توصلت الولايات المتحدة الأمريكية والصين إلى اتفاقية تجارية تفتح الأسواق الصينية لوكالات تقييم الائتمان وشركات بطاقات الائتمان الأمريكية.
وبموجب الاتفاق سترفع الصين الحظر الذي تفرضه على صادرات اللحوم الأمريكية كما ستستقبل شحنات من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.
وبالمقابل، ستسمح الولايات المتحدة بدخول الدواجن الصينية المطبوخة إلى أسواقها، كما يمكن للمصارف الصينية أن تدخل للعمل في السوق المالية الأمريكية.
وقال وزير التجارة الأمريكي، ويلبور روس، إن الصفقة ستقلل الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة بحلول نهاية عام 2017.
ويمثل الاتفاق أول نتيجة ملموسة للمحادثات التجارية بين البلدين التي بدأت الشهر الماضي.
وينظر إلى الاتفاق كمؤشر على توجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتبني مقترب أقل صداما مع بكين عن ذاك الذي وعد به خلال حملته الانتخابية العام الماضي.
وقد هدد ترامب بتصنيف الصين كدولة "متلاعبة بالعملة" وفرض تعريفات جمركية على بضائعها، ولكنه خفف من موقفه المتشدد هذا لاحقا.
وحاول ترامب ايضا ربط العلاقات التجارية الأمريكية مع الصين بالموقف إزاء برنامج كوريا الشمالية النووي، حاضا بكين على فرض المزيد من الضغوط على بيونغيانغ.
بيد أن وكيل وزارة المالية الصينية، تشاو غيوانغياو، قال بعد اعلان الاتفاقية إن القضايا التجارية يجب أن لا تسيس.
وأضاف متحدثا للصحفيين "بالنسبة للصلة بين القضية النووية الكورية الشمالية ومفاوضاتنا لخطة '100 يوم' الاقتصادية، يمكنني أن اقول لكم بصراحة إن فريقنا الاقتصادي ركز كل جهوده على القضايا الاقتصادية".
تحليل من مراسل بي بي سي للشؤون الاقتصادية الآسيوية، كريشما فاسواني
عادة ما توجه انتقادات تشير إلى أن علاقات المستثمرين الاجانب التجارية مع الصين تصب في مصلحة الصين أكثر منها في مصلحة شريكهم التجاري الأجنبي. وقد شكلت تلك الانتقادات أساس موقف الرئيس ترامب من الصين في تجمعاته خلال حملته الانتخابية، حيث وعد بأن يجبر الصين على الالتزام بالقواعد في هذا الصدد.
ويبدو أن هذا الاتفاق قد أُعد ليعطي انطباعا بأنه يفعل ذلك، فهو بالتأكيد يفيد الولايات المتحدة بإعطاء الشركات المالية الأمريكية وصادرات اللحوم الأمريكية مدخلا أوسع إلى الطبقة الوسطى الصينية المتنامية. لكن الصين ليست ممن يعطي شيئا بلا مقابل، إذ حصلت بكين بالمقابل على إعادة رسم مهمة لصورتها العالمية من الولايات المتحدة.
فلم نعد نسمع كلمات من أمثال "متلاعبة بالعملة" أو "شريك تجاري غير عادل" التي كانت تتردد على شفتي ترامب، بل بدلا من ذلك، اعترفت الولايات المتحدة في تصريح لها بأهمية مبادرة الصين التي تحمل عنوان "الحزام والطريق "، كما تقول إنها سترسل ممثلين لحضور القمة المخصصة لطرح هذه المبادرة، الأمر الذي تحاشته الإدارات السابقة حتى الآن.
كما حصلت الصين على حق بيع منتجات لحوم دواجنها المطبوخة في الولايات المتحدة، وهي سوق كانت متلهفة للوصول إليها.
التعليقات