موسكو: المحت المجموعة الروسية العملاقة غازبروم الاربعاء الى ان مشروعها توركستريم لانابيب الغاز باتجاه تركيا، التي يفترض ان تحل محل اوكرانيا، لنقل الغاز الى اوروبا، سيتأخر اشهرا اضافية عدة، في اجواء من التوتر الشديد بين موسكو وانقرة.

وقال الرجل الثاني في المجموعة الحكومية الكسندر مدفيديف، في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية، "في غياب اتفاق حكومي سيتم تأجيل المهل". واضاف ان "الوقت مرتبط بموعد توقيع الاتفاق. اذا استغرق الامر عاما، فلن يكون ذلك مأساة كبرى".

واعلنت غازبروم في نهاية 2014 فجأة تخليها بسبب الازمة الاوكرانية عن مشروع ساوث ستريم في البحر الاسود، الذي عرقله الاتحاد الاوروبي. ويهدف الى ارسال الشحنات الى الاسواق التركية، وليكون قاعدة لشحنات مقبلة الى السوق الاوروبية، عبر تجنب اوكرانيا، التي يعبرها حوالى 15 بالمئة من الغاز، الذي يستهلك في اوروبا.

وبما ان عقد نقل الغاز عبر اوكرانيا ينتهي في 2019، اعلنت غازبروم اولا برنامج عمل طموح جدا يقضي ببدء الاعمال اعتبارا من منتصف 2015 وتشغيل مقطع اول اعتبارا من نهاية 2016. لكن المشروع جمد منذ اشهر، بسبب غياب اتفاق بين انقرة وموسكو حول بنود العقد. وتأمل موسكو في ان تسمح الانتخابات المقررة في تركيا في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر بحلحلة الوضع.

لكن سياسيًا تصاعد التوتر بين البلدين منذ بداية الضربات الروسية في سوريا، اذ ان تركيا، العضو في حلف شمال الاطلسي، تدين انتهاك طائرات روسية لمجالها الجوي. ويبدو ان غازبروم خفضت سقف طموحاتها. وقال مديرها العام الكسي ميلر الثلاثاء ان القدرات القصوى ستبلغ 32 مليار متر مكعب سنويا، اي نصف الكميات التي كانت مقررة اولا.

وفسر هذا الفارق بالاعلان أخيرا عن تعزيز لانبوب الغاز نورد ستريم، الذي يمر عبر بحر البلطيق، بينما يفترض ان تغطي هذه الانابيب الجديدة عقودا جديدة وزيادة في الطلب. ويفترض ان يتم مد انبوب تركستريم الى الاراضي اليونانية لنقل الغاز الى جنوب اوروبا عبر انبوب للغاز تعهدت موسكو بتمويله من اجل مساعدة اثينا.