يبدو أن quot;قمة العشرينquot; الأخيرة لم تقدم أي التزامات حقيقية، بحسب تصريحات مسؤولين شاركوا فيها،وأتت نتائجها أقل وقعاً بكثير مما يُحاوَل تمريره للإعلام، مع انخفاض سقف التوقعات الخاصة بالقمة وعدم نجاحها في تجاوز ما كان يُطمح إليه.

إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: في الوقت الذي أكدت فيه دول مجموعة العشرين أن أولويتها هي تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي وتقليص العجز في الميزانيات، رأت تقارير صحافية أن القمة التي اختتمت أعمالها يوم أمس في مدينة تورنتو الكندية قد انتهت إلى وعود أكثر غموضاً، بالتزامن مع تعهد الدول الغنية بخفض العجز الحاصل في ميزانياتها، دون تقديم أي التزامات حقيقية. وكانت النتيجة التي تمخضت عن ذلك حدوث انتكاسة للرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي فشل في الحصول على دعم لبرامج التحفيز الجديدة في القارة الأوروبية.

في هذا السياق، أفردت اليوم مجلة دير شبيغل الألمانية تقريراً تحت عنوان quot;قمة العشرين.. وعود فاترة ولوم متبادلquot;، وفي بدايته، أشارت إلى ما صرَّحت به المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، حول ما يتعلق بموافقة دول المجموعة على قيام الدول الصناعية المتقدمة بخفض العجز الحاصل في ميزانياتها بمقدار النصف بحلول عام 2013، لتؤكد بعدها أن نتائج قمة العشرين جاءت كانت أقل وقعاً بكثير مما تحاول أن تقنع به ميركل الصحافة. كما لفتت في الوقت عينه إلى انخفاض سقف التوقعات الخاصة بقمة تورنتو، وعدم نجاحها في تجاوز ما كان يُطمح إليه.

وفي إيلاف أيضاً..
عبد الله بن عبد العزيز... quot;اللا مديونquot; الوحيد في قمة 19 مديونًا!

كما إن الوعود التي خرجت بها القمة، وإن بدت في ظاهرها مؤثرة، إلا أنها افتقدت للقوة، بالنظر إلى عدم توقعها أي آليات مُلزِمة للتأكد من الإبقاء على الالتزامات التي قطعتها الدول على نفسها. وستحمل كل دولة على عاتقها الجهود الخاصة بخفض التكاليف، في الوقت الذي سيبادر فيه البعض للقيام بذلك في وقت عاجل، مع قيام البعض الآخر بالخطوات نفسها في وقت لاحق.

النقاش الخاص باحتمالية فرض قواعد جديدة للقطاع المالي تم تأجيله، بحسب المجلة، حتى القمة المقبلة في كوريا الجنوبية، المقررة خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. وفي الوقت الذي رأت فيه أن الدول الأعضاء في قمة العشرين كانوا متحدين في خضم الأزمة، إلا أنهم قد أصبحوا الآن متباعدين من حيث التنظيم ووضعيتهم الاقتصادية. فقد أصبحت المصالح الوطنية أكثر أهمية مرة أخرى من الصورة الكبيرة. وهو ما يتجلى بشكل واضح في المساعي التي تقوم بها أنجيلا ميركل في الوقت الراهن لتنفيذ سياسة الإدخار والتوفير.

في الوقت الذي لا يوجد فيه أمام الإنكليز خيار آخر سوى القيام بالأمر عينه. وبالتزامن مع سماح الصين لعملتها بالتراجع بصورة بطيئة أمام الدولار، ووسط تكهنات بأن يقوم الأميركيون بمواصلة إستراتيجيتهم الخاصة بتقليص الديون الجديدة، في الوقت الحاضر على أقل تقدير.

وفي الفترة التي سبقت قمة مجموعة العشرين، تكمل دير شبيغل، بدا من الواضح أن لكل من أميركا وألمانيا نهجاً مختلفاً في طريقة التعامل مع الأزمة الاقتصادية. وتلفت إلى أن أوباما كان يريد إنفاق المزيد على برامج التحفيز في أوروبا للتأكد من عدم تعرض الانتعاش الاقتصادي الهش للخطر، في الوقت الذي كانت تصر فيه ميركل على أن تدابير التقشف هي الرد المناسب على مشكلة الديون الأوروبية.

في المقابل، تهدد قمة العشرين الآن بأن تصبح نادياً لأعضاء يوجهون فيه اللوم لبعضهم بعضاً على مشكلاتهم. وتلفت الصحيفة في هذا الجانب إلى ما صرّح به قبل القمة وزير المالية الألماني، وولفغانغ شوبل، حيث قال quot;لا ينبغي على الحكومات أن تصبح مدمنة على الاقتراض كحل سريع لتحفيز الطلبquot;. في حين رأى وزير المالية البريطاني، جورج أوسبورن، في مقابلة له مع صحيفة غلوب آند ميل الكندية أن quot;الخطر الأكبر، إذا ما كان هناك خطر، هو خطر الديون السياديةquot;.