المنامة:يعتزم مستثمرون من البحرين والمملكة العربية السعودية بناء مجمع فندقي في البحرين بكلفة تبلغ 200 مليون يورو (نحو 250 مليون دولار) في توجه يهدف إلى تقوية مركز هذه المملكة الصغيرة كملجأ سياحي مقبول في منطقة الخليج التي يقطنها نحو 30 مليون نسمة، ثلثهم من الأجانب.وقد أوكل المستثمرون الشركة الصربية quot;ملتيكون ( Multicon) الهندسةquot; لترتبت العقد الذي يتضمن تصميم المشروع والإشراف على الأعمال التجارية الكبيرة في المشروع الضخم الذي سيقام على مساحة تبلغ 70 ألف مترا مربعا، ويتكون من برجين الأول 60 طابقا، والذي سيكون الأعلى في العاصمة المنامة، في حين يتكون البرج الثاني من 52 طابقا.

وتبلغ القيمة الإجمالية نحو 200 مليون يورو للمرحلة الأولى من المشروع الضخم الذي يشتمل على استثمارات في البنية التحتية والمباني العالية تقارب المليار يورو (نحو 1,3 مليار دولار) يخطط المستثمرون من البلدين استثمارها في البحرين، وفقا لوكالة تانيوج، ولكنها لم تذكر عدد أو أسماء المستثمرين أو الشركة التي تمثلهم.وقد وقعت الشركة الصربية مولتيكون اتفاقية مع شركة أسيدكو (Asedco) ومقرها الظهران شرق المملكة العربية السعودية، والمملوكة إلى المستثمر علي صالح، في يناير/ كانون الأول العام الجاري للقيام بأعمال مشتركة في عرض التصاميم وأعمال التشييد، بهدف تعزيز أعمالها التجارية في أسواق السعودية والبحرين، كما ذكرت الوكالة اليوغسلافية.

وأضافت إن المشروع المشترك بين الشركتين الصربية والسعودية يشمل مشاركة أكثر من 250 من الخبراء المؤهلين تأهيلا رفيع المستوى في التصميم والتشييد لمواجهة أي تحديات قد تواجهها الشركة. وهذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها شركة صربية رسميا عن حصولها على عقد في البحرين، وتناقلته بعض الوكالات الغربية.والمشروع هو الأخير في سلسلة من المشروعات السياحية التي اعتزم المستثمرون إقامتها في البحرين في الآونة الأخيرة. لكن الأزمة المالية العالمية التي ضربت دول العالم في العام 2008 أدت إلى تأخير العديد من المشروعات أو إلغائها نتيجة لعدم توفر الأموال اللازمة بعد إحجام المصارف والمؤسسات المالية عن تقديم تمويلات للمستثمرين.

ويقول محللون إن انفتاح البحرين إثر الإجراءات غير المسبوقة التي اتخذها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي جاء إلى سدة الحكم في العام 1999 والخدمات التي تقدمها الفنادق بالإضافة إلى الأجواء المريحة التي تتمتع بها المملكة تغري السياح من الدول المجاورة لقضاء أوقاتهم في المنامة.وتحتضن البحرين الآن أكثر من 100 فندقا وشقة سكنية، وقال مسئولون إن المملكة تعتزم بناء نحو 20 فندقا خلال الخمس سنوات التي تنتهي في العام 2015.

وقد كشف رئيس مجلس إدارة ldquo;مجموعة شركات محمد جوادrdquo; البحرينية محمد جواد تراجع أسعار العقارات بنحو 25 في المئة في البحرين في الآونة الأخيرة، ما قد يوفر فرصة ثمينة للمستثمرين الذي يبحثون عن فرص استثمارية في مجال العقارات.وأرجع سبب ذلك إلى التراجع الذي أصاب قطاع العقار من النصف الثاني في العام 2008 عندما بدأت الأزمة المالية العالمية في سبتمبر / أيلول في الولايات المتحدة الأميركية قبل أن تتوسع لتشمل جميل دول العالم. وأدت الأزمة إلى خسائر كبيرة بين المؤسسات والشركات تقدر بمليارات الدولارات.

كما رأى تقرير صدر عن دول الخليج أن التباطؤ الاقتصادي العالمي والأزمة في الأسواق المالية وأثرها على الأصول العقارية والتمويل ربما كانت في بعض جوانبها quot;نعمة مقنعةquot; للمستثمرين الذين يرغبون في اقتناص الفرص الناتجة عن آثار الأزمة المالية العالمية، في وقت بدأت فيه المؤسسات الاستثمارية في الشرق الأوسط العودة ثانية إلى السوق الأميركية.وقد أجمع محللون اقتصاديون عن أن الانتعاش الاقتصادي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا يمكن أن يبدأ في وقت لاحق من العام 2010، على الرغم من أن التوصل إلى حل مستدام للأزمة المالية العالمية لا يزال بعيد المنال