لندن: واصل الدولار وأسواق الأسهم حركتهما البطيئة المتثاقلة في اتجاهين مختلفين هذا الأسبوع؛ حيث انخفض الدولار بنسبة 1% فيما ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز بنسبة 2.5%، ومن ثم استمرا في مد يد الدعم لأسعار السلع.
وفي استشرافنا للربع الرابع من العام الجاري 2009، كان علينا التحوط في هذه التوقعات حيث إن المستويات الحالية بالغة الأهمية. فحدوث تحرك متواصل يتجاوز 1032.70 دولار لأوقية الذهب في معاملات التسليم الفوري قد يشير إلى إمكانية أن يتراوح سعر الأوقية بين 950 و1300 دولار خلال العام المقبل، في حين أن حدوث هبوط يعقبه تراجع في الأسعار إلى ما دون 970 دولار للأوقية قد يؤدي إلى عملية تسييل طويلة الأجل تعود بالأسعار إلى مستوى 900 دولار للأوقية.
ومن الناحية الفنية، فإننا نحافظ على مراكزنا الطويلة فوق 990 دولار للأوقية، مع ضرورة الانتباه لحدوث انخفاض في الأسعار دون مستوى 970 دولار للأوقية. ونتوقع ثبات المقاومة عند مستوى 1032.70 دولار أللأوقية، على أن نسعى لجني الأرباح قبل بلوغ هذا الرقم وعندئذ لن نعاود الدخول إلا عند حدوث ارتفاع متواصل.
وقد استغل البعض الخوف من التضخم كعامل وراء الانتعاش الذي رأيناه مؤخرا، ولكن هذا لا يمنع إمعان النظر في معدلات التضخم الأميركية المتوقعة في غضون خمس سنوات حيث أظهرت انخفاضا على مدار الشهر الماضي من 3.31 في المائة إلى 2.92 في المائة. وفي الختام نوصي بمواصلة مراقبة الدولار عن كثب؛ حيث أنه أهم محرك في السوق كما أوضحنا آنفا.
ويواصل النفط الخام المراوحة في المكان ويسود الشعور بالرضا لدى معظم اللاعبين في السوق، إزاء التعامل فيه ضمن النطاق الحالي بين 68 و75 دولارا أمريكيا للبرميل. ولم يقدم الأسبوع المنصرم أية مؤشرات جديدة حول التحرك التالي، حيث واصل الذهب الأسود - مثله مثل شقيقه الذهب الأصفر - اقتفاء خطى الدولار الأمريكي كما يتبين لنا من خلال تحرّك الاثنين انخفاضا على مدى الأيام الخمسة الأخيرة.
ويستمر الفائض في الإمدادات كمثار قلق على المدى القصير حيث تزيد الإمدادات الأمريكية من النفط الخام بنسبة 14 في المائة عنها في العام الماضي، كما أن مخزونات مشتقات التقطير تقترب من أعلى مستوى لها منذ 27 سنة.
كما سبق أن ذكرنا فإننا نؤكد على تفضيلنا لمقاربة التعامل ضمن النطاق، حيث مقاومة النفط الخام تسليم شهر أكتوبر عند مستوى 73.15 دولارا أمريكيا للبرميل يعقبه مستوى 75 دولارا أمريكيا للبرميل. في هذه الأثناء، يمكن الحصول على الدعم عند مستوى 69.40 دولارا أمريكيا للبرميل يعقبه مستوى 68 دولارا أمريكيا للبرميل. وسوف ينتهي الأسبوع القادم عقد المعاملات الآجلة تسليم شهر أكتوبر، وعند حلول يوم الثلاثاء سيكون نوفمبر شهر التسليم التالي.
تحظى سوق الشحن الدولية بكثير من الاهتمام باعتبارها مؤشرا عالميا جيدا على الازدهار التجاري والاقتصادي. ولسوء الحظ أن هذا القطاع كثيرا ما ينظر إليه من خلال تقلبات مؤشر البلطيق الجاف (BDI) الذي يواصل اجتذاب كثير من الاهتمام بسبب التحركات السعرية المتطرفة التي رأيناها على مدار العام الماضي حيث انهار بنسبة 94 في المائة إلا إنه قد تعافى بقوة في وقت سابق هذا العام، والآن نراه ينخفض من جديد.
هذا هو تعليقنا الأسبوعي على هذا القطاع. بوجه عام، تواصل سوق الشحن ظهورها بمظهر التراجع، ولكن مع بوادر ارتفاع هامة بدأت تلوح في سوق ناقلات المنتجات النفطية الشرقية النظيفة.
وفي سوق الناقلات، تستمر أسعار ناقلات النفط الكبيرة جدا (VLCC) عند مستواها المنخفض، وبالكاد يصل مُلاكها إلى نقطة التعادل في ظل أسعار المعاملات الفورية السائدة حاليا.
التعليقات