لندن: حذر اتحاد الصناعيين البريطانيين الثلاثاء من تباطؤ الاقتصاد البريطاني في السنوات المقبلة بسبب الازمة السياسية التي تعيشها البلاد وتداعيات بريكست، غداة بدء مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
وبحسب التوقعات الاخيرة للاتحاد فان الاقتصاد البريطاني سيسجل نموا بنسبة 1,6 بالمئة هذا العام، قبل أن تتراجع هذه النسبة الى 1,4 بالمئة في 2018.
وبلغت نسبة نمو الاقتصاد البريطاني 1,8 بالمئة عام 2016.
واضاف اتحاد الصناعيين البريطانيين، اكبر تجمع بريطاني لارباب العمل، الانتخابات البريطانية التي لم تنتج غالبية واضحة في مجلس النواب الى قائمة الاسباب المؤدية الى هذا التباطؤ.
وقال الاتحاد في بيان ان "الاقتصاد يواجه رياحا معاكسة، بسبب اوضاع سياسية غير مستقرة كما ومفاوضات بريكست، ما يتطلب من الحكومة وقطاع الاعمال قيادة حذرة".
وجاءت التوقعات الاخيرة للنمو افضل من الارقام السابقة.
وكانت التوقعات السابقة تشير الى نمو بنسبة 1,3 بالمئة للعام 2017 وبنسبة 1,1 بالمئة للعام 2018.
تباطؤ الاقتصاد
وأعلنت المديرة العامة لاتحاد الصناعيين البريطانيين كارولاين فيربرن "يجب المحافظة على ثبات النمو، على مدى السنوات القليلة القادمة التي ستشهد تباطؤا لوتيرة الاقتصاد".
وشددت فريبرن على ان قطاع التصدير البريطاني يجب ان يؤدي دور المحفز الحقيقي للنمو، مشيرة إلى ان ارتفاع نسبة التضخم والنمو الشديد البطء للاجور يعني ان الناس بدأوا بالفعل يشعرون بالضغط.
وتابعت فيربرن "لذا، وبعد مرحلة اضطراب في وستمنستر، حان الوقت للتركيز مجددا على المقومات الاقتصادية للبلاد".
وبدأت بريطانيا والاتحاد الاوروبي رسميا مفاوضات بريكست الاثنين في بروكسل بالتعهد بالعمل بشكل بناء من أجل التوصل لاتفاق على الرغم من الجدل في لندن حول اعتماد مقاربة "قاسية" ام "مرنة" للطلاق.
وشددت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مرارا على ان بريطانيا ستخرج من السوق الاوروبية المشتركة والوحدة الجمركية بهدف الحد من الهجرة الى بريطانيا انطلاقا من اراضي الاتحاد الاوروبي، متحدثة عن بريكست "قاس".
وباتت ماي في موقف اضعف بعد ان فشلت في الاحتفاظ بالغالبية في انتخابات تشريعية مبكرة دعت اليها لتعزيز موقفها في مفاوضات بريكست.
وفي رسالة وجهها الاثنين الى وزير الاقتصاد غريغ كلارك دعت خمس هيئات كبرى من قطاع الاعمال البريطاني الى الابقاء على إمكانية الوصول إلى السوق الاوروبية المشتركة حتى يتم التوصل الى اتفاق بشأن بريكست.
ودعت المجموعات التي تضم اتحاد الصناعيين البريطانيين وغرف التجارة البريطانية، واتحاد الشركات الهندسية، واتحاد شركات الأعمال الصغيرة ومعهد المديرين، الحكومة الى اعطاء الاقتصاد الاولوية.
الاقتصاد البريطاني "هو المحور"
وقالت فيربرن الاثنين "لدينا فرصة لاعادة الاقتصاد البريطاني الى موقعه المحوري". وتابعت فيربرن "نرى أنه لم يكن هناك تركيز كاف على الاقتصاد في الاشهر الاخيرة".
وتابعت "من الامور التي نسمعها من مختلف الافرقاء اهمية الاقتصاد حاليا، التأثير على حياة الناس، لان هذا هو ما سيحدث فارقا على صعيد الانتاجية والانصاف ومستويات المعيشة".
واضافت "لذا... نأمل ان يكون لذلك تأثير حقيق على تلك المفاوضات".
التعليقات