واشنطن: أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) أسعار الفائدة قريبة من الصفر يوم الاربعاء وتعهد بالحفاظ عليها عند ذلك المستوى لبعض الوقت لتعزيز الانتعاش الاقتصادي الذي تعوقه بطالة مرتفعة.

وعكس بيان المجلس بشأن سياسته نبرة أكثر تفاؤلا بعض الشيء مقارنة مع الاجتماع السابق في ديسمبر كانون الاول رغم أنه حذف اشارة الى تحسن سوق المساكن.

وقال المجلس quot;تشير المعلومات التي وردت منذ اجتمعت لجنة السوق المفتوحة الاتحادية في ديسمبر الى استمرار تعزيز النشاط الاقتصادي والى أن التدهور في سوق العمل ينحسر.quot;

وكان المجلس قال في بيانه في ديسمبر ان النشاط الاقتصادي quot;واصل التعافيquot;.

واتخذ المجلس قرار ابقاء أسعار الفائدة دون تغيير بأغلبية تسعة الى واحد بعدما رفضه توماس هوينج رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في كانساس سيتي لانه كان يريد أن يحذف البنك المركزي عبارة تتعهد بابقاء اسعار الفائدة منخفضة بشكل استثنائي لفترة طويلة.

واستأنف الاقتصاد الامريكي النمو في الربع الثالث ويعتقد أغلب الخبراء أنه نما بوتيرة أسرع في الشهور الثلاثة الاخيرة من 2009.

الا أنه في ظل معدل بطالة يبلغ عشرة في المئة فمن المرجح أن يظل انفاق المستهلكين ضعيفا. كما ظهرت علامات مثيرة للقلق على عودة الضعف الى سوق المساكن التي كانت سببا رئيسيا للركود الذي بدأ في ديسمبر كانون الاول 2007.

وأظهرت احصاءات نشرت في وقت سابق يوم الاربعاء أن مبيعات المساكن الجديدة تراجعت بشكل مفاجيء في ديسمبر.

جاء ذلك عقب تقرير اخر نشر في وقت سابق من الاسبوع أظهر انخفاضا حادا في مبيعات المساكن القائمة.

وفي بيانه يوم الاربعاء أسقط مجلس الاحتياطي اشارة وردت في بيان الشهر الماضي قالت ان قطاع المساكن quot;أظهر بعض المؤشرات على التحسن خلال الشهور الاخيرةquot;.

وفي محاولة للتغلب على أسوأ أزمة مالية في عقود لم يكتف البنك المركزي الامريكي بخفض الفائدة وانما اتخذ أيضا سلسلة اجراءات طارئة لدعم أسواق الائتمان المتداعية.

ومن بين تلك الاجراءات شراء ديون مرتبطة بقطاع المساكن تبلغ قيمتها نحو 1.43 تريليون دولار بهدف مساعدة سوق الرهن العقاري على التعافي من أسوأ تباطؤ تشهده في التاريخ الحديث.

وأكد المجلس عزمه على السماح باتمام البرنامج في الموعد المقرر بنهاية مارس اذار لكنه أضاف أنه quot;مستعد لتعديل تلك الخطط اذا لزم الامر لدعم الاستقرار المالي والنمو الاقتصاديquot;.

وجاء القرار وسط عاصفة في واشنطن بشأن ترشيح بن برنانكي لفترة ثانية رئيسا للمجلس.

وكان من المتوقع في وقت سابق أن يقر مجلس الشيوخ ترشيح برنانكي بسهوله الا أن تأكيد الترشيح واجه معارضة قوية الاسبوع الماضي مما دفع وول ستريت -التي تدعم برنانكي بقوة - للهبوط بشكل حاد يوم الجمعة.