باريس: يتعين على ديغا كوناتي تخصيص ساعتين ونصف على الاقل في كل يوم من أيام العمل لركوب وسائل النقل العامة. وحتى في أوقات الزحام والفوضى المرورية في باريس ، فمن الواضح أن الرجل الذي يعمل كهربائيا يكون أسرع عندما يتحرك بسيارته. وأصبحت رحلة كل يوم من الضواحي إلى وسط المدينة اختبارا للصبر لنحو سبعة ملايين راكب. ولكن مع مشروع النقل الذي يسمى 'غراند باريس' - اي باريس الكبرى - سوف تصبح مشكلة قلة المواصلات بالضواحي وقلة الروابط بين هذه الضواحي وبعضها جزءا من الماضي.


وتعتزم الحكومة الفرنسية استثمار مبلغ 27 مليار يورو (34.6مليار دولار) في شبكة قطارات تربط الضواحي يصل طولها إلى 200 كيلومتر. ووعد رئيس الوزراء جان مارك ايرولت بتخصيص مليارات اضافية لتوسيع الخطوط الحالية. ومن المقرر بدء المشروع عام 2015 ، بينما من المقرر تشغيله بحلول عام 2030 في اطار مشروع يعود إلى ادارة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. ووصف كوناتي الخطوة 'بالمشروع الجيد جدا'. ويبحث الشاب (21 عاما) من سكان الضواحي عن عمل. وقال إنه وأصدقائه تم تخطيهم في وظائف لانهم كان يجب عليهم التنقل من الضواحي.


وقال إن أصحاب الأعمال أصبحوا مدركين لتأخر القطارات والتعطل شبه اليومي لقطارات الضواحي، مشيرا إلى أن مثل هذه المشاكل قد تستغرق من ساعة واحدة لعدة ساعات. وتعيش باتريسيا لابات شرقي باريس ، بالقرب من محطة احدى قطارات الضواحي التي تنقلها مباشرة إلى وسط المدينة. وتحتاج السيدة (50 عاما) إلى ثلاث أرباع الساعة للوصول إلى عملها في مستشفى في باريس. وقالت إنها تفضل استثمار الأموال المخصصة لمشروع مشروع 'باريس الكبري' في توفير فرص عمل خارج العاصمة. ويرى جان بول هيشون رئيس برلمان منطقة 'ايل دي فرانس' التي تحيط بباريس أن هذا الاختلال سيتم معالجته مع مزيد من التخطيط للمشروع ، الذي يشمل العديد من المحطات ، وخاصة للضواحي. واعترف انه معجب بجزء خاص في المشروع وهو خط للمترو من منطقة كليشي سوس بواس التي تعتبر رمزا للجانب السيء للضواحي ، حيث أشعل العديد من الشباب النيران في السيارات بسبب الملل وخيبة الأمل. ومع وجود رابط سريع لباريس ، توجد آفاق جديدة لحي كليشي سوس بواس