الياس توما من براغ : حقق ميزان التبادل التجاري الخارجي لتشيكيا في شهر حزيران يونيو الماضي فائضا قدره 20,4 مليار كورون أي 1,133 مليار دولار الأمر الذي اعتبر ثاني أعلى فائض يتحقق منذ ظهور تشيكيا كدولة مستقلة في عام 1993 بعد الانقسام المخملي لتشيكوسلوفاكيا .وعلى الرغم من هذه النتيجة الايجابية والتي تشير إلى حدوث ارتفاع بمقدار 6,5 مليار كورون مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي إلا أن المحللين الاقتصاديين هنا ينبهون إلى أن ذلك لا يعني بعد بدء خروج الاقتصاد المحلي من الأوضاع الصعبة التي يتواجد فيها بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية مشيرين إلى أن من العوامل التي لعبت دورا ايجابيا في تحقيق هذه النتيجة هو تراجع أسعار المواد الأولية التي تستوردها تشيكيا ولاسيما النفط والغاز وتراجع الواردات بشكل عام .ويؤكد مكتب الإحصاء التشيكي أن الصادرات تراجعت بالأسعار العادية في حزيران بنسبة 15,1% فيما تراجعت الواردات بنسبة 19,3 وأن هذا التراجع في الصادرات والواردات هو التاسع على التوالي وقد أدى انخفاض سعر الكورون تجاه اليورو والدولار وفق المكتب إلى حدوث انخفاض اكبر في ميزان التبادل الخارجي محسوبا باليورو حيث بلغ الانخفاض في الصادرات 22,2 بالمئة فيما انخفضت الواردات بنسبة 26,1 بالمئة أما قيمة الصادرات محسوبة بالدولار فقد انخفضت بمقدار 29,9 بالمئة فيما تراجعت الواردات بنسبة 33,4 بالمئة .
وتشير معطيات المكتب إلى أن التبادل التجاري لتشيكيا مع دول الاتحاد الأوروبي انتهى في حزيران يونيو بفائض لصالح تشيكيا مقداره 41,8 مليار كورون أما التبادل مع الدول من خارج الاتحاد فقد انتهى بعجز قدره 21,3 مليار كورون .وقد ارتفع الفائض في ميزان التبادل التجاري لتشيكيا مع ألمانيا والنمسا وايطاليا وفرنسا في حين انخفض العجز في ميزان التبادل الخارجي لتشيكيا مع روسيا والصين واليابان أما التبادل مع بولندا المجاورة فقد تبدل في حزيران من فائض لصالح تشيكيا إلى عجز في ميزان التبادل معها .
ولم تشر المعطيات الحديدة لمكتب الإحصاء التشيكي عن حجم التبادل التجاري بين تشيكيا والدول العربية ف شهر حزيران يونيو إلا أن وزير الصناعة والتجارة التشيكي فلاديمير توشوفسكي كان قد ذكر في حديث quot; لإيـــلاف quot; قبل عدة أيام بان المعطيات الحديثة لوزارته عن الخمسة اشهر الأولى من هذا العام تشير إلى حدوث انخفاض في الصادرات التشيكية إلى الدول العربية بمقدار 19,2 بالمئة مقابل تراجع الواردات منها بمقدار 9,2 بالمئة ولذلك يتم التقدير بان حجم التبادل التجاري بين تشيكيا والدول العربية في شهر حزيران الماضي لم يشهد تحسنا بسبب التداعيات المستمرة للازمة الاقتصادية العالمية على تشيكيا وعلى الدول العربية على حد سواء .وكان حجم التبادل التجاري بين الطرفين قد ارتفع في العام الماضي وفق معطيات وزارة الصناعة والتجارة التشيكية بمقدار 11,2 بالمئة بعد أن وصلت قيمة التبادل إلى 2644,4 مليار دولار .
التعليقات