تغيرت ثقافة وعادات "المشاهد التلفزيوني" في سنوات قليلة بعد أن بدأت وسائل التواصل والإعلام الاجتماعي والإنترنت استقطاب شريحة كبيرة وآخذة في التزايد من المشاهدين في عصر "الديجتال" وبفضل التكنولوجيا.
وهذا هو أحد المحاور المهمة التي يناقشها المنتدى الثاني والعشرين لمنظمة سوكركس البريطانية المتخصصة في تنظيم مؤتمرات وفعاليات خاصة بكرة القدم، والذي بدأ الأحد في مدينة مانشستر الإنجليزية.
في بريطانيا، أفادت تقارير مؤخرا بأن قنوات سكاي التلفزيوينة شهدت تراجعا بنسبة 14 في المئة في أرقام المشاهدة، لكنها سجلت أيضا 31 في المئة زيادة في الإقبال على خدماتها على الإنترنت، وهي "سكاي غو" و"ناو تي في".
ويثور نقاش في صناعة كرة القدم في الوقت الراهن، يشمل جهات البث وأصحاب حقوق البث وخبراء وسائل الإعلام الاجتماعي، حول قيمة وتوجيه حقوق البث في هذه السوق التجارية المضطربة.
وعلى سبيل المثال، أفادت تقارير بأن خدمة أمازون برايم، التابعة لشركة أمازون للتجارة الإلكترونية، قد حصلت على حقوق بث كل مباريات القمة في رياضة التنس للرجال تقريبا، ما عدا البطولات الأربع الكبرى، حيث حصلت الشركة الأمريكية الرقمية العملاقة على حقوق بث فعاليات بطولات رابطة محترفي التنس من شبكة سكاي البريطانية.
وستكون هذه الصفقة هي الثانية من هذا النوع لشركة أمازون، التي تنقل فيها فعاليات رياضية في بث حي خلال هذا العام، وذلك بعد اتفاقها مع الرابطة الوطنية لكرة القدم الأمريكية، على بث 10 مباريات لتلك اللعبة في الولايات المتحدة بدء من الشهر الجاري.
كما حصلت الشركة على حقوق بث إذاعي حي لتعليقات على الدوري الألماني لكرة القدم في ألمانيا، والذي سيكون متاحا عبر خدمة أمازون ميوزيك.
وتتطلع شركة فيسبوك أيضا إلى تأسيس علاقات رقمية وعلاقات بث أقوى مع الأندية الرياضية، والجماهير وأصحاب الحقوق أيضا.
وبث عملاق التواصل والإعلام الاجتماعي العام الماضي مباراة تكريم اللاعب واين روني مجانا، والتي أقيمت بين فريقي إيفرتون ومانشستر يونايتد، كما بث فيسبوك أيضا مباريات من الدوري الإسباني، خلال الموسم الماضي.
وفي الولايات المتحدة، التي بث فيها فيسبوك بالفعل مباريات من الدوري الأمريكي الممتاز لكرة القدم، سيبدأ الموقع من الشهر الجاري في بث حي لمباريات دوري أبطال أوربا، بشراكة مع شبكة قنوات فوكس سوبرتس.
يقول ديفيد رايت مدير التسويق بمنظمة سوكركس لبي بي سي: "حالة التغير المضطرد الحالية تخلق مشكلات وفرصا في نفس الوقت، لكل أصحاب الحقوق والشركات الإعلامية المعنية".
ويضيف: "تتطلع الكثير من الشركات إلى أن تكون منافسا حقيقيا للمنصات الإعلامية الأكثر قوة. ستطرح حقوق بث الدوري الإنجليزي في مزاد مرة أخرى، في وقت أقرب مما نعتقد. كيف ستقدم شركة سكاي أو شركة الاتصالات البريطانية "بي تي" عطاءها أو أي منافس آخر محتمل مثل أمازون أو أي جهة أخرى؟ لا يزال هذا الأمر غامضا. إذا ما قررت أمازون أو أبل التقدم بعطاء، فإنهما ستستخدمان خبراتهما التقنية من أجل تحقيق النجاح".
ويقول رايت: "هناك تقنية يمكن بها نقل المباريات، سواء عبر البث أو الإنترنت أو عبر التلفزيونات الذكية. وجدير بالذكر أن شركة "بي تي" لم تمتلك قنوات رياضية، قبل أن تتمكن من إنجاز أول صفقة لها للحصول على حقوق البث، لذلك فإن هذه الأمور قابلة للتبدل بسرعة".
ويأتي ذلك تزامنا مع تقرير لشركة "أو سي أند سي" لأبحاث السوق، يقول إن نحو مليار جنيه استرليني من الأرباح الإجمالية لصناعة البث في بريطانيا معرضة لخطر الضياع، جراء ظهور منافسين مثل أمازون وفيسبوك.
ويقول السيد رايت إن تطور وسائل الإعلام الاجتماعي لا يهدد صناعة البث الحي فحسب، وإنما أيضا صناعة التسويق.
ويضيف: "تاريخيا حينما كانت علامة تجارية ترغب في مزيد من الترويج، كانت تذهب للاعب لدعم منتجها أو لقناة تلفزيوينة".
وتابع: "الآن هناك أشخاص آخرون على موقع يوتيوب، ربما يكون لديهم مشاهدون أكثر من مشاهدي بعض القنوات التلفزيوينة".
التعليقات