جنيف: أعرب المؤتمر الوزاري الثامن لمنظمة التجارة العالمية اليوم عن الأسف العميق لوصول جولة مفاوضات الدوحة لتحرير التجارة العالمية والتنمية إلى طريق مسدود، على الرغم من المشاركة الكاملة وتكثيف الجهود لاستكمال جدول أعمالها.

واكد رئيس المؤتمر وزير التجارة النيجيري اولوسيغون اغانغا في بيان ان الوزراء المشاركين في المؤتمر اعترفوا بوجود وجهات نظر مختلفة الى حد كبير، ومن ثم فمن غير المحتمل الانتهاء من كل عناصر (جولة الدوحة للتنمية) في المستقبل القريب.

وحرص الوزير النيجيري على التأكيد أن الوزراء المشاركين في المؤتمر ملتزمون بالعمل بنشاط وبطريقة شفافة وشاملة نحو الوصول الى خاتمة ناجحة متعددة الأطراف لجدول أعمال الدوحة للتنمية وفقا لبرنامجها.

واعرب عن وجود رغبة في تسهيل المفاوضات للوصول الى تقدم أسرع، وذلك من خلال الاعتراف بالحاجة الى مزيد من استكشاف نهج تفاوضي مختلف تمامًا عمّا هو سائد الآن مع احترام مبادئ الشفافية والشمولية. واشار الى وجود رغبة لتكثيف الجهود للنظر في السبل التي قد تسمح للأعضاء بالتغلب على الجمود في الملفات ذات التحديات الخاصة استنادًا الى التقدم الذي تحقق بالفعل.

وبيّن وجود اتفاق بين الدول الأعضاء على أهمية دعم وتقوية النظام التجاري متعدد الأطراف ودور منظمة التجارة العالمية وضرورة دعمها لجعلها أكثر استجابة لاحتياجات الدول الأعضاء، لاسيما في البيئة العالمية الاقتصادية الصعبة، وذلك لتحفيز النمو الاقتصادي والعمالة والتنمية.

واكد وجود قناعة بضرورة الحفاظ على أسواق مفتوحة كأمر بالغ الأهمية في ضوء بيئة مليئة بالتحديات الاقتصادية العالمية وما للمنظمة من دور حيوي تؤديه في مكافحة كل أشكال الحمائية وتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية. ولفت الى تأكيد المؤتمر على أن quot;التنمية كانت وستبقى عنصرًا أساسيًا من عمل المنظمة مع التمسك بالعلاقة الإيجابية بين التجارة والتنمية وتفعيل دور لجنة (التجارة والتنمية) على أن تقدم نتائجها في الدورة التاسعةquot;.

وقال ان الوزراء شددوا مجددًا على ضرورة قيام منظمة التجارة العالمية بالمساعدة في زيادة إدماج البلدان النامية، لاسيما اقل البلدان نموًا، مع أخذ مصالحها مستقبلاً بعين الاعتبار وتفعيل القرارات ذات الصلة.

وأكد الوزراء على أهمية إبقاء الأسواق مفتوحة والحاجة إلى مقاومة الاجراءات الحمائية، لاسيما في هذه البيئة الاقتصادية الصعبة عالميًا، حيث جعل المناخ الاقتصادي السائد الأمر أكثر إلحاحًا.

وقال محللون لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هذا المؤتمر يؤكد فشل سياسات منظمة التجارة العالمية في التعامل مع المشهد الاقتصادي الحالي وتداعيات الازمات المتوالية في الغذاء والبطالة والركود الاقتصادي.

واشاد المحللون بموقف المقرر الأممي الخاص بالحق في الغذاء، الذي انتقد إخفاق المنظمة في التعامل مع مفهوم الأمن الغذائي وعدم استخدام نفوذها للحدّ من الجوع، اذا بقيت تتعامل مع قضايا الأمن الغذائي من منظور ربحي فقط.

وتوقع المحللون أن المرحلة المقبلة إما ستشهد ركودًا تامًا في مفاوضات جولة الدوحة لتحرير التجارة العالمية والتنمية أو ستضطر الدول النافذة، لاسيما من الشمال، إلى إعادة النظر في استراتيجيتها في التعامل مع الملف.

إلا أن هناك صعوبة في توقع حدوث تغيير في استراتيجيات التفاوض في ظل الأزمة الحالية والضغوط الاجتماعية الناجمة منها، حيث تطالب النقابات الزراعية والصناعية بحلول وطنية للقضاء على البطالة، ما يضطر الحكومات إلى اتخاذ إجراءات حماية تتعارض مع مقررات منظمة التجارة العالمية.