باريس: استعادت أسواق الأسهم حول العالم بعض خسائرها الثلاثاء بعد أسوأ يوم مرت به منذ أزمة عام 2008، إذ عم الارتياح مع ارتفاع أسعار النفط وبروز أمل جديد في اتخاذ إجراءات مالية لدعم النشاط الاقتصادي والاستهلاك.

وعند حوالى الساعة 09:00 بتوقيت غرينتش، سجلت باريس وفرانكفورت ولندن زيادات تتراوح ما بين 2.5 % و 3%. وإن كان هذا التحسن لا يكفي لاستعادة ما خسرته بالأمس حين سجلت انخفاضات تراوحت بين 7 و9%.

وأغلق مؤشر نيكاي القياسي على ارتفاع 0.85%، مقابل انخفاض بنسبة 5% سجله في اليوم السابق. وفي هونغ كونغ، استعاد مؤشر هانغ سنغ 1.41%، في حين ارتفع مؤشر بورصة شنغهاي بنسبة 1.82% وشنزن بنسبة 2.42%. الاستثناء الوحيد، على أهميته، كان افتتاح بورصة موسكو للأوراق المالية على تراجع حر بأكثر من 10% بعد عطلة نهاية أسبوع من ثلاثة أيام، متأثرة بتراجع الخام والروبل.

وخلف الانتعاش في مراكز المال الأخرى، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 7% في حين سجل برنت أكثر من 8% في مبادلات آسيا.

وفقد المؤشران حوالي 25% الاثنين في أعقاب حرب الأسعار التي شنتها المملكة العربية السعودية بعد فشل المفاوضات في نهاية الأسبوع الماضي مع روسيا، ما تسبب في عاصفة عنيفة اجتاحت أسواق الأسهم العالمية المتضعضعة بالفعل من جراء وباء كورونا المستجد.

والثلاثاء انتعشت المراكز المالية في دول الخليج النفطية عند الافتتاح فارتفع سوق دبي المالي بنسبة 5.5% وسوق أبوظبي 4.2%.

- أمل في اتخاذ تدابير "واسعة النطاق" -

وطرأ كذلك تحسن على بورصة طوكيو بفضل تراجع الين الياباني الذي تتبعه لحظة بلحظة.

منيت العملة اليابانية بخسائر بالفعل أمام الدولار ففي حوالي الساعة 6:30 بتوقيت غرينتش كان سعر الدولار 104.48 يناً مقابل 102.74 ين في اليوم السابق بعد إغلاق بورصة طوكيو، وهو ما يعد مؤشراً للمستثمرين في اليابان. وأشاع الأمل في اتخاذ تدابير "واسعة النطاق" لدعم الاقتصاد الأميركي وعد بها دونالد ترامب الاثنين شعوراً بالارتياح لدى المستثمرين. ومن المتوقع أيضًا أن تعلن الحكومة اليابانية عن خطة مساعدة مالية للتعامل مع العواقب الاقتصادية لوباء كورونا.

ويعقد القادة الأوروبيون مؤتمرا عبر الفيديو الثلاثاء لتنسيق استجابتهم للوباء الناجم عن فيروس كوفيد-19 في حين تتوقع الأسواق أيضا أن يتخذ البنك المركزي الأوروبي سلسلة تدابير قد يعلن عنها الخميس.

ونقلت وكالة بلومبرغ عن كيوشي إيشيجان، الخبير الاستراتيجي لدى شركة ميتسوبيشي يو إف جيه كوكوساي لإدارة الأصول، قوله: "ترحب الأسواق بهذا النقاش حول اتخاذ تدابير مالية لدعم الاستهلاك والنشاط الاقتصادي".