ميثاق جديد عنوانه التنمية، ذلك الذي دوّنه الملك محمد السادس من خلال جولته الأفريقية، والتي أعلن، الجمعة عن إسدال الستار عن محطتها الثانية بمغادرة العاهل المغربي غينيا بيساو متوجها إلى ساحل العاج بعد توقيع عدد كبير من الاتفاقات المهمة.


أيمن بن التهامي من الرباط: أنهى العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس الجمعة، المحطة الثانية في جولته الأفريقية التي قادته إلى غينيا بيساو.

وهذه أول زيارة للملك محمد السادس إلى هذا البلد، الذي أدرك تقدم جيرانه عليه في الشراكة مع المغرب، بحجم غير مسبوق من الاتفاقيات الموقعة، شملت مجالات الأمن، والقضاء، والفلاحة، والطاقة، والصحة، والماء وغيرها.

التنمية لتحقيق الاستقرار

ميثاق جديد عنوانه التنمية، ذلك الذي دونه الملك محمد السادس من خلال جولته الأفريقية، والتي أعلن، أمس، عن إسدال الستار عن محطتها الثانية بمغادرة العاهل المغربي غينيا بيساو متوجها إلى ساحل العاج.

ودون ميثاق غينيا بيساو بـ 16 اتفاقية جعلت من الزيارة استثنائية وفريدة، وفاجأت المسؤولين الحكوميين في هذا البلد، وفي مقدمتهم الرئيس جوزي ماريو، الذي أكد، عقب حفل التوقيع الذي ترأسه العاهل المغربي، أول أمس الخميس، أنه "لم يسبق لنا توقيع هذا العدد من الاتفاقيات مع بلد ما".

وفي هذا الصدد، قال إدريس قصوري، رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث المرجعية إنّ "هذه الزيارة يمكن اعتبارها ميثاقا ثانيا بالنسبة لتاريخ أفريقيا في العلاقة مع غينيا، فالرأي العام، سواء المغربي أو العربي أو الأفريقي، لا يعرف بأن المغرب كان من ضمن ست دول التي وضعت، في يناير 1961، ميثاق تحرير أفريقيا".

وأضاف إدريس قصوري، في تصريح لـ"إيلاف": "الآن يجري الانتقال من ميثاق للتحرير إلى ميثاق للتنمية أسس على جوانب كثيرة، منها الأمن والاقتصاد، إذ لا يمكن للقضايا الأمنية بمفردها أن تحقق أهدافها إذا لم تكن الجوانب الاقتصادية حاضرة. فالتنمية تحقق الاستقرار وتحقق السلم والأمن".

عودة استراتيجية لأفريقيا

أكد إدريس قصوري أن التصور المغربي في تقوية حضوره في القارة الأفريقية مبني على ثلاثة أسس، أمنية واقتصادية وروحية، مشيرا إلى أن "التجربة المغربية أعطت لحد الآن ثمارها باعتراف الجميع".

وأضاف رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث المرجعية: "المغرب يعبر من جديد على رؤيته التاريخية لأفريقيا والأدوار الطلائعية التي قدمها في وقت معين"،& مبرزا أن "هذه الأدوار يجددها الآن ويحينها".

وذكر أن "عودة المغرب إلى أفريقيا عودة استراتيجية من أجل تقديم المساعدة لتنميتها، ومن أجل خلق شراكات متكافئة مع بلدان القارة السمراء، وقطع الطريق على الاستغلال الأوروبي لها، وأيضا ومن أجل تحرير نفسها بنفسها من جديد من خلال التنمية وتأمين الاستقرار ودرء كل مشاكل التطرف والعنف والإرهاب والفقر والبطالة والصحة والسكن، وكل الأمور التي تعوق أفريقيا في أن تتقدم".

التفاتة إنسانية

البعد الإنساني كان حاضرا في الزيارة. فالملك محمد السادس أشرف، مرفوقا بجوزي ماريو فاز، يوم الجمعة، في المستشفى الوطني سيماو منديز ببيساو، على تسليم هبة ملكية عبارة عن كمية من الأدوية والتجهيزات الطبية والتقنية لفائدة الكتابة الوطنية لمحاربة داء السيدا في غينيا بيساو.

كما قام الملك محمد السادس بزيارة للمستشفى الميداني المغربي، الذي أقامته القوات المسلحة الملكية في بيساو، في إطار علاقات الصداقة والأخوة والتضامن العريقة التي تربط بين البلدين.

ويقدم المستشفى، الذي أقيم بمحاذاة "مسجد التضامن" ببيساو، علاجات ذات جودة عالية في مختلف التخصصات، من قبيل أمراض القلب والجلد والجهاز التنفسي والعظام والمفاصل والطب العام الباطني وطب الأطفال وطب الأعصاب وأمراض النساء والتوليد وطب العيون وطب الأسنان والأنف والأذن والحنجرة.