الرباط: عبرت الرباط الجمعة عن "اندهاشها" من قرار محكمة العدل الأوروبية القاضي بإلغاء الاتفاق الزراعي بين المغرب والاتحاد الأوروبي بسبب نزاع الصحراء الغربية، ودعت بروكسل الى اتخاذ "التدابير المناسبة" لإيجاد مخرج نهائي لهذا الإجراء.

واعتبرت محكمة العدل الاوروبية الخميس في قرار لها ان الاتفاق الموقع بين الرباط وبروكسل في 8 آذار /مارس 2012، والمتعلق ب"إجراءات التحرير المتبادل في مجال المنتجات الفلاحية والمنتجات الفلاحية المحولة ومنتجات الصيد البحري" اتفاق لاغ.

وبررت المحكمة قرارها بكون الاتفاق لم يشر بوضوح الى الصحراء الغربية ما يفتح الباب على احتمال ان الاتفاق ينطبق على المنطقة المتنازع عليها.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية مساء الجمعة فإنه "على الرغم من كون هذا القرار يهم بشكل حصري مجلس أوروبا ولا يشكك مطلقا في الاتفاق الفلاحي المبرم بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي، فإن المملكة تعبر عن اندهاشها إزاء هذا القرار".

وأكدت الرباط أن هذا الإجراء القضائي "يهم بروتوكولا متطابقا مع الشرعية الدولية، على غرار كافة الاتفاقيات الثنائية الموقعة".

من ناحية ثانية قال بيان الخارجية المغربية ان "المملكة تتساءل بشكل مشروع حول جدوى الإبقاء على البناء التعاقدي الذي نجح الجانبان في إرسائه على مدى سنوات طويلة في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والأمنية وفق روح من الشراكة واحترام القيم المتعارف عليها دوليا"، في إشارة الى امكانية ايقاف الرباط تعاونها مع الاتحاد الأوروبي في عدد من المجالات.

وأكد البيان أن المغرب "سيتابع بيقظة مجريات حدث قضائي ذي حمولة سياسية قوية وسيتخذ إذا اقتضى الأمر ذلك الإجراءات اللازمة ".

وأضاف ان الرباط "تترقب أن يتخذ الاتحاد الأوروبي التدابير الداخلية المناسبة من أجل إيجاد مخرج نهائي لهذا الإجراء، الذي يبقى الاتحاد وحده المسؤول عنه، وذلك في إطار من الاحترام".

وتتهم بوليساريو السلطات المغربية ب"استنزاف" خيرات الصحراء الغربية، وعلى رأسها الفوسفات (75% من الاحتياطي العالمي) والثروة السمكية (سواحل الصحراء من أغنى المناطق السمكية).

وسبق للعاهل المغربي الملك محمد السادس أن قال في خطابين إن فوسفات الصحراء لا يشكل الا 2% من مجمل فوسفات المغرب.

من ناحية ثانية قالت فيديريكا موغيريني وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي تعليقا على حكم المحكمة الجمعة "المؤسسات الأوروبية تدرس حاليا الحكم بعناية لتحديد الخيارات المختلفة، بما في ذلك التحضير لاستئناف الحكم".

وأضافت أن "الاتحاد الأوروبي يعتبر أن الاتفاقات الثنائية ليست معرضة للخطر. ويؤكد التزامه بالشراكة مع المغرب، الذي يعتبر شريكا رئيسيا في الجوار الجنوبي".

وسيطر المغرب على معظم مناطق الصحراء الغربية في تشرين الثاني/نوفمبر 1975 بعد انتهاء الاستعمار الاسباني، ما ادى الى اندلاع حرب استقلال استمرت حتى 1991.

وتنشر الامم المتحدة بعثة لها في المنطقة منذ 1991 اساسا للسهر على احترام وقف اطلاق النار بين المغرب وبوليساريو.

وتقترح الرباط حكما ذاتيا واسعا لهذه المنطقة الشاسعة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة على الاقل، تحت سيادتها.

في المقابل تريد بوليساريو تنظيم استفتاء لتقرير المصير.