«إيلاف» من الرياض: مع دخول العام الجديد 2017، قفزت فجأة أسعار التبغ في السعودية من 11 &إلى 22 ريالا للعبوة، &اي بمعدل الضعف، دون أن يكون هناك أي قرار رسمي بذلك، فيما شهدت مناطق أخرى سوقاً سوداء لمنتجات التبغ بعد ان نفذت من الاسواق، &وذلك اعتمادا على شائعة سرت خلال الأسبوع الماضي عن بدء مضاعفة الضريبة على منتجات التبغ و ارتفاع أسعاره مع انطلاقة العام الميلادي الجديد.

وجاء قرار رفع الضريبة على منتجات التبغ، ضمن قرارات وثيقة التوازن المالي لميزانية السعودية 2017، والتي نصت على فرض ضريبة إضافية على المنتجات الضارة مثل التبغ ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية، وهي ضريبة تم الاتفاق عليها بين مجلس التعاون لدول الخليج العربي في دورته الـ٣٦، ومن المقرر أن يتم تنفيذها في الربع الأول من 2017&

&وزارة التجارة السعودية أكدت في بيان رسمي عبر حسابها، أن أسعار التبغ لم ترتفع بعد، وأنها ستقوم بجولات لمراقبة المحلات التي تبيع بأسعار مخالفة، عبر مراقبة تاريخ الإنتاج الموجود على العبوات لمعرفة ما إذا كان قرار الأسعار الجديدة تشمله أم لا، وذلك بعد شكاوى كثيرة حول قيام تجار بسحب السجائر من السوق وتخزينها للاستفادة من الأسعار الجديدة.

قفزت اسعار العبوة من 11 ريالا الى 22 ريالا

# ارتفاع_أسعار_السجائر

وبعيدا من الخلاف حول موعد فرض الضريبة ورفع أسعار التبغ، نشط مع بداية العام 2017 في مواقع التواصل الاجتماعي تساؤل كبير حول مدى تأثير ارتفاع الأسعار في الحّد من المدخنين في السعودية، وهو التساؤل الذي تفاعل معه الكثير من المغردين عبر وسم # ارتفاع_أسعار_السجائر، ما بين متفائل ومتشائم، بينما أكد آخرون أن الحل في الإقلاع يكمن في الإرادة.

حسام صالح، مشرف توعوي في جمعية مكافحة التدخين في جدة، أكد أن السعودية تتبع استراتيجيات متعددة للحد من انتشار آفة التبغ التي تمثل أحد العوامل المسببة لمعظم أمراض السرطان والرئة والقلب، مشيرا في حديثه لـ«إيلاف» إلى أن التجارب الدولية أثبتت أن زيادة الضرائب على التبغ تدخل ضمن الوسائل الفعالة في خفض الاستهلاك وحث المدخنين على المبادرة إلى الإقلاع والإسهام في حماية الأطفال من الوقوع في شرك التدخين".

وقال صالح، إن رفع الضرائب يؤدي إلى المزيد من الإيرادات للحكومات للصرف على البرامج الصحية، فضلا عن انه سيهز شركات التبغ& ويؤثر في اقتصادياتها ما يخفّض معدل الإنتاج، مضيفا أن ارتفاع سعر التبغ سيكون له اثر واضح على خفض معدلات الاستهلاك خاصةً لدى الفئات التي تتلقى نفقتها من الآخرين، وفيه أيضا ردع للمستهلكين الجدد من المراهقين.

من جهته، قال الباحث الاجتماعي سعود الزايدي، إن رفع أسعار التبغ سترهق كاهل المدخن ما يشجعه على ترك التدخين، كما سيقف عائقاً أمام المبتدئين الذين يرغبون في الانضمام إلى ركب المدخنين، مبينا في حديثه لـ"إيلاف" ان هذا لا يعني أن نهمل التوعية، فهناك شرائح من المدخنين لاسيما المراهقين، يخشى أن يجرّهم عدم وجود قيمة السجائر إلى السرقات أو البحث عن البديل الذي قد يكون أشد ضرراً.

و قال الزايدي،إن رفع سعر الدخان سوف يسهم إلى حد كبير في التقليل من استهلاكه، حيث تقول منظمة الصحة العالمية إن زيادة الضرائب بنسبة 10% &تقلل من الاستهلاك بنسبة 4% ، مشددا على أن التوعية تُعد الأجدى نفعاً والحل المناسب للإقلاع عن التدخين، خاصةً بين الشباب والمراهقين ، وذلك عبر استخدام التقنيات و مواقع التواصل الاجتماعي &التي تتماشى مع ميول الشباب، والابتعاد عن الطرق التقليدية التي لم تعد مجدية.

تجدر الإشارة إلى انه بحسب إحصائيات جمعيات مكافحة التدخين في السعودية، فانه يوجد &6 ملايين مدخن في السعودية فيما يتوقع أن يصل العدد إلى 10 ملايين مدخن بحلول عام 2020 ، فيما أشار تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية إلى أن معدل الصرف السنوي للسعوديين على التبغ يقدّر بـ 12 مليار ريال ، فيما تحتل السعودية المركز الرابع عالمياً في نسبة المدخنين