لأن المرحلة حرجة اليوم تتطلب تدابير طارئة، أجبر بعض الحكومات شركات صناعية كبرى على توجيه جهدها الصناعي لخدمة الحملات الصحية المضادة لجائحة كورونا. ربما ليس الأمر بهذه السهولة.

إيلاف من لندن: أجبر انتشار وباء فيروس كورونا في مختلف دول العالم بعض الشركات على إعادة هيكلة معاملها من أجل البقاء والنجاة، وتعويض فقدان وارداتها، حتى أن بعض الحكومات اتخذ وضعية "الحرب". فقد صرح أوليفييه بلانجارد، المستشار الاقتصادي الاول السابق في صندوق النقد الدولي: "في الواقع، إن العالم في حال حرب".

صناعات بديلة

هذا الواقع مكّن بعض الحكومات من إجبار بعض الشركات الخاصة غير الحكومية على تحويل توجهاتها الصناعية لإنتاج معدات ومواد طبية تعاني هذه الدول من شحتها.

في 14 مارس الماضي، أعلن رئيس وزراء إسبانيا حال الطوارىء، ما مكن الحكومة من الاستحواذ موقتًا على ممتلكات ومصانع ومكاتب غير حكومية.

وفي الولايات المتحدة، وسع الرئيس دونالد ترمب من سلطاته من طريق إعلان حال الطوارىء، في حين تأمل الحكومة البريطانية في أن تقوم الشركات غير الحكومية طواعية بالمساعدة وتحويل المصانع.

بعض هذه الشركات لم يواجه صعوبة في القيام بهذا التحول. فعلى سبيل المثال، انتقلت "زارا" بسهولة إلى إنتاج ملابس الطواقم الطبية والكمامات، شأنها شأن شركات العطور مثل كريستيان ديور وجيفنشي اللتين انتقلتا إلى انتاج معقم اليدين. حتى شركات إنتاج المشروبات الكحولية تساهم الآن في انتاج المواد المعقمة. اما شركة "نيفيا" الشهيرة فبدأت بإنتاج مواد معقمة مخصصة للاستخدام الطبي في المستشفيات.

ليس سهلًا

إلا أن عملية التحول هذه ليست بهذه السهولة دائمًا. فعلى الرغم من الزوبعة الإعلامية التي أقامها ترمب عندما أعلن في مؤتمر صحفي أنه أمر شركتي "جنرال موترز" و"فورد" بإنتاج معدات التنفس الاصطناعي التي تعاني مستشفيات أميركا من شحتها. فهاتان الشركتان تواجهان صعوبات بالغة في تنفيذ عملية التحول من إنتاج السيارات إلى إنتاج معدات طبية، ولجأت "جنرال موترز" مثلًا إلى التعاون مع شركة "فنتك لايف سيستمز" لمساعدتها على زيادة الإنتاج مستخدمة قدرة الأولى في شراء المواد الأولية وطاقتها في التوزيع، وخبرتها في تسريع عملية الانتاج. أما "فورد" فتتعاون مع شركة "جي إي هيلثكير" و"3 أم" لإعادة تصميم أجهزة التنفس باستخدام أدوات تتوافر في مصانع "فورد".

عليه، وجد بعض الحكومات أن من الأسهل مساعدة الشركات الطبية المحلية على توسيع طاقتها الإنتاجية بدلًا من إرغام المصانع على التحول من الإنتاج الصناعي إلى الطبي.

في إيطاليا، أمرت الحكومة القوات المسلحة بمساعدة شركة "سياريه ‘نجنيرينغ"، المصنع الوحيد في البلد لمعدات التنفس، ما مكن الشركة من مضاعفة إنتاجها أربعة اضعاف.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مصدرين مختلفين. الأصلان منشوران على الرابطين الآتيين:

https://www.dw.com/en/the-coronavirus-economy-switching-production-for-the-greater-good/a-52852712

https://www.bbc.com/news/business-51956880