رغم تطمينات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فإنّ البعض يتحدث عن أزمة سيولة للدولار في مصارف لبنان، وهو ما يهدد من قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي، لكنّ خبيرا اقتصاديا تحدث لـ"إيلاف" يهوّن من ذلك.

إيلاف من بيروت: لا حديث هذه الأيام يعلو على حديث الدولار، الذي كان يطلق عليه وعلى أخواته "العملة الصعبة"، فأصبح يُطلق عليه اليوم "العملة النادرة"، حيث أصبح التفتيش عليه يتم بالسراج والفتيلة، ولا همّ لدى اللبنانيين هذه الأيام سوى معرفة إذا ما كانت العملة الخضراء متوافرة في السوق، ولدى المصارف أو الصيارفة، الذين باتوا يتحكّمون بأسعارها، طلوعًا ونزولًا، وهو همّ يكاد يكون القاسم المشترك بين جميع اللبنانيين، العامة منهم والتجار، صغيرهم وكبيرهم.

وعلى الرغم من تطمينات المصرف المركزي وحاكمه رياض سلامه الذي حسم النقاش، وقال إن الدولار متوافر في المصارف اللبنانية، متحدثًا عن تضخيم إعلامي في هذا السياق من دون أن ينفي وجود أزمة، فإن الناس باتوا يركضون في ماراتون يوناني والدولار يركض أمامهم من دون معرفة متى الوصول إلى خطّ النهاية.

وبعد تحذير المعنيين بالوضع الإقتصادي المخيف، الذي يمر به لبنان حاليًا والتحذير من الخطر الذي قد تواجهه الليرة اللبنانية في المستقبل، يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف" أن هذه التحذيرات تبقى في غير مكانها لأن الوضع الإقتصادي في لبنان مستقر وتبقى التحذيرات والتخويف من الوضع الإقتصادي لها أسبابها السياسية، ولا تمت الى الواقع بصلة.

الأسواق

يتحدّث البعض عن أن الأسواق تبقى جامدة في لبنان والعمل شبه متوقف في مختلف القطاعات، فهل هناك خوف فعلي كما أشيع على مستقبل الليرة اللبنانية؟

يشير حبيقة إلى أن لا خوف على الليرة اللبنانية، والحديث بأن الأسواق جامدة ليس دقيقًا، بل يمكن القول إن نسبة الحركة خفيفة، ولا خطر على الليرة اللبنانية وقد طمأن حاكم مصرف لبنان حول هذا الموضوع، هناك من يقوم بتخويف اللبنانيين لأسباب سياسية، وبالتالي تبقى تحذيرات في غير مكانها.

عصر النفقات

عن عصر النفقات في موازنة العام 2020 وتأثير ذلك على اقتصاد لبنان، يلفت حبيقة الى أن الإصلاحات تبقى مهمة جدًا للبنان.

وردًا على سؤال لماذا يتحدث البعض عن خطر يحوم حول الليرة اللبنانية، وأنها ستضاهي بقيمتها الليرة السورية على اعتبار أن لبنان سيكون بوابة إعمار لسوريا، يرى حبيقة أن ذلك قد يعود الى جهل البعض أو لأسباب ومصالح لتخريب البلد، ولا مبرر لهذا الخوف مطلقًا، لكن هذا لا يعني أن الوضع الإقتصادي في أحسن أحواله في لبنان، الأوضاع مستقرة، ولكن لا داعي للخوف والهلع ولا أسباب منطقية لكل هذا الخوف.

الليرة اللبنانية

عن طمأنة حاكم مصرف لبنان لوضع الليرة اللبنانية ووجود الدولار في الأسواق، وهل يبقى ذلك كافيًا وما هي الإجراءات التي يجب اتباعها لضمان استقرار الليرة اللبنانية؟ يجيب حبيقة بأن تطمينات حاكم مصرف لبنان مهمة جدًا، وليست كافية ويجب انهاض المشاريع الإستثمارية في لبنان، وزيادة الإنفاق وهذا يكمل تطمينات حاكم مصرف لبنان.