على قطاع الفنادق ولاسيما الراقية منها ووفق تقديرات شركة ماغ للاستشارات فان استخدام الفنادق تراجع لأول مرة في البلاد تحت نسبة 40 بالمئة فيما كانت النسبة العام الماضي 42,2 بالمئة.

ويتوقع بيرانيك بان تستمر الأزمة في قطاع السياحة التي سجلت بداياتها في الربع الثاني من العام الماضي حتى نهاية عام 2010 وان تضطر بعد الفنادق ولاسيما من النوع الصغير والمتوسط إلى إغلاق أبوابها . وبالتوازي مع التراجع المسجل في عدد السياح الأجانب إلى تشيكيا سجلت مكاتب السياحة التشيكية أيضا تراجعا في مبيعاتها للرحلات السياحية إلى خارج البلاد بسبب اضطرار العائلات التشيكية إلى التوفير والى اختيارها أسلوب quot; Last minute quot; أي السفر برحلات اللحظات الأخيرة كونه أرخص . ويؤكد اتحاد المكاتب السياحية التشيكية أن التشيك اشتروا حتى الآن رحلات سياحية إلى الخارج بمقدار يقل بنسبة 15 بالمئة عن العام الماضي .

ويقول الناطق باسم الاتحاد يان بابيج أن الضغوط الاستثنائية في السوق عنيت انخفاضا في الأسعار الواقعية وبالتالي تراجع الدخل لدى اغلب مكاتب السياحة ولذلك فان يعض المكاتب مثل فيشير بدأت تعرض الآن أسعار quot; اللحظات الأخيرة quot; عن رحلات ستتم في شهر آب أغسطس نتيجة للتنافس العقيم القائم .ويعترف الناطق باسم مكتب فيشير للسياحة دانييل بلوفايكو أن عرض رحلات اللحظة الأخيرة قد جاء هذا العام مبكرا في العام الماضي مثلا كان يتم عرض هذا النوع من الرحلات قبل أسبوعين من موعدها فقط أما الآن فيتم ذلك قبل موعد بدء هذه الرحلات بعشرة أسابيع أما السبب في ذلك فهو أن أصحاب الفنادق في مراكز السياحة في الخارج يقومون بتقديم أسعار مرخصة لبعض المكاتب ووكالات السياحة بسبب تراجع المبيعات .ويؤكد مكتب السياحة الأكبر في البلاد quot; تشيدوك quot; أن الناس لم يعودوا يركزون على رحلات اللحظات الأخيرة فقط بل يختصرون إقامتهم في الخارج فبدلا من المشاركة في رحلات سياحية لمدة 11 و12 يوما كما كان الأمر العام الماضي يتم طلب رحلات لمدة 8 أيام ضغطا للنفقات .