&يحث المغرب الخطى نحو فتح أسواق جديدة في القارة السمراء، حيث يقوم الملك المغربي محمد السادس بجولة في 4 دول أفريقية، ويقول خبراء إن المغرب يسعى لتكثيف وجوده الاقتصادي في أفريقيا &بعد تضرر أسواقه التقليدية في أوروبا جراء الأزمة المالية العالمية.
&
&الرباط: يبحث الملك محمد السادس في القارة السمراء عن أسواق جديدة لبلده، بعد تضرر الأسواق التقليدية للمغرب في أوروبا من الأزمة المالية العالمية.
وحسب خبراء، فإن الجولة الملكية الحالية في أفريقيا ينتظر أن تعود بالنفع على المغرب بلدا وشعبا، بعد توقيع الرباط مجموعة من اتفاقيات التعاون في مجالات مختلفة مع عدد من دول القارة.
&وحل العاهل المغربي الملك محمد السادس، عشية أول أمس السبت، بأبيدجان، في زيارة عمل وصداقة لجمهورية الكوت ديفوار، المحطة الثالثة من جولة شملت السنيغال وغينيا بيساوي، وستقوده إلى الغابون.
&وكثف العاهل المغربي في السنوات الأخيرة لجولاته الأفريقية سعيا منه لتعزيز وجود بلاده في القارة السمراء.
&
المغرب تلميذ نجيب
&
المغرب تلميذ نجيب في المجال الاقتصادي. فمجرد ما تعالت أصوات الخبراء الاقتصاديين للتأكيد على ضرورة الاستفادة من الأزمة المالية العالمية التي وقعت بين عامي 2007 و2008، بالبحث عن فرص جديدة، سارعت المملكة إلى أخذ مكانها في الصفوف الأمامية في "الفصل الاقتصادي" وشرعت في تحصيل الدروس التي ستعود عليها بالنفع مستقبلا.
وأول هذه الدروس التي سارعت إلى ترجمتها على أرض الواقع هي تنويع الأسواق، وعدم ربط المستقبل الاقتصادي ببلد واحد.
وبدأ هذا يتأتى للمملكة من خلال الجولة الملكية في عدد من البلدان القارة السمراء، والتي أثمرت توقيع اتفاقيات تعاون مهمة في مجالات مختلفة.
&
ويقول عمر الكتاني، الأستاذ الجامعي والخبير الإقتصادي، "المغرب أخذ درسا من الأزمة العالمية مفاده أنه لا يمكن أن يربط مستقبل اقتصاده بسوق واحد، بل يجب تنويع الأسواق، والمملكة لديها أسواق في الشرق الأوسط، وأوروبا، وهي الآن تبحث عن مفاتيح أخرى".
وأضاف الكتاني، في تصريح لـ "إيلاف"، "المغرب يبحث الآن في السوق الروسية والبرازيل، ولكن بتركيز أكبر في السوق الأفريقية، التي هي في الحقيقة الأقرب إليه ثقافيا وجغرافيا وتاريخيا وبشريا".
وأكد المحلل الاقتصادي أن الجالية المغربية في أفريقيا كبيرة، كما أن 80 ٪ من الطلبة الأجانب الذين يدرسون في المغرب من إفريقيا، أي ما يعادل (14 ألف من أصل 16 ألف)، مبرزا أن 90 &٪ من هؤلاء الطلبة يدرسون على حساب المملكة.
&
تدارك التأخر
&
تكثيف العاهل المغربي الملك محمد السادس لجولاته الإفريقية، في السنوات الأخيرة، له ما يبرره. فالمملكة تسعى إلى تدارك تأخرها تعزيز قوة حضورها الاقتصادي في القارة السمراء.
يوضح الكتاني "السؤال المطروح الآن هو لماذا تأخر المغرب في فتح هذه الأسواق؟"، وزاد مفسرا "المملكة حددت خطة وهي تسير فيها حاليا".
وأضاف "هناك صورة لمخطط طبيعي. فالمغرب حدد خطة مبنية على بدائل وتنويع الأسواق بالنسبة للسوق الرئيسية في أوروبا".
&
قوة الرباط الاقتصادية
&
يتوفر المغرب على قوتين اقتصاديتين للانفتاح على الخارج. القوة الأولى، حسب الكتاني، هي الشركات الكبرى، والتي يتراوح عددها بين 5-6 ، مشيرا إلى أنها تعمل في قطاعات عدة، واكتسبت خبرة كبيرة في المجال الصناعي والاقتصادي، ومجال الخدمات والاتصالات.
أما القوة الثانية، وفق ما كشفه المصدر نفسه، فهي الأبناك التي دخلت ثلاثة منها إلى المستوى الدولي، مبرزا أن "هاتين القوتين يوظفهما المغرب لكسب ولو جزئي للسوق الإفريقية. وهذا شيء طبيعي، لأن القرابة البشرية للمغرب مع الأفارقة هي أكثر بكثير من القرابة لأوروبا مع إفريقيا".
&
العامل التاريخي
&
عوامل كثيرة ساهمت في تعبد الطريق أمام المغرب لتقوية حضوره في السوق الإفريقية، ومنها العامل التاريخي.
فحسب عمر الكتاني، فإن "العامل الذي يجعل أوروبا في إفريقيا هو التاريخ الاستعماري. واستمرار هذا التاريخ الاستعماري في كتابة تاريخ اقتصادي وتجاري. أما المغرب لا يمر عبر التاريخ الاستعماري، بل عبر التاريخ الحضاري".
وأضاف "المغاربة كانوا متواجدين في إفريقيا الوسطى تاريخيا"، مؤكدا أن "عدة دول إسلامية أنشأها المغاربة في إفريقيا، وهو ما جعل 54 في المائة من سكان إفريقيا مسلمين. وبالتالي فمن الطبيعي أن الدول الإسلامية يصبح لها تواجد في إفريقيا.&
وذكر أن المغرب يحاول كسب التأخر الذي سجله في علاقته مع إفريقيا، وتابع "تاريخيا، كان للمغرب وساطة تجارية بين دول المشرق والسوق الإفريقية. والمملكة تعمل الآن على إعادة هذا التواصل التجاري والاقتصادي والبشري، إلى جانب إعادة التواصل في مجال الخبرة".
&
المنطق الاقتصادي
&
أكد الخبير الاقتصادي أن المغرب لم يصبح منطقيا في توجهاته الاقتصادية إلا الآن، وقال "نحن لم نصبح منطقيين إلا الآن في توجهاتنا، لأننا كنا ننظر فقط إلى الشمال. علما أنا قريبين كثيرا من الجنوب".
وقال "المغرب لديه خبرة في السوق الإفريقية، لأنه لديه الأبناك والجالية المتواجدة في إفريقيا. ولديه الآن مقاولات وعقود يبرمها. لهذا أنا أثمن الزيارة الملكية لأنها تؤكد أنا هذا مخطط نسير فيه وهذا شيء إيجابي، لأنه لن يعود إلا بالنفع على الاقتصاد المغرب وعلى المغاربة بشكل عام".
يشار إلى أن الملك محمد السادس، حل، عشية أول أمس السبت، بأبيدجان، في زيارة عمل وصداقة لجمهورية الكوت ديفوار، المحطة الثالثة من جولة إفريقية شملت السنيغال وغينيا بيساوي، وستقوده إلى الغابون.
&