رغم الفتور في التفاعل مع قرب انطلاق منافسات كأس العالم، التي ستدور أطوارها في جنوب إفريقيا، بسبب حرمان المغاربة من متابعة المونديال على شاشات التلفزيونات الوطنية، إلا أن مجموعة من المواطنين بدؤوا الاستعدادات للدخول في أجواء هذا العرس العالمي.
الدار البيضاء: بالرغم من أن مشاهدة المونديال تحول إلى حلم quot;مشفرquot; في المملكة، إلا أن المغاربة، الذين يعدون من بين الشعوب الشغوفة بكرة القدم، انخرطوا يف أجواء هذه المنافسات العالمية، من خلال اقتناء قمصان المنتخبات العالمية، التي سيشجعونها.ففي إحدى محلات بيع الألبسة الرياضية في وسط العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، تسجل حركة غير عادية، قبل المونديال، إذ يقبل المواطنين على اقتناء قمصان المنتخبات المفضلة بالنسبة إليهم.
يقول سعيد طريبي، بائع في محل لبيع الألبسة الرياضية في المعاريف، quot;قمصان المنتخبات الفرنسية، والإسبانية، والبرازيلية، الأكثر مبيعاquot;، مشيرا إلى أن quot;أغلب الشباب يشترون قمصان نجومهم المفضلين، في نقدمتهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وصانع الألعاب الإسباني، كسافي ألونسو، إلى جانب مختلف نجوم منتخب السامبا، والنجمين الفرنسيين ريبيري، وتيري هنريquot;.
وأوضح سعيد، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;غياب المنتخب الوطني أثر على مبيعات قمصان لاعبيه، ليعوض هذا الفراغ النجوم العالميين، الذين تألقوا في الموسم الماضيquot;، متوقعا أن quot;تتزايد معدلات المبيعات مع بداية العرس العالميquot;.
وذكر أن سعر القميص الواحد يتراوح ما بين 700 درهم (80 دولار) كحد أدني، إلى ما فوق 1000 درهم (110 دولار).
وبعيدا عن أجواء المحلات، بدأت المقاهي استعدادتها باكرا لاستقبال جمهور المونديال، الذي ينتظر أن يحج بكثافة إلى هذه الفضاءات، بعد أن تعذر عليهم مشاهدة مباريات المونديال عبر تلفازاتهم الوطنية، بسبب تعثر المفاوضات أجرتها وزارة الشبيبة والرياضة مع الجزيرة الرياضية.وعمد مجموعة من أصحاب هذه المقاهي إلى اقتناء شاشات كبيرة الحجم، مع اقتناء بطاقات الجزيرة، حتى تكون في الموعد، وترضي زبائناها.
وأوضح مصطفى سمليك، صاحب مقهي في وسط المدينة، quot;اقتنيت شاشة من الجيل الجديد، التي تتمتع بمجموعة من الميزات، منها كبر الحجم وجودة الصورةquot;، مبرزا أن quot;هذا بات ضروريا، لكون أن المقهى تمتلأ عن آخرها، ما يجعل الزبائن الذين يوجدون في الصفوف الخلفية غير قادرين على الرؤية بوضوحquot;.
وأبرز مصطفى، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;هذه التكاليف، إلى جانب مبلغ اقتناء البطاقة، تفرض علي وضع لائحة أسعار جديدة، إذ أن كل مشروب ستنضاف إليه 5 دراهمquot;. حتى محلات بيع الأجهزة الإلترونية، كانت من المستفيدين من هذا العرس العالمي، ما جعل بعض الشركات تطلق جملة تخفيضات على مجموعة من الشاشات التلفزية المسطحة، وذات الأحجام الأكبر، في محاولة لتحقيق ربح أكثرquot;.يقول محمد طويلي، بائع في إحدى محلات الأجهزة الإلكترونية، quot;بالفعل، أطلقت سللسة تخفيضات على عدد من ماركات التلفزات، خاصة مع قرب منافسات كأس العالمquot;.
كما أن إحدى الشركات، يضيف محمد لـ quot;إيلافquot;، quot;أطلقت منتوجا جديدا بأثمنة مناسبة ينتظر أن يحقق مبيعات مهمة، إذ سجلنا في الأيام الأولى لطرحه نتائج جيدةquot;.
وأكد محمد أنه quot;في اليوم الواحد ننجح في بيع حتى أكثر من 3 تلفزات، بعضها لأصحاب مقاهي، الذين يسعون إلى جلب أكبر عدد من الزبائن في هذه الفترةquot;.
كسر قاعدة أن مشاهدة مباريات كأس العالم ستقتصر على من يستطيع الاشتراك بالقنوات المشفرة، حول سوق الجوطية في درب غلف إلى قبلة الباحثين عن الاستمتاع بمتابعة هذا العرس العالمي في منازلهم.
ويأتي ذلك، بعد أن جرى تداول إشاعات تفيد أن هناك إحدى الآلات تستطيع التقاط القنوات المشفرة، ومشاهدتها بالمجان.
يوضح أحد الشباب في السوق، الذي رفض الكشف عن هويته، quot;نستقبل يوميا مجموعة من المواطنين، الذين يبحثون عن جميع الوسائل التي ستمكنهم من مشاهدة المونديال في منازلهم، دون اللجوء إلى اقتناء بطاقة الجزيرةquot;.وأضاف quot;كل شيء ممكن في هذا السوق، ولما لا يستطيع المغاربة مشاهدة المونديال بالمجانquot;.وكانت وزارة الشباب والرياضة أكدت، قبل فترة وجيزة، أن المغاربة لن يكون بوسعهم مشاهدة مباريات المونديال عبر تلفازاتهم الوطنية بسبب فشل المفاوضات التي أجرتها الوزارة مع الجزيرة الرياضية.
فهذه الأخيرة قدمت بداية اقتراحا للمغاربة ببيعهم 22 مباراة من اختيارها، وهي مباريات من الدرجة الثانية، مقابل 22 مليون دولار. لكن الطرف المغربي رفض هذا الاقتراح، مفضلا استثمار هذا المبلغ في الرياضة الوطنية، بدلا من منح مواطنيه مشاهدة 22 مباراة ضمن المونديال. لكن المفاوضات لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمرت بين الطرفين. وفي غضون ذلك خفضت الجزيرة الرياضية المبلغ الذي كانت تطلبه إلى 15 مليون دولار مقابل بيع 22 مباراة من أصل 64، إلا المغاربة اعتبروا أن هذا المبلغ أيضا مبالغ فيه، وبالتالي توقفت المفاوضات.